مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

طريق الدعوة إلى الله

 

بقلم: د. محمد جاد قحيف 

من علماء الأزهر والأوقاف

طريق الدعوة ليس سهلاً هيناً ليناً مفروشاً بالزهور والورود والرياحين ، وليس خالياً من العقبات والأشواك والصخور ، آمناً من عويل المعارضين والمحاربين والمكذبين ، إنه الطريق الذي حف بالفتن والأذى والابتلاء ، منذ فجر الدعوة إلى الله ، يدوى بين جنباته عويل المجرمين الذين يملكون أبواق المال والدعاية ، لو كان الطريق هينا لسهل على كل إنسان أن يكون صاحب دعوة ولاختلطت حينئذٍ دعوات الحق و الباطل!.

قد يهمك ايضاً:

المقاولون العرب يقبل اعتذار معتمد جمال عن الإستمرار مع…

فلابد إذا فيه من الابتلاء والتمحيص، قال تعالى: (الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ)[العنكبوت:1-2]. ذلكم هو طريق الدعوة إلى الله عز وجل طريق نبي الله نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ويوسف ومحمد – صلوات ربي وتسليماتي عليهم أجمعين – وطريق أتباعهم من العلماء المخلصين والدعاة الصادقين.. ولا يوجد طريق غيره.

يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: يا مخنَّثَ العزم أين أنت ، والطريقُ طريقٌ تعب فيه آدم ، وناح لأجله نوح ، ورومي في النار الخليل ، وأُضجع للذبح إسماعيل ، وبيع يوسف بثمن بخس ، ولبث في السجن بضع سنين ، ونُشر بالمنشار زكريا ، وذبح السيد الحصور يحيى ، وقاسى الضرَّ أيوب ، وزاد على المقدار بكاء داود، وسار مع الوحش عيسى، وعالج الفقر وأنواع الأذى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم..(صيد الفوائد).

والداعي إلى الله يدعو الناس لترك ما ألفوه واعتادوه وأحبوه ووجدوا عليه أسلافهم من الآباء والأمهات والأجداد، كيف لا يكون طريق الدعوة شاقًا ومهمة الدعوة والإصلاح عسيرة وهي حملٌ الناس على خلاف مقتضى أهوائهم ومعتقداتهم وشهواتهم ومسلتذاتهم.. لا بد أن تُبلى الأخبار، وأن تُبتلى النفوسُ والأجساد والأموال، ليخلص قلبُ العبد لله -جل وعلا- وحده، فلا يَشرَكُ مع الله شيئا من حظوظ الدنيا.

قال جل جلاله: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللّهُ الَّذِينَ جَاهَدُواْ مِنكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ)[آل عمران: 142]. يا ليتنا على المنهاج القويم لدعوات الصالحين والمصلحين ، فعاقبة الطريق وإن طال تتألق كالأمل ، وتضئ كالشمس، وتشرق كالفجر ، إمَّا عِزة ورفعة في الدنيا ، وإمَّا جنَّة ونعيما في الآخرة .. جعلنا الله وإياكم على طريق الدعاة الصالحين المصلحين

التعليقات مغلقة.