بقلم – صابر الجنزورى:
المفاجأة كانت صادمة لرئيس الوزراء عندما صدر قرار إقالته ، جن جنونه عندما عرف اسم رئيس الوزارة الجديد .
سأل الرئيس :
– لماذا أقلتني وانا الذي أخلصت لك ولم يحبك أحد مثلى .
– لكل زمان رجاله ، وسلطتي تمنحني ذلك .
– اين كانت سلطتك وانا لم أقصر فى حقك.
– رئيس الوزارة الجديد أفضل منك .
– لم يكن حبى وطاعتي نفاقا ..لن يطيعك او يحبك مثلي .
– قضي الأمر.
غضب ، تحول الحب إلى كراهية وعصيان وصراع.
تزعم المعارضة ، التف حوله الغاضبون ،
استقطب الكثير من انصارهما ، اتسعت الفجوة بينهما ،
عمت الفوضى ، استطاع بدهائه ان يكون له حزبا ، يزداد توهجا وبريقا وتزداد شعبيته وانصاره .
لم يقلق الرئيس بريقه ولمعانه ولم يبال بما يفعله .
فى قرارة نفسه يتمنى لو رضي عنه .
ويعود إلى سابق عهده .
– مازلت أحبه واتمنى ان يعف عنى ..فلن اكون رئيسا ولا اصلح لذلك ولا املك امكانيات الحكم ولاتتوفر في ، كل منا له مكان معلوم .
حدث نفسه ، وفكر كثيرا ، وأرسل فى طلب اللقاء .
خر ساجدا أمامه ، قال : العفو والسماح سيدى !
– ارفع رأسك ، أسامحك شرط أن تعلن اعتذارك لرئيس الوزراء الجديد !
– ماعارضتك إلا بسببه ، كنت أريد ان أثبت لك انى خير منه وأنه أقل منى كثيرا فى وفائه وإخلاصه لك .
– هذا شرطي .
– جئت إليك لأتصالح معك وترضي عنى ونكتب معاهدة صلح ونبدأ عهدا جديدا ..اعتذر لك انت ولا اعتذر له .
– اعتذارك له يرضيني ..انا فى غني عن اعتذارك .
– نعم سيدى أعلم ..لكن لا أستطيع ..إن لم تقبل عودتى سوف يزداد الهرج والمرج وتراق الدماء .
– لقد تركتك فى غيك وعصيانك لتعلم من الأقوى .. صور لك عقلك المريض أنى لا استطيع ان ادير البلد دونك .
– عرفت وها انذا بين يديك .
– إلإعتذار له !
– سيدي : هل تقبل عمل استفتاء على معاهدة صلح بينى وبينك .
– هل نسيت أنى صاحب القرار .
– اترك لهم الاختيار مرة واحدة .
– وهل ينسون لك ما فعلته بهم ؟
– لنرى ، ربما تحركت فيهم شيمة عفوك .
– حسنا، سوف اصدر قراري بعمل استفتاء !
غمرته فرحة عارمة ، تحرك مكره وخبثه ، سخر الإعلام لصالحه .تشبث بالفرصة .
ظهرت نتيحة الإستفتاء ، ذهبت كل الأصوات لصالحه بما فيها صوت رئيس الوزارة الجديد .