مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

صفوت عمارة: اختيار الزوجة الصالحة أول حقوق الطفل في الإسلام

مصر البلد:

أكد الدكتور صفوت محمد عمارة من علماء الأزهر الشريف، أنَّ الإسلام اعتنى ببناء الطفل قبل ولادته، وتبدأُ حقوق الطفل باختيار الأبوين، لأنهما أساس البناء، فمن أهم الحقوق التى علَّمها النبي صلَّى اللَّه عليه وسلَّم للبشرية عن حقوق الطفل اختيار الرجل لزوجته عندما قال: «تخيروا لنطفكم»، أي: تخيروا من النساء ذوات الدين والصلاح، وذوات النسب الشريف، وعن أبي هريرة رضي اللَّه عنه، أن رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم قال: «تنكح المرأة لأربع: لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك» [رواه البخاري ومسلم]؛ فلابد أن يتخير الرجل الزوجة الصالحة التى ستربى أبناءه كما أن الطفل سيذكر بها. 

 

قد يهمك ايضاً:

“حسام طاهر” الوجه الحقيقي لمشاهد الأكشن في اهم…

وزير الأوقاف يشارك الشباب في الاحتفال بـ «اليوم الدولي…

وأضاف «عمارة» خلال خطبة الجمعة اليوم بمسجد قوات الأمن بكفرالشيخ، أنَّ الإسلام أعطى للطفل حقوقًا وهو مازال جنينًا في بطن أمه، فحرم إسقاط الجنين وإجهاض الحمل بعد نفخ الروح فيه، إلا إذا كان هذا الحمل خطرا على صحة الأم، لأنه قتلٌ للنفس التي حرم اللَّهُ قتلها إلا بالحق، قال تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ} [الأنعام: 151]، كما يرى علماء التربية أن دور الأم في تربية الطفل يسبق دور الأب، وذلك لكثرة ملازمتها للطفل منذ تكوينه جنينًا في بطنها حتى يكبر، كما أعطى الإسلام حقوقا للطفل بعد ولادته على الأب بحسن اختيار اسمه، وتسميتهُ بأحب الأسماء، وعلى الأم الرضاعة لتغذيته تغذيةً جيدةً.

 

وقال الدكتور صفوت عمارة، إنَّ من حقوق الطفل اختيار أحسن الأسماء والاهتمام بتعليم أمور الدين، والعناية بالتربية، والقصة الشهيرة التي تحكي أن رجلًا جاء إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يشكو إليه عقوق ابنه، فأحضر عمر الولد، ليؤنبه على عقوقه لأبيه ونسيانه حقوقه، فقال الولد: يا أمير المؤمنين، أليس للولد حقوقٌ على أبيه؟ قال بلى، قال فما هي يا أمير المؤمنين؟ قال عمر: أن ينتقي أمه ويحسن اسمه ويعلمه الكتاب، قال الولد: يا أمير المؤمنين إن أبي لم يفعل شيئًا من ذلك؛ أمّا أمي فإنها زنجية كانت لمجوسي، وقد سماني جُعلاً ـ أي خنفساء، ولم يعلمني من الكتاب حرفًا واحدًا، فالتفت عمر إلى الرجل وقال له: جئت إليَّ تشكو عقوق ابنك، وقد عققته قبل أن يعقك، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك!

 

وأشار الدكتور صفوت عمارة، إلى أنَّ صلاح الآباء له دور كبير في صلاح أبنائهم؛ فقد جرت العادة في الغالب أن يفسد الناس بفساد كبرائهم وأن يستقيموا باستقامتهم، ولأن الولد يتبع أباه في أقواله وأفعاله وحركاته وسكناته، والولد ظل أبيه ولا يستقيم الظل والعود أعوج، وصدق ذلك ما حكاه القرآن الكريم عن الغلامين اليتيمين الذي قال الله تعالى عن أبيهما: {وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا} فحفظ الله الكنز لليتيمين ببركة صلاح أبيهما، وأرسل الله رجلين عظيمين موسى عليه السلام والخضر، قال اللَّه تعالى في سورة الكهف على لسان الخضر: {وَأَما الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلاَمَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبكَ…} [الكهف: 82]؛ فحينما نزلا الرجلان إلى القرية وطلبا من أهلها الضيافة، لكنهم كانوا بخلاء أشحاء فضنوا عليهما حتى بشربة ماء، ومع هذا حينما وجد العبد الصالح جدارًا أوشك على السقوط فشمر عن ساعده وقابل البخل بالكرم والمعروف، وأعاد بناء هذا الجدار، ولما سئل في ذلك قال بأن الجدار كان لغلامين يتيمين في المدينة وأن هناك كنزًا تحت هذا الجدار، وأن أبويهما صالحان، فأبقى الله تعالى أثر صلاح الوالدين في أولادهما، وقد ذكر بعض المفسرين أنه كان الجد السادس، أو السابع، أو العاشر، وقال ابن كثير في تفسيره عن الآية: “فيه دليل على أن الرجل الصالح يُحفظ في ذريته، وتشمل بركة عبادته لهم في الدنيا والآخرة، بشفاعته فيهم، ورفع درجتهم إلى أعلى درجة في الجنة لتقر عينه بهم”، وقال ابن عباس: “حفظا بصلاح أبيهما ولم يذكر لهما صلاح” أي: لم يبين لنا القرآن هل كان الأولاد صالحين كآبائهم كي يستحقوا هذه المكافأة أم لا ؟!».

التعليقات مغلقة.