ليس سهلًا أن تجمع قلوب المغاربة على اسم واحد، لكن طارق السكتيوي فعلها بهدوء، دون ضجيج، ودون ادّعاء. لم يدخل قلوبنا عبر العناوين الصاخبة، بل تسلل إليها بأخلاقه، بتواضعه، وبإنسانيته قبل أي شيء آخر.
طارق السكتيوي ليس مجرد مدرب مغربي، بل هو أب قبل أن يكون تقنيًا، ومربٍ قبل أن يكون مخططًا، وإنسان قبل أن يكون صانع نتائج. نراه في ملامحه الهادئة، في كلماته المتزنة، وفي طريقته الحنونة وهو يتعامل مع لاعبيه، كأنهم أبناؤه لا مجرد أسماء في ورقة تكتيك.
ما فعله بقلوب المغاربة لا يُدرّس في معاهد التدريب، لأن الاحترام لا يُدرّس، والأخلاق لا تُشترى، والنية الصادقة لا تُصطنع. لقد أعاد لنا الإيمان بأن الكرة يمكن أن تكون فرحًا نظيفًا، وأن النجاح يمكن أن يكون بلا غرور، وأن القيادة يمكن أن تكون بلا قسوة.
مع طارق السكتيوي، شعر المغاربة بأنهم يرون أنفسهم:
في بساطته… في صبره… في طريقته التي تقول كثيرًا دون أن ترفع صوتها.
جلب السعادة لا بالوعود، بل بالعمل.
وجلب الفرح لا بالتصريحات، بل بالأفعال.
هو من ذلك النوع النادر من المدربين الذين يكسبون الاحترام قبل الانتصارات، ويزرعون القيم قبل الألقاب. لذلك أحبه الناس، ليس لأنه فاز فقط، بل لأنه بقي إنسانًا حين يفوز وحين يخسر.

طارق السكتيوي…
شكراً لأنك ذكّرتنا أن المغرب لا يُنجب لاعبين فقط، بل يُنجب رجالًا.
وشكرًا لأنك لامست قلوبنا دون أن تطلب منها شيئًا، سوى أن تحبك… ففعلت.

