مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

“صوت يتسرب “قصة قصيرة 

د.صبري زمزم :

استفاق من النوم ليجد نفسه على سرير بأحد المستشفيات، وحوله أسرته زوجته وابنته وأخوه، اقتربت منه زوجته أمسكت بيده ، نظر إليها مطمئنا الحمد لله ربتت على يده برفق، ومست جبينه بأناملها لتطمئن على حرارته، وقفت ابنته إلى جانب السرير تراقب حركة انسياب المحاليل المعلقة، وأخوه ينظر إليه فی قلق، تلفت حوله مستجمعا ذاكرته، يتأكد من وعيه، يطمئن الجميع الحمد لله ، اقترب أخوه منه قائلا : حمدا لله على سلامتك .. عامل ايه دلوقت؟

هز رأسه بهدوء قائلا: أحسن الحمد لله. 

رن هاتفه فالتقطه : ألو .. من حضرتك 

..نعم أنا….أشكر حضرتك جدا.. أشكرك جدا ….. نعم …. نعم .. أشكرك الحمد لله …أنا الآن مريض وفى المستشفى معك أخى سيكلمك.

نظر إلى أخيه الذى اقترب منه في اهتمام وقال له : خذ كلم هذا رجل عثر على حافظة أوراقي، تفاهم معه لتقابله.

 التقط أخوه الهاتف :

– نعم أنا أخوه .. أشكرك .. أشكرك، حاضر ” سأسجل رقمك وأكلمك من هاتفي مع السلامة مؤقتا .

تهلل وجهه الشاحب وقال الحمد الله .. الحمد لله .. هذا ظني فى الله سبحانه وتعالى …

ونظر إلى زوجته قائلا:

قد يهمك ايضاً:

المطربة ريهام عبد الحكيم تزور متحف الموسيقار محمد عبد…

الحمد لله إنها ضاعت منى قبل أن أجرى العملية بيوم واحد، ولولا أن بطاقة الرقم القومى لم تكن فيها لما استطعت أن أدخل المستشفى وأجرى العملية، والحمد لله وقعت في يد رجل أمين وسيسلمها لأخي كما اتفقنا .

نظرت إليه ابنته فى فرحة وقالت. الحمد لله .. ستعود إليك مستنداتك المفقودة. قالت الزوجة : الحمد لله كنت ستتكلف كثيرا من الوقت والمال لاستخراج بدل فاقد لرخصة السيارة قال لها وبطاقة التموين وأوراق أخری خاصة بالعمل، ولولا وجود كارت عليه تليفوني ما توصل هذا الرجل الأمين إليّ، الحمد لله، انتهى أخوه من مكالمته مع الرجل، وقال اتفقت معه على أن نلتقي ليعطيني الحافظة.

 فى اليوم التالي جاء أخوه لزيارته في المستشفى، قال له أين الحافظة ؟

قال لقد انتظرته فى المكان الذي اتفقنا عليه ولم يحضر، واتصلت عليه فوجدت تليفونه خارج الخدمة، فوجم وقال لعل المانع خير.

قالت زوجته : ترى ماذا منعه؟

 قالت ابنته : ما دام اتصل بك فلديه النية فى إعادتها فلا تقلق عليها.

 قال: عموما أنا لا أحتاجهاالآن بشكل عاجل، والغائب حجته معه.

 قال أخوه، سأكرر الاتصال به حتى يرد وأحدد معه موعدا آخر : بدأ القلق يتسرب إليه، ولكنه فوض أمره إلى الله فى ثقة وتذكر وقائع سابقة لأشياء ضاعت منه وعادت.

 مرت فترة من الوقت وتبدل المرضى فى الأسرّة الأخرى في العنبر بين متعافٍ خرج و مريض آخر حل محله، تناول هاتفه، وحاول أن يتصل بالرقم الذى اتصل به فوجده يرن تواصل الرنين إلى أن رد عليه صوت واهن، نعم وأنا في الطريق لتسليم أوراقك حسب الاتفاق مع أخيك أصبت فى حادث ودخلت المستشفى وأنا الآن فيه حتى الآن، بعد أنا أجريت لى ….

التفت ليسمع الصوت.. نفس الصوت الذي في الهاتف يتسرب إليه من سرير قريب فى نفس العنبر .