“طرق الأبواب” وتوظيف القوى الناعمة (قضية اليوم)
تقرير – محمد عيد:
انطلقت، أمس، فعاليات البعثة رقم 42 التي تنظمها غرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة إلى واشنطن تحت مسمى “طرق الأبواب”.
تعد البعثة واحدة من أهم وأبرز الفعاليات السنوية ذات التأثير القوي التي تنظمها منظمة أعمال غير رسمية ولا تعمل تحت مظلة حكومية.
منذ توقيع اتفاقية السلام في مارس 1979 دخلت العلاقات المصرية الأمريكية في مسار مختلف تماما على كافة المستويات، وكان الملف الاقتصادي أحد أبرز الملفات التي شهدت تطورا هائلا منذ ذلك الحين، وهو ما دفع إلى تأسيس مجلس الأعمال المصري الأمريكي بعد توقيع الاتفاقية مباشرة.
مع أواخر السبعينيات ومطلع الثمانينيات كانت غرفة التجارة الأمريكية بالقاهرة أحد أهم أضلاع العلاقات المصرية الأمريكية، عبر بعثتها لطرق الأبواب، وعلى الرغم من كونها بعثة غير رسمية، ولا تمثل الطرف الحكومي، إلا أنها لعبت دورا مهما في تطوير العلاقات المصرية الأمريكية على مدار العقود الأربعة الماضية، وربما كان الدور الأبرز والأوضح لها بعد “ثورة 30 يونيو” 2013، وهو الدور الذي أسهم بشكل كبير في توضيح حقيقية الصورة في مصر، ما أدي بشكل أو آخر في زحزحة الموقف الأمريكي (داخل أغلب الدوائر) من خانة المعارضين والمنتقدين إلي خانة المؤيدين بعد زوال الالتباسات، واتضاح الرؤية بشأن حقيقة ما جرى، مع استخدام لغة المصالح المشتركة التي كان لها أكبر الأثر.
وربما كان أهم ما يميز تلك البعثة كونها ليست منظمة حكومية، فوفقا لطارق توفيق رئيس الغرفة فإن “طرق الأبواب” ليست بعثة تجارية تبحث عن عقد صفقات بين البلدين، وليست بعثة حكومية تتحدث نيابة عن الحكومة، لكنها مجموعة من أعضاء الغرفة تسعى لتعزيز التعاون بشكل عام بين البلدين وفتح حوار مع أصحاب القرار داخل الولايات المتحدة، وشرح الأوضاع الحقيقية في مصر، فضلا عن دورها في الحفاظ على الحوار المستمر بين الجانبين.
وبحسب عمر مهنا رئيس مجلس الأعمال المصري الأمريكي فإن البعثة تحرص في كل عام على عقد لقاءات مع الأعضاء في مجلس النواب الأمريكي ومراكز الأبحاث، وكبار الكتاب الأمريكيين.
ويرى أن دور البعثة ليس فقط لقاء الأعضاء المؤيدين أو المتفهمين لطبيعة الشأن المصري، لكن من بين أدوارها أيضا التحاور مع أطراف داخل الكونجرس “غير مؤيدة” أو تقف في الصف المقابل من مصر، بهدف توضيح الحقائق.
يمكن القول إنه على الرغم من التأثير السلبي لعدد من وسائل الإعلام وبعض المراكز البحثية ذات التأثير القوى في العاصمة الأمريكية فيما يتعلق ببعض الشئون المصرية، إلا أن بعثة “طرق الأبواب” كانت واحدة من أهم أدوات التأثير الإيجابي، بما يؤهلها لتكون إحدى أهم وسائل القوى الناعمة المصرية، في إطار العلاقات المصرية الأمريكية، حتى وإن كانت غير حكومية.