شروق رزق تكتب : ينتهي الصراع عندما يبدأ الامتنان
قد تتعرض للإحباط والاستياء إذا شكرت أحدًا ولم يبادلك الشكر . لكن مع ذلك ، قد يكون بإمكان شكر الآخرين وحده مفيدًا لك .
إن الاعتراف بوجود الخير في حياة الإنسان يعد امتنانًا و قد يكون مصدر هذا الخير يكمن جزئيًا على الأقل خارج الذات ، إن جوهر الامتنان موجه دومًا إلي الآخر .
إن الامتنان من أهم أسباب الجذب و التجلي بشكل سريع كما أنه يؤدي إلي زيادة هائلة في السعادة علي فترات زمنية طويلة ، لذلك أي شئ تتمنى وجوده في حياتك أو يستمر وجوده ، اشكر الله كثيرًا عليه إذا كان موجودًا أو غير موجود .
يمكن للمرء أن يكون ممتنًا للرب أو للآخرين ، أن يكون ممتنًا لكل ما يمتلكه الآن و كل ما خسره سابقًا في سبيل راحته النفسية ،
فالامتنان يدفع المرء نحو حياة أفضل يغمرها الاطمئنان و الرضا و السلام الداخلي ، و كذلك العزوف عن الصراعات و الجدال و التوقف عن التفكير الزائد في ما حدث له سابقًا ،
كما أنه أداة سريعة لتفعيل النعم ، فكلما صرنا أكثر سعادة في الحاضر ، زادت إمكانية جذب المزيد من ما نريده في المستقبل .
ينشأ الامتنان عندما نغير علاقتنا بالحياة من موقف الرفض و الدفاع إلي موقف القبول و التقدير ، و عندما تشعر بالامتنان لأي شئ لا تدع اللحظة تنفلت من بين يديك ، توقف و وجه انتباهك نحو قلبك ، و استشعر المشاعر الدافئة التي تغمره ، و هكذا يقودك الامتنان إلي الحب و النعيم .
يمكن أن يطور الامتنان من حياتك بما فيها العلاقات الاجتماعية ، و الحالة المزاجية و العاطفية ، و السمعة الحسنة بين الناس و يحدث ذلك من خلال سلوك معين أو مجرد عاطفة عابرة . كما أن الامتنان يضاعف قوتنا النفسية فتذكرنا لما لدينا مما يجعلنا أفضل و أقوي و ما حدث لنا سابقًا و إن لم نكن نتوقعه سيجعلنا أكثر تفاؤلاً بما نتمناه اليوم .
و قال الله تعالي عز وجل في كتابه العزيز ” لئن شكرتم لأزيدنكم ” و هنا لم يخص الله الزيادة بشئ واحد في الحياة بل جاءت الآية شاملة لكل شئ تشكر الله عليه و هذا دليل علي أن من يشكر الله ينعم عليه بالتجليات و الخير .
يساعدك الامتنان في العثور على علاقاتك و تقويتها و تشعر بها بشكل أفضل ،
كما يجعلك أكثر إيجابية ، و تعد إحدى طرق تقوية هذه الروابط الاجتماعية هي إظهار الامتنان للأشخاص الذين ساعدونا وأظهروا لنا الاهتمام ، قد لا يشتري الامتنان أي شيء ، لكنه قد يكسبك أكثر مما تتوقعه من الناس .
كن ممتنًا لكل ما يمر في حياتك .. لأن كل ما يمر بك يحمل إشارة من الله إليك ، كن ممتنًا لتجربة أنضجتك و لو أحرقتك نارها ، و لكل حزن مسَّ روحك و لكن زادك بصيرة و لأشخاص تخلو عنك فجعلوك منيعًا أمام الخذلان .
كن ممتنًا لكل الأوقات التي رأيت فيها أقوي أحلامك الخاصة تنهار أمامك و استطعت التماسك و التعافي و إعادة المحاولة وحدك ، كن ممتنًا لكل المرات التي احتجت فيها رفقةً أو رأيًا أو مساندةً و لكنك استطعت التغلب علي ذلك الشعور وحدك ،
كن ممتنًا لكل الخيارات الكبيرة و الصغيرة التي اتخذتها وحدك و كل الطرق التي خطوتها بغير ونيس ، كن ممتنًا إنك تعلمت أخيرًا كيف تستقبل الصدمات و تقاوم السقوط و تتوقف عن البكاء و تستعيد التوازن وحدك ، كن ممتنًا أيضًا إنك لازلت تحب الوحدة و لازلت تؤمن بالونس و تقدس الرفقة ، كن ممتنًا إنك أدركت كيف تسير الطريق وحدك و لكنك تدرك أيضًا أن ذلك لم يكن أبدًا خيارًا أفضل ، كن ممتنًا بما يهبه الله لك و لو كان نعمًا صغيرا ، كن ممتنًا أنك أنــــــت .
و أخيــــرًا : ” اجعل الامتنان عادة لديك تتسخر لك كل الفرص و الأماكن و الأحداث و الأشخاص أيضــًا ” .
التعليقات مغلقة.