مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

شروق رزق تكتب : ” الحب و النفاق لا يلتقيان “

إذا كان السلوك الإنساني هو محصلة تفاعل نشاط الفرد الجسماني والعقلي وانفعالاته النفسية ودوافعه وميوله مع البيئة المحيطة به ، فإن السلوك المتمثل في الأقوال إلى جانب الأفعال التي تصدر منه نتيجة المواقف الحياتية التي يمر بها ، هي التي تحدد ملامح شخصيته وما يتسم به من صفات سواء كانت محمودة أو مذمومة .

و يعد النفاق والكذب والحقد والغيرة من الصفات الغير محببة عند كثير من الناس و قد يكونوا سبب فى تفشي الكره فى المجتمع كله.

الشكل الظاهري له دور قوي وفعال في التأثير على الآخرين للفت أنظارهم وانتزاع إعجابهم كالأقوال مثل المديح وغيرها ،

أما الباطن فهو خفي لا يظهر إلا من خلال الأفعال التي تعتبر وسيلة لتقييم صفات و سمات الشخصية لذلك لا يجوز الحكم على الشخصية عند رؤية المظهر وسماع الأقوال فقط دون مراقبة الأفعال ومتابعة التصرفات.

و المنافق تتأصل فيه صفات الكذب والخيانة وعدم تنفيذ الوعود و اظهار الحب كذبًا ، و يعتبر أسوأ الشخصيات خلقًا وسلوكًا ، فالحب و النفاق لا يلتقيان .

قد يهمك ايضاً:

النفاق داء خطير قد يبتلي به الرجل والمرأه دون أن يدريان ، المنافق يقول ولا يفعل ويظهر عكس ما يخفي و يتظاهر بالحب والاحترام وفي داخله حقد وحسد وكره ،

فإن المنافق هو أشد خطرًا علي المجتمع وعلي كل من يتعاملون معه و يثقون فيه.

و للنفاق أسباب نفسية ترجع للتنشئة الاجتماعية الغير سليمة للأبناء منذ الصغر ، كاكتساب بعض الصفات السيئة مثل الكذب وعدم الوفاء بالوعد و خيانة الأمانة و من الأسباب الأخرى انعدام الثقة بالنفس التي تؤدي إلي الإحساس بالضعف وأيضًا الشعور بالنقص ، و الطموح الزائد الذي يتجاوز القدرات الشخصية وكذلك عدم القناعة والرضا ،

وليعلم الآباء والأمهات أن النفاق مكتسب وليس جيني والوالدين قدوه لأبنائهم أما أن تكون قدوة حسنة أو سيئة لذلك يجب علي الوالدين ألا يوعدون أبنائهم بأشياء لا يتم تنفيذها ولا يجب معاقبتهم بشدة لدرجة الإيذاء البدني والنفسي حتى لا يلجأون للكذب لإخفاء ما يرتكبونه من أخطاء كما يجب حثهم على عدم خيانة الأمانة و عدم التعدي على حقوق الآخرين حتى لا يصيبون بالنفاق .

كم من منافقين يعيشون بيننا ويتعاملون معنا ولا يدرون حقيقة ما بداخلهم من نفاق بل يعتقدون أنهم دائمًا على حق وصواب  وكم من أشخاص يظهرون المودة للمقربين منهم كي يعرفون أسرارهم الشخصية ثم يبوحون بتلك الأسرار كيدًا في هؤلاء المقربين وكم من أشخاص يوعدون الغير بأشياء وهمية من أجل الوصول إلى تحقيق أهدافهم ثم بعد ذلك ينقضون عهودهم بعد تحقيق المراد ثم يتخلون عنهم بأختلاق أي أسباب و ليتنا نحترس عند تعاملنا مع هؤلاء بتوخي الحذر من تصرفاتهم فلا نبوح بأسرارنا الشخصية لهم ولا نضع كل الثقه فيهم ولا ننخدع بمديحهم وكلامهم لأنهم دائمًا يستخدمون كل الحيل للوصول إلى أهدافهم ولنتذكر قول عمر بن الخطاب (رضي الله عنه): (المنافق لسانه يسر وقلبه يضر) ما أحوجنا إلى التمسك بتعاليم ديننا التي تحث على التخلي عن النفاق والتحلي بمكارم الأخلاق.

اترك رد