شُجون
بقلم – بسام الأشرم:
يتقافزانِ فَرَحاً باللقاء و شمسُ الشروقِ تبعثُ الدِفءَ في عُروقِهما ،
تُهَندِمُ ياقَةِ قميصِهِ المدرَسيّ .. يُعيدُ ربطَ شرائِطِ شَعرِها وكلٌّ على ظهرِهِ حقيبة ،
يتهامسانِ .. يبتسِمانِ .. تُهروِلُ أمامهُ نَحوَ المدرسةِ و هو يحاولُ اللحاقَ بها ،
تَحيدُ لِتدخلَ بستانِ ورودٍ و هو كظِلِّها ..
تُلاحِقُ الفراشاتِ و هو يحاولُ تَسَلُّقَ شجرة ..
_ ها قد اصطَدتُ واحدةً ..!
_ دعيني أراها فأنا أعشقُ ألوانَها .
تهربُ منه .. يلحقُ بها .. يَلهثان .. يسقطان إلى جانبِ بعضِهما ..
تُداعِبُ شَعرَ رأسِهِ و هو يَمُرُّ بسبابتِهِ على شَفَتَيها ..
تعتَدِلُ جالِسةً مُرتَبِكةً :
_ ماذا لو حَضَرَ الآنَ أبي .. !
يَبتسمُ مُتَعَجِّباً .. يضحكُ .. تضحكُ معه .. يُقَهقِهان ..
تأخُذهُما نَوبةُ سُعالٍ شديد .. يَتشبثان بِبعضِهِما ..
يهدأ السُعالُ .. تَتقارَبُ أنفاسُهُما و تَتَداخلُ تجاعيدُ وجهَيهِما .