مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

شروق رزق : تكتب ” الأمان و نقيضه في حياة الإنسان “‎

يمر كل إنسان بمرحلة معينة في حياته يفقد فيها الإحساس بالأمان وتسوده مشاعر غير مريحة أو غير مقبولة نفسيًا، مما تزعزع الصحة النفسية للإنسان وتجعله غير قادر على تسوية مشاكله أو إكمال سير نمط حياته في الصورة الطبيعية، وهذه علامات تدل على عدم الشعور بالأمان أو الشعور بالخوف الدائم .

حيث عُرِّف الأمان النفسي بأنه الشعور بالطمأنينة و التحرر من الخوف و القلق.

 

يوجد علامات تدل على عدم الشعور بالأمان، وهي كثيرة، ولكن كذلك هناك العديد من الطرق لعلاج عدم الشعور بالأمان والتخلص منه، وهذه الطرق يمكن أن تحسن من الصحة النفسية ، مثل  كتابة الأفكار التي تنتاب الإنسان للرجوع إليها والتأكد من عدم منطقيتها ومحاولة إيجاد الحلول لها ، الكشف عن الماضي والصراحة مع النفس لاكتشاف ما إذا كانت هذه الأفكار لها أساس من ماضي الإنسان ، الصراحة مع الذات ومحاولة التواصل معها واكتشاف ما تريد تحقيقه من أهداف ، مراجعة الأخصائي النفسي بالضرورة ، لكي لا تتطور هذه المرحلة للاكتئاب.

 

و علي الجانب الآخر عرَّف علماء النفس الخوف بأنه قلق نفسي ، أو عصاب نفسي لا يخضع للعقل ويساور المرء بصورة جامحة من حيث كونه رهبة في النفس شاذة عن المألوف تصعب السيطرة عليها والتحكم بها .

 

قد يهمك ايضاً:

وزير التموين مفاجأة مفرحة للمواطنين بشأن أسعار الزيوت قبل…

أمين الفلاحين في ضيافة الشهبندر لمناقشة آخر المستجدات…

و قد اختلف علماء النفس القدامى مع علم النفس الحديث حول ماهية الخوف ؛ فالقدامى اعتبروه غريزة إنسانية ، بينما يتحدث علم النفس الحديث عنه كميل فطري، له وظيفة حيوية ألا وهي حماية ذات الكائن من عوامل التهديد والمخاطر.

 

ولا بد هنا من الإشارة إلى أن الخوف شيء طبيعي وحالة سوية يصاب بها كل كائن حي؛ فثمة خوف يشترك به جميع أفراد الجنس البشري وهو – على سبيل المثال – الخوف من الموت ، الشيخوخة ، المستقبل ، الفشل ، الفقد … وغير ذلك.

 

وهناك مخاوف أخرى يختص بها العصابيون والشواذ من الناس، كالخوف من النساء، المجتمع، المسؤولية ، الاختلاط .. وما إلى ذلك.

 

وتنطوي مثل هذه المخاوف على حالة مرضية تنشأ عادة من جراء تجارب فاشلة أو تتولد نتيجة لصدمات نفسية .

 

بعد كل ما تقدم نخلص إلى القول بأن الخوف قد يكون محموداً أو مذموماً لكنه في حقيقته شيء طبيعي يساور الإنسان السوي بسبب المؤثرات الخارجية والوساوس الداخلية، وقد يؤدي الخوف، إذا استحكم في الكائن الحي، إلى استجابات انفعالية، قد تظهر إما بشكل حركي؛ كالهرب، أو المقاومة، أو الاستكانة، وإما بشكل مرض يفقده التوازن في شخصيته، بحيث لا يمكن الاعتماد عليه، أو الركون إليه.

 

وهناك نوع من الخوف يجب أن يتعزز لدى الإنسان ألا وهو الخوف من الله سبحانه، وتعالى ، الذي يكون مدعاة إلى الأمن والشعور بالطمأنينة، وهو باب للسعادة في الدنيا والآخرة .

اترك رد