سلطنة عُمان نموذج رائد في بناء المدن الحضارية المستدامة
كتب – سمير عبد الشكور:
تعد سلطنة عُمان أحد النماذج العربية الرائدة في مجال التنمية العمرانية التي تعتمد على التخطيط الرشيد، فالتطور الذي تشهده عُمان منذ مطلع السبعينيات من القرن الماضي، وتحديداً منذ عام 1970 وعلى مدار نصف قرن تقريباً، جعلها نموذج يحتذى به عالميا، حيث استخدمت الموارد القليلة لإحداث قفزة عمرانية كبرى، استوعبت التطور المطلوب اقتصاديا واجتماعيا وتعليميا وصحيا، بكافة ربوع الوطن، ولا تزال تسعى إلى التطور المستدام، الذي يحفظ حق الاجيال القادمة، وفق مخططات عمرانية تستقرئ المستقبل وتعمل على استيعابه في كافة القطاعات التنموية.
ومن هذا المنطلق تحتضن سلطنة عُمان المؤتمر العربي للمدن المستدامة في نسخته الثانية بعنوان ( دور شركاء التنمية العمرانية في تحقيق التنمية الحضرية المستدامة) وذلك تحت شعار “إسكان مستدام” وذلك بهدف تبادل المعلومات والأفكار حول المواضيع المتعلقة بالتنمية العمرانية إلى جانب مناقشة تطوير البنية الأساسية والإسكان المستدام في كافة القطاعات فضلا عن تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع المحافظة على سلامة البيئة.
ويعتبر المؤتمر فرصة لتسليط الضوء على القطاع العقاري بسلطنة عُمان نظرا لأهميته ومساهمته في الناتج المحلي الاجمالي وحجم القوى العاملة الوطنية في هذا القطاع، إضافة لتشجيع العمل على الصناديق الاستثمارية العقارية كإحدى وسائل التمويل الآمنة.
يتناول المؤتمر عبر عدة جلسات، استراتيجيات التخطيط العمراني المستدام ودور المطورين العقاريين في تطوير مدن مستدامة الى جانب صناديق الاستثمار والتمويل ونماذج محلية واقليمية وعالمية لشركاء التنمية العمرانية.
كما يستعرض المؤتمر عددا من أوراق العمل من بينها التنمية الحضرية المستدامة والمدن الذكية ومعايير التخطيط والتصميم العمراني إلى جانب الشراكات الذكية للمطورين العقاريين والثورة الصناعية الرابعة ودور الصناديق الاستثمارية في تنمية قطاع الإسكان وغيرها من المواضيع المهمة التي ستنعكس ايجابا على التنمية العمرانية في سلطنة عُمان، فمثل هذه المؤتمرات هي فرصة لتبادل الافكار والتعرف على أحدث التطورات العربية والعالمية في هذا المجال.
الجدير بالذكر أن التنمية العمرانية هي الوعاء الذي تصب فيه عناصر التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ويقصد بها الارتقاء بالبيئة وتوفير الاحتياجات الأساسـية للسـكن والعمـل والخدمات المجتمعية وعناصر الاتصال وشبكات البنية الأساسية وذلك في إطار محددات المكان وضوابط القيم الاجتماعية والثقافية والموارد المحدودة دون التصادم مـع البيئـة الطبيعية أو إهدار مواردها.
ويأتي حرص سلطنة عُمان على ضخ استثمارات كبيرة في التنمية العمرانية كونها المحرك الرئيسي لكثير من الأنشطة الاقتصادية الأخـرى والصـناعات المرتبطة بالبناء والتشييد والعمران واستدامة التنمية الشاملة.