سليمان عيد.. الضحكة التي أضاءت القلوب وغابت في صمت نجم الكوميديا الذي أضحكنا ورحل تاركًا الحزن في قلوبنا
كتب – أحمد قرمد :
في زمن قلّت فيه الضحكات الصادقة، كان سليمان عيد نجمًا استثنائيًا، فنانًا حمل على عاتقه مهمة إدخال البهجة إلى قلوب الملايين.
لم يكن مجرد ممثل كوميدي، بل كان رمزًا للطيبة، البساطة، والإنسانية، رجلاً عاش ليرسم الابتسامة على وجوه الناس، ورحل تاركًا خلفه حزنًا عميقًا وفراغًا لا يملؤه أحد.
البدايات: حلم ابن الحي الشعبي
في أزقة حي الكيت كات الشعبي بمحافظة الجيزة
وُلد سليمان عيد عام 1961، حيث تشكّلت شخصيته المرحة وسط أجواء البساطة والدفء الإنساني.
كان طفلاً يحمل موهبة فطرية، يشارك في الأفراح الشعبية ، يلقي النكات، ويقلّد نجوم الزمن الجميل ببراءة تجعل الجميع يضحكون.
لم يكن طريقه إلى الفن مفروشًا بالورود، إذ واجه معارضة عائلية شديدة، لكنه أصر على تحقيق حلمه.
التحق بمعهد الفنون المسرحية، وبدأ رحلة كفاح طويلة، حاملاً شغفًا لا ينضب وإيمانًا بأن الضحكة يمكن أن تكون جسرًا يربط بين القلوب.
تألق فني: الكوميديا التي لا تُنسى
مع بداية التسعينيات، خطا سليمان عيد خطواته الأولى في عالم السينما، حيث ظهر في أدوار صغيرة سرعان ما لفتت الأنظار بفضل حضوره القوي وخفة ظله.
شارك في أفلام أيقونية، حيث كان يحوّل كل مشهد إلى لحظة لا تُنسى، سواء بجملة طريفة، أو نظرة ماكرة، أو حركة عفوية.
أعمال مثل تلك التي جمعته بكبار النجوم أظهرت قدرته على التألق حتى في الأدوار الثانوية، ليصبح واحدًا من أهم نجوم الكوميديا في جيله.
لم يقتصر إبداعه على السينما، بل امتد إلى التليفزيون والمسرح
في المسلسلات، أضاف لمساته المميزة التي جعلت الجمهور ينتظر ظهوره بشغف، بينما كان المسرح منصة أخرى أظهرت طاقته المذهلة وروحه الحيوية.
حتى في سنواته الأخيرة، ظل سليمان متألقًا، يشارك في أعمال جديدة، ويثبت أن موهبته لا تعرف الكلل، تاركًا إرثًا فنيًا يزيد عن 150 عملًا حملت بصمته الفريدة.
ومن أهم أعماله
السينما
– الإرهاب والكباب (1992)
– طيور الظلام (1995)
– النوم في العسل (1996)
– همام في أمستردام (1999)
– الناظر (2000)
– صاحب صاحبه (2002)
– زكي شان (2005)
– سيكو سيكو (2025)
المسرح
-مسرح مصر (كل الرجالة كده، كوكو شanel)
– عيلة لاسعة جدًا
– ترا لم بم
التليفزيون
– ليالي الحلمية
– الفتوة (2020)
– اللعبة (2020-2021)
– فلانتينو (2020)
– حرب أهلية (2021)
والعديد من الأعمال الفنية المتنوعة
رحل القلب الطيب الذي أحبه الجميع
فلم يكن سليمان عيد مجرد فنان، بل كان إنسانًا ينبض بالطيبة والتواضع.
كان محبوبًا من زملائه في الوسط الفني، يحترم الجميع، ويحمل قلبًا لا يعرف الحقد أو الغرور.
كان يتحدث بحب عن عائلته، زوجته وابنيه، ويشارك لحظاته البسيطة مع جمهوره عبر وسائل التواصل، مما زاده قربًا من الناس.
شهد له الجميع بالأخلاق العالية والروح المرحة، فكان الصديق الذي ينشر الضحكة أينما حل، والزميل الذي يدعم الجميع بلا مقابل رحيل سليمان عيد ليس خسارة للفن المصري فحسب، بل جرح في قلب كل من أحبه وعرفه.
الرحيل المفاجئ: وداعًا لأجمل ضحكة
في صباح يوم الجمعة، 18 أبريل 2025، اهتزت القلوب بخبر رحيل سليمان عيد، الذي فارق الحياة إثر أزمة قلبية مفاجئة عن عمر 63 عامًا.
لم يصدق الجمهور أن الرجل الذي كان يضحكهم قبل ساعات ويحضر عزاء أحد الأصدقاء قد غادر إلى الأبد.
تحولت مواقع التواصل إلى ساحة حزن، حيث نعاه محبوه ونجوم الفن بكلمات تمزج الألم بالامتنان.
شُيّعت جنازته وسط دموع المشيعين، ودُفن في مقابر العائلة، لكن روحه ظلت حية في أعماله التي ستظل تُضحك الأجيال.
رحل سليمان عيد، لكن ضحكته الصافية ستبقى صدىً في قلوبنا.
كان فنانًا رائعًا، إنسانًا استثنائيًا، ونجمًا لا يُعوَّض.