طالبان يتحديان الوقت وينهيان مشروع تخرج هندسي عن الخرسانة والأساسات
كتب – محمد عيد:
لكل مجتهد نصيب.. رحلة شاقة، وتحديات صعبة، من أجل طلب العلم، ومن طلب العلم سهر الليالي، واحمرت عيناه من قلة النوم، فقط لأن البلوغ لقمة الهدف ليس فقط بالدعاء والإيمان، والتقاعس عن العمل، لكن بالجهد والجد والاجتهاد والمثابرة، يبلغ الإنسان أعلى مراتب النجاح، فهي الأسباب التي يضعها الله سبحانه وتعالى كي تكون النتيجة.
ورغم أن أي مشروع للتخرج في أي كلية يكون مشروع واحد فقط يشترك فيه الطلاب، إلا أن الطالبين عبدالله صبحي، ومحمد طه، الدارسين بمعهد الصفوة العالي للهندسة والتكنولوجيا، اختارا الطريق الأصعب والأكثر تكلفًا سواء ماديًا أو جسديًا أو معنويًا، ليضعوا من أنفسهم تحت مظلة الضغوط طوال سنة التخرج، من أجل مستقبل أفضل لهم، تحت إشراف الدكتور علاء إسماعيل، والأستاذ المساعد محمود حفيلة.
واختار “الطالبان” مشروعين في عامهم الدراسي الأخير، لتكون بصمتهم غير تقليدية، واختاروا مشروعي “الخرسانة والأساسات” رغم تكلفة ذلك، بهدف أن يكون هناك مشروع هندسي متكامل بدون احتمالية خطأ حتى 0.5%، وبدأوا المشروع من أخذ المجسات، وإعداد التقارير عن التربة، واتبعوا الخطوات العلمية السلمية في تحركاتهم، وأعدوا أبحاثهم في الأساسات، والتي أكدوا أنها بحر كبير من العلم، وكلفهم ذلك شراء كتب خارجية عن التربة والأساسات.
وأكد “الطالبان”، أن هذه الخطوات استغرقت وقتًا كبيرًا في إعدادها ودراستها، ونظرًا لضيق الوقت أصابنا الإحباط، وبدأنا التفكير في التخلي عن أحد المشروعين، لنستيقظ سريعًا، ونقرر خوض التحدي وقهر الصعاب وتنفيذ المشروعين، وبسرعة البرق، وبساعات قليلة من الراحة والنوم تكاد لا تُذكر، انطلقنا نحو الهدف، وبدأنا بمشروع الأساسات وهو عبارة عن 4 وحدات، الأولى تقرير تربة، والثانية أساسات سطحية، والثالثة أساسات عميقة، والرابعة خزانات أرضية.
أما مشروع الخرسانة، الذي هو عبارة عن وحدتين، الأولى برج سكني تجاري، والثانية تغطيات، كانت البشرى بأنه تم الانتهاء ن 80% من مشروع الأساسات، ورغم بداية امتحانات الفاينال وزحمة التفكير والمذاكرة، إلا أنه بعد الانتهاء من الامتحان استأنفنا المشوار، وبدأنا في مشروع الخرسانة، رغم أن لم يعد متاح أمامنا سوى بضعة أيام على مناقشة المشروعين، وبدأنا تعليم البرامج الخاصة به ف التحليل الإنشاء، لنفاجأ بضغط جديد وزيادة معدل القلق التوتر باقتراب موعد المناقشة، ومرور فترة عيد الفطر، تجاهلنا كل ذلك وبدأنا نكمل مشروعنا، ونقابل الدكتور للمراجعة على بعض النقاط التي تم الانتهاء منها، وفي ويم 14 يونيو 2019 وفي تمام الساعة الـ١٠ ونص ليلا من تم الانتهاء من المشروع، واتجهنا إلى المكتابات في الساعة 12 ليلًا للطباعة والتنسيق، وواصلنا الليل بالنهار، ليكون موعد المناقشة صباح يوم 15 يونيو 2019، المناقشة النهائية.
وقالا، اتجهنا إلى المعهد، وكان الدكتور علاء إسماعيل، ذلك الأب الروحي لنا في انتظارنا، لم يحدث مرة أن يبخل علينا بمعلومة أو فكرة أو حتى مجرد نصيحة سواء كانت داخل الإطار العلمي والتعليمي أو على الجانب الإنساني والشخصي، كان دائمًا بمثابة الأب المحفز لنا، وكانت مقولته الشهيرة، كلما تقابلنا، “غدًا.. ستكونوا أحسن خرجين، بخبرة مش لسه هتكتسبوها لأنكم اكتسبتوها فعلًا”، هذا الوالد الفاضل الذي كان يتابع أحوالنا دائمًا بشكل شخصي ويتواصل معنا هاتفيًا ويغرس في نفوسنا الطمأنينة ويحفزنا قبل المناقشة ويقدم يد العون والمساعدة في أي شيء، فضلًا عن أنه كان يضيف محاضرات أخرى غير المقررة ليفيدنا بمعلومات أكثر، يكاد أن يكون قد خصص حياته ووقته لنا طوال فترة دراستنا ليصنع منا مهندسين ذي خبرة حقيقية.