صابر حجازي يحاور الكاتبة والشاعرة السورية ليلي الحسين
في إطار سلسلة اللقاءات التي أقوم بها بقصد اتاحة الفرصة امام المهتمين بالشان الثقافي والابداعي والكتابة الادبية بشكل عام والذين قد يعانون من ضائلة المعلومات الشخصية عن اصحاب الابداعات الثقافيةعبر انحاء الوطن العربي الكبير،لذلك فان اللقاءات بهم والحوار معهم يتيح للجميع التعرف عليهم من قرب والتواصل معهم مستقبلا
ويأتي هذا اللقاء رقم ( 143 ) ضمن نفس المسار
وفي ما يلي نص الحوار
س1 :- كيف تقدمي نفسك للقارئ ؟
_ أقدم نفسي للقارئ على أني انسانة لذي قدرة على تحويل هذه الحالة النفسية التي تنقلني من الكلام العادي المتنقل بين الأحاديث لصياغتها بأسلوب أدبي مختزل تعبر عن وجهة نظر الكثير من البشر بالملاحظات والمشكلات التي يعانيها الفرد في المجتمع او في لحظاته الخاصة وأشعر بمعاناتهم في جميع حالاتهم العاطفية أو الحياتية اليومية فأنا أكتب عنهم وعن همومهم سواء كان بالشعر” أو من خلال “قصص قصيرة جدا” أو عن طريق “رواية” فأنا من خلال ما أرى اصيغ هذه الرؤى إلى حكاية تحكي عنهم.
س2 :- أنتاجك الادبي : نبذة عنة ؟
إنتاجي الأدبي لذي مجموعتان شعرية الناي يغنيك__ وذاكرة ليلى__
وكتاب قصص قصيرة جدا _ أحلام تتلاشى.
ورواية” الشاطئ الأزرق” كانت في معرض القاهرة” والآن ستعرض في معرض” تونس” للكتاب. وقد إنتهيت للتو من رواية أخرى بعنوان ” خطيئة القدر”
ولذي عدة مشاركات مجمعة في كتب مختلفة من جميع أنحاء الوطن العربي مثل كتاب “قلم رصاص”_ و ترانيم قصص”_ واشرعة من ضوء”. وينشر لي في العديد من الجرائد والمجلات الورقية والإلكترونية.
س3 :- متي بداتي في الكتابة الادبيه؟ وهل تذكري شئ من محاولاتك الاولي؟ ومن هم الذين تاثرتي بهم في البدايات ؟
كانت أولى محاولاتي وأنا طالبة في الثانوي..استهوتني جميع القصائد التي كانت تدرس عن “امرؤ القيس” والذبياني” وأبن كلثوم” وكانت روايات الأدب الروسي تستهويني وروايات عالمية وزوربا وذهب مع الريح والكثير من الرويات… والكتابة المبدعة نوال السعداوي.
وأول رواية” قرأتها كانت للأديب” المصري إحسان عبد القدوس” في “بيتنا رجل” إثارت مشاعري البطل إبراهيم وهو مقاوم ضد الإنكليز وكيف كان يهرب منهم وأختبئ في إحدى البيوت الشعبية وعلاقة الحب الهادئة التي حدثت بينه وبين “أبنة” صاحب البيت.
4س:- أنتي عضوه في العديد من المنتديات الثقافية والادبية ولكي موقع خاص باسمك- فهل استطاعت الشبكة العنكبوتية تقديم الانتشار والتواصل المستهدف وصنع علاقة بين الاديب والمتلقي ؟
أكيد كل الفضل ل “الشبكة العنكبوتية” وأنا أقول عنها “القرية الصغيرة” التي تجمع كل محب ومؤمن له برسالة هادفة عبر مواقع التواصل الإجتماعي لنشر إبداعاته وثقافته وتطوير ذاته وفكره بأن يتعرف على شخصيات أدبية بعيدة لم يسمع عنها يوماً الناس ويعلم الجيل الجديد حب الأدب وليس فقط إستخدام النت للتسلية والرفاهية كم يعتقد البعض من البشر.
هو الآن صلة التواصل للمعرفة والعلم وأنت في زمن ووقت تستطيع أن تختار ويكون لك هدف مما تريد أو لا تريد من هذه البرامج التي تكون بين يديك.
فأنا هدفي الأول والآخر هو أن أعطي للبشرية كل ما أملك من ثقافة وأدب ومعرفة تكون أحيانا أما في قصيدة أو رواية أو قصة قصيرة
س 5 : لنتوقف قليلا عن الأسئلة ودعينا ننصت إلي قصائد مختارة من كتاباتك ؟
لا مولاي
وآه من فاتني ومولاي
يسكرني من رشفة خمره
عله يعيدني للحياة
بصحبة تتلوى الآهات
على شفتيه ك الجمر
لاضرر مولاي
أن بقيت مصابة بسكرك
فالعمر لايقبل بسواك
مخمورة…… بسحناك
مرتجل الخطايا ك القدر
ما رأيك فاتني
أن نتبادل القبل
على عجل
قبل أن يسطع
ضوء القمر
ويكشف سرنا للبشر
أغثني مولاي
وافتني فتوى من فتواك
لأحتسب الخطايا
من كؤوس العذارة
أنا الشاعرة التي طغت
حروفها على كل الوجع
قلبت مواجع الودع
رمت الدمع بالمقل
ليحفر التراب والحجر
فاتني
إن استنجدت بك
يوماً….
هل تغيثني
كما يغيث الليل القمر
كما الشمس تغيث الغيم
بالمطر
هل تغيث العمر
أين يخبىء القدر
أسرارك
أين يخبىء نواياك
تلك العيون
التي لاتعشق سواك
كم من مرة أخبرتها
ألا تعبث معي
سؤالي شاغب ذاكرتي
جلد الدمع بالبصر
مسكينٌ قلمي عجز
أن يداعب شغفي
مشاغب صلى للصبر
أسدل ستائرك مولاي
أغار عليك
من ضوء القمر
……………
جائني الوجع
على هيئة أهزوجة
سخر مني القدر
أصبحت أنا الأضحوكة
تبسمت لهُ
عسى اغازله بتلميحة
نال مني
كنيل الأفاعى في تنهيدة
عاندته بحسني
علني أحظى بتسليمه
يصافح خاطري
بحكمته وتبصيره
تجاهلني بنظرة
جافاني بجهله
ورمى عليّ ألف تعويذة
………..
س 6: ما هي مشاكل الكاتبه السوريه ؟ وما هي العاراقيل التي تواجهها في نشر كتاباتها والتواصل مع القارئ ؟
أكثر المشكلات الذي اواجهها أنا والكثير من الكتاب هي دور النشر والاستغلال المادي والأدبي للكاتب” والإحباط الذي يتركه بسبب تنمرهم” واستفزازهم للكاتب” وعدم تبني هذه الإبداعات بعد أن ينشروا لهم ولا قانون يحمي الكاتب من خبثهم وشرهم.
الأهم عندهم هو الاستغلال فقط والكسب المادي هم يأخذوا المال ثم يتركوا جميع كتبه في المستودعات.
ليس هناك أي دعاية أو ترويج للكاتب ليلمع إسمه ويجذب الجمهور للقراءة ولا قانون يحمي الكاتب منهم.
س 7: ما نوع الدعم الذي يحتاجه المبدع؟
يحتاج الكاتب الكثير من الدعم سواء من الأدباء بحد ذاتهم فالكثير من الأدباء يتصيدون في الماء العكر بالانتقادات اللاذعة وكأنهم ينتقدون شخص الأديب وليس عمله فنحن نحتاج لناقد بناء يثري على النص أو القيمة الأدبية والشعرية الكثير من الملاحظات التي تخدم في ابتكار أفكار جديدة وليس إحباط للكاتب أو الشاعر وخاصة الجيل الجديد الأهتمام به والتركيز على تطويرة وتوطير فكر القصيدة ونخرج من القصيدة النمطية أو الرواية باختراع أساليب مبتكرة جديدة للكتابة حتى تجذب القارئ.
س8: كيف يمكن أن نعيد للقراءة الأدبية ألقها القديم؟ والتاثير الذى كان للكتابات الادبية في طليعة الشعوب العربية الذي كان سائدا؟
بعدم التنمر واحتكارها على فئة معينة من الأدباء بأن يكون لها مختصين في جميع الأماكن وخاصة في المدارس والجامعات والمعاهد بأن ننتبه للجيل الجديد للذين لذيهم الميول الأدبي في الكتابة وتشجيعهم لأنهم سيتولون القيادة بعد ذلك من جيل لجيل لذلك التركيز على المدارس في البداية وكشف مواهب كل طالب لمعرفة اهتماماته ومن ثم الأخذ بيده ليكون ثمرة منتجة في المستقبل.
س 9 : من وقف بجانبك مشجعا؟ وما تأثير ذلك على حياتك الأدبية؟
في البداية إذا لم يكن لديك قناعة وثقة بنفسك وما أنت قادر على فعله لن تنجح في إي عمل تقوم به مهما كان مهم وذا قيمة فكرية ومعنوية والمخزون الأساسي للأديب هو فكره المتحضر وإبداعاته
وفي البداية الإعتماد على الذات ثم عملية الأبهار والترويج لعملك.
لقد كانوا أبنائي من أكثر المشجعين والمتحمسين لما أقوم به ولهم الفضل والشكر الأكبر.
س10: هل تفكري بالقارئ أثناء كتابتك؟ وأي نوع من القراء يشغلك؟
نعم أنا أفكر بالقارئ واحترم مشاعره وخصوصيته وطريقة تفكيره وحالته النفسبة والاجتماعية وأرفض الجرائة المطلقة في كتابة القصيدة التي تفصل الحالة الشعورية أو الكلام الجارح والهابط أنا أرى القصيدة أو الكتابة في أرقى صورة وأجمل معاني الإنسانية وأحب الكلام الجميل الذي يداعب المشاعر دون خدشها أو قدفها بالعبارات القاسية الجارحة فأنا أحب القارئ الذي عندما يقرأه يستمتع ويستلذ بتذوق الكلمات التي تنقله في خياله وتصوره إلى عالم الحب والهيام والنشوة في التعبير. وانبذ القصيدة الفاضحة لملامح الجسد وكلمات الوصف المبتذلة.
س11: أنتي كاتبه نتي وورقي ، أيهما الأفضل لديك؟
النت هو المساعد الأكبر في هذا الوقت من العولمة وانتشاره الأكبر والاوسع على الإطلاق فإنا أنشر على النت لأن القارئ الذي في المغرب أو تونس أو أي بقعة من العالم يستطيع أن يقرأ لي ويطلع على إنتاجي الأدبي بأي لحظة ووقت بينما الورقي هو للتوثيق وأيضا للتمتع بلمسة سحرية للورق وللتصفح به بين سطوره وإذا شدك الكتاب تعوذ له في أي وقت ويكون لك الرفيق عندما تحتاجه.
س12: ما طقوس الكتابة لديكي؟ وهل هذه الطقوس تكون واحدة في كتابة الأنواع المتعددة التي تتقنها؟ أم أن لكل جنس أدبي طقوسه؟
هي طقوس متنوعة ومختلفة تكون أحيانا مزاجية وأحيانا انفعالية وأحيانا تأتي فكرة غير متوقعة تستملك الروح والفكر وتبدأ في الكتابة في إي لحظة تكون غير متوقعة ولكن الكاتب أو الأديب يبقى طوال الوقت في حورات وجدل بين الروح والعقل يبحث عن أفكار وآراء جديدة ومبتكرة تأخذه للكتابة في أي لحظة ووقت وأنا متفرعة لهذا العمل لأنه هو المحرك الأساسي لروحي.
س13: لك عدد من المطبوعات ، هل ترى أن حركة النقد مواكبة للإبداع، وما هي برأيك أسباب تأخر الحركة النقدية، وهل يمكن ان تقدم هذه الحركة إضافة نوعية للإبداع؟
ليس لدينا مختصين في النقد وليس لدينا قارئ متمكن ولا دور نشر تحترم الناشر ولا قانون يحمي الكاتب او الشاعر من الناقد ودور النشر المستغلة أو السرقات الأدبية والفكرية نحن في مجتمع لا أحد يحترم أحد.
نحن رجعيين في كل شيء والأنانية والغيرة بين النقاد والأدباء تفوق الوصف والخيال وهذا ما يعطي عزلة لكلا الطرفين ونحن نهتم بالقشور ولا نعطي للأديب حقه إلا بعد أن يموت وتأكل جثته التراب عندها يكرم ويمتدح وتنشر ابدعاته ولكن عندما يكون على قيد الحياة يسببون له ألف جلطة قلبية ودماغية بحواراتهم وأنتقاداتهم السخيفة والمكررة.
س14: ما الكلمة التي تحب توجيهها لمن يقدم على النشر لأول مرة؟
لكل شخص لذيه زخم في الكتابة والإبداع يجب أن يستثمرها وينشر ما لذيه ويوثق ابداعاته بالكتب الورقية حتى لو أراد أن يأخذ قرض على راتبه يجب أن لا ييأس لأن يوما ما سيقرأ أحفاده مالذية ويسعدون به.
س 15: اترك لكي المجال للحديث عما تريدين.. والخروج من حالة توجيه الاسئلة مني في هذا الحوار..؟
أريد أن أشكر حضرتك الأستاذ المحترم الاديب المصري د. “صابر حجازي” على الحوار الجميل والذي استفدت من طرح هذه الأسئلة الممتعة
شكرا جزيلا لك تحياتي و تقديري واحترامي لك ولجميع من يقرأ لي ويطلع على إنتاجي الأدبي بأي لحظة ووقت.
.. ————
الكاتب والشاعر والقاص المصري د.صابر حجازي
– ينشر إنتاجه منذ عام 1983 في العديد من الجرائد والمجلاّت والمواقع العربيّة
– اذيعت قصائدة ولقاءتة في شبكة الاذاعة المصرية
– نشرت اعماله في معظم الدوريات الادبية في العالم العربي
– ترجمت بعض قصائده الي الانجليزية والفرنسية
– حصل علي العديد من الجوائز والاوسمه في الشعر والكتابة الادبية
–عمل العديد من اللقاءات وألاحاديث الصحفية ونشرت في الصحف والمواقع والمنتديات المتخصصة
التعليقات مغلقة.