بقلم – كواعب أحمد البراهمي:
برغم كل التطور الذي حدث مؤخرا في مجالات الحياة ، إلا أن هذا التطور له آثار سلبية كثيرة . نحن فعلا تقدمنا تكنولوجيا ولكننا تأخرنا كثيرا اجتماعيا وسلوكيا .فلم يعد البعض يتزاور ولا حتى الأقارب، ولم يعد البعض يقوم بقضاء شىونه بل أصبح الاعتماد على الأهل في كل شيء.
وساعد على ذلك التضحيات من الأم والأب حتى في ابسط الأمور والتي تعتبر مجهود بسيط . فإن الأم تضحي بوقتها وصحتها من أجل القيام بها ولا تطلب مساعدة الأبناء، وكذلك الأب رغم كونه متعب من عمله إلا أنه لا يطلب من الأولاد مساعدته في قضاء مصلحة أو عمل شيء.
أن الآباء والأمهات يبذلون جهدا كبيرا من أجل الارتفاع بمستوى معيشة أولادهم. ويقومون بأكثر من عمل من أجل توفير الحياة الكريمة لهؤلاء الأبناء من مأكل ومشرب وتعليم . ولكن للأسف لا يلاحظون ما طرأ على هؤلاء الأبناء من سلوكيات بعيدة عن الدين . ولا اقصد بذلك ترك الصلاة والصوم فهذه عبادات البعض يقوم بها ، والكثيرون يتجاهلونها عن غير قصد، قد يكون إهمال ، و قد يكون طمعا في رحمه الله والغفران غير عابئين بمدى اهميتها .
أما حديثي فهو عن السلوكيات والتي للأسف تغيرت كثيرا مع تغير الأجيال، وما يؤسفني أن الاهل يرون تلك التصرفات ولا يبذلون اي جهد في لفت نظر أولادهم بأن هذا السلوك سيء أو حرام أو غير أخلاقي. يحز في نفسي عندما أجد من الشباب الرد بقوة على من هم أكبر منهم بحجة إثبات الذات . أو الاعتقاد بأن ذلك دليل على النضج . لماذا لا يعلم الأهل أولادهم الأحاديث النبوية التي تأمر بحسن التعامل من إحترام الكبير والعطف على الصغير مثل قول رسول الله صلىالله عليه وسلم( ليس منا من لم يوقر كبيرنا ولم يرحم صغيرنا ) .
لم يعلموهم أن خفض الصوت في وجود الوالدين من حسن الأدب وطاعة الله . وكذلك إحترام المعلم والأقارب. لماذا يصر الأهل على عدم تقبل النصيحة من القريب لأولادهم مثلما تربوا سابقا. لقد علمنا الدين آداب كل شيء. آداب الكلام والصمت والاكل والعلم . إن تعامل الأهل بهذه الطريقة من عدم التدخل والخوف من غضب الأبناء منهم أو الخوف عليهم ، يجعل الأبناء اكثر هشاشة وغير قادرين على تحمل المسئولية . ولا تقللوا من دورهم لو أرادوا المشاركة وابعادهم بحجة انهم صغار . لابد من مشاركة الأولاد واصطحابهم في التزاور أو ارسالهم للسؤال عن اقاربهم والمساندة للأهل والجيران والأصدقاء في الأفراح والواجبات . وقضاء مصالح جدهم أو جدتهم.
علموهم أن صلة الرحم سبب لدخول الجنة . وأن حسن الخلق و طيب المعاملة افضل الفضائل .
علموهم الود و الحب والرحمة كي لا نجد الشكوى من أب أو أم لا يزورهم أولادهم بالشهور .
علموهم التعاون والتعاطف وخشية الله لنجد مجتمعا فاضلا راقيا كما أمرنا الله
التعليقات مغلقة.