قال الدكتور صفوت محمد عمارة، أحد علماء الأزهر الشريف، إنّ القيم الأخلاقية تشكل أساس الشخصية، وغرسها يبدأ من الصغر بتعليم الأطفال القيم الأساسية مثل الصدق والأمانة، والتعاطف، والإخلاص، والوفاء، واحترام الأخرين، وغيرها من القيم التي تشكل أساس الشخصية، ثم يأتي دور التعليم والثقافة لتحقيق التوازن النفسي والعاطفي، وتكوين إنسان سوي قادرًا على التعامل مع التحديات بشكل أفضل، وعلى الرغم من أن بناء الشخصية يتطلب وقتًا وجهدًا، إلا أن الفرد الذي يؤمن بقدراته هو الوحيد القادر على إحداث الفرق، وبهذا الوصف قال النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم للصحابي زاهر «أنت عند اللَّهِ غالٍ» [صحيح الترمذي].
وأكد الدكتور صفوت عمارة، خلال خطبة الجمعة اليوم بمسجد نادي الشرطة بكفرالشيخ، على أنَّ بناء الأوطان يبدأ أولًا ببناء الإنسان، ولقد خلق اللَّهُ النفس الإنسانية وجعلها رمزًا للتكريم والتوقير والاحترام، فقال تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً} [الإسراء: 70]، يقول ابن كتير: في الآية يخبرنا اللَّهُ تعالى عن تكريمه لبني آدم في خلقه لهم على أحسن الهيئات وأكملها، كقولِه تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ}. [التِّينِ: 4].
وأضاف «عمارة»، أنَّ اللَّه كرّم النفس البشرية وأعلى من شأنها، وفي المقابل نهى سبحانه عن احتقارها أو التنقيص من قدرها بأى صورة من الصور، أو بأى شكل من الأشكال؛ فقال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الحجرات: 11].
وأشار الدكتور صفوت عمارة، إلى أنَّ رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم نهى عن كل صور السخرية من الآخرين؛ فعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، قال: قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: «المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يخذله، ولا يحقره، التقوى هاهنا» ويشير إلى صدره ثلاث مراتٍ «بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم، كل المسلم على المسلم حرامٌ، دمه، وماله، وعرضه» [صحيح مسلم]، وقد يكون الإنسان ذا منزلةٍ عاليةٍ في الدنيا، ولكنه ليس له قدر عند اللَّه، وقد يكون ذا منزلةٍ منحطةٍ وليس له قيمة عند الناس وهو عند اللَّهِ خيرٌ من كثيرٍ وصدق رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم: «إِنَّ من عباد اللَّهِ مَنْ لو أقسم على اللَّهِ لأَبرَّه» [صحيح البخاري].
التعليقات مغلقة.