مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

سلطنة عُمان في عيون العالم .. دبلوماسية عمادها الثقة وجوهرها المصداقية

كتب – حمدى شهاب:

لم يبالغ مارتن جريفيث المبعوث الأممي لليمن, حين قال: أبحث عن النصيحة المخلصة في عُمان، فهي دولة موثوقة لها علاقات طيبة مع الجميع، وليس لديها مصلحة سوى عودة السلام والاستقرار إلى المنطقة، ومن أجل هذه المصداقية وهذه المواقف الثابتة الواضحة كانت سلطنة عُمان قبلة جميع الوفود من كافة دول العالم في اجتماعات الأمم المتحدة الأخيرة في نيويورك، للتعرف على حقيقة الأوضاع بالمنطقة والتشاور في سبل حل أزماتها، ثقة منهم في حكمة الدبلوماسية العمانية ونبل مقاصدها، وسعيها الدائم لنشر ثقافة السلام وإنهاء الصراعات، حتى تحولت لإطفائي يحاول جاهدا إخماد نيران الحروب ونزع فتيل الصراعات التي أحاطت بالمنطقة وأصبحت تستنزف ثرواتها، وتهدد وجودها واستقلال دولها ومكتسبات شعوبها.

وسيرا على هذا النهج، أكد يوسف بن علوي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في كلمة السلطنة التي ألقاها أمام الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن السلام في منطقة الشرق الأوسط أصبح مطلبا ملحا، وأنه حان الوقت لإطفاء الحرائق المشتعلة في المنطقة، والتي أضحى استمرارها يمثل تهديدا للأمن والسلم الدوليين.

وذكّر بن علوي الأمم المتحدة بمسؤوليتها عن صيانة الأمن والسلم ومواجهة التحديات والصراعات الدولية، وتسوية النزاعات باستخدام الدبلوماسية الوقائية وبذل الجهود لتحقيق السلام والاستقرار في العالم، من خلال بناء الثقة وحل الخلافات بالوسائل السلمية، ومؤكداً أن الحوار والمفاوضات هما أنجع الوسائل لحل الخلافات بين الفرقاء، وأن السلطنة تتعاون مع الدول الأخرى لدعم المبادرات الإقليمية والدولية لتحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.

كما أكد أن السلطنة تعتبر السلام ركيزة أساسية للاستقرار والتنمية المستدامة، آملا في تبني منطلقات جديدة في العلاقات الدولية تتوافق مع مبادئ حسن الجوار واحترام السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، لبناء عالم يسوده العدل والإنصاف والتعايش والتسامح ينعم فيه الجميع بالرخاء والأمن والاستقرار.

قد يهمك ايضاً:

إعلان محتمل لوقف إطلاق النار بلبنان “في غضون…

“العاصمي”الطرح العام الأوَّلي لــ «أوكيو» يمثل…

ودعا بن علوي الأطراف المتنازعة إلى طي صفحات الماضي، والتوجه نحو المستقبل والتسامي فوق الخلافات وتغليب المصالح الوطنية العليا، وتبني الحلول والمقاربات السياسية والدبلوماسية التي تحفظ للأوطان وحدتها وتماسكها وللشعوب كرامتها وأمنها وعيشها الكريم.

ورحبت السلطنة بالتوافقات السياسية السلمية التي توصل لها السودانيون والانتقال إلى السلطة المدنية، آمله أن يسهم ذلك في تحقيق السلام والأمن والاستقرار للشعب السوداني الشقيق، مثمنة جهود الوساطة الإقليمية التي ساعدت الأطراف السودانية على التوصل لهذا الإنجاز الوطني.

وأكد الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية اهتمام السلطنة بحرية حركة الملاحة في مضيق هرمز، باعتبارها إحدى الدول المطلة على المضيق الذي يعتبر أهم المضايق المائية الدولية في العالم، وأكد سيادة السلطنة ومسؤوليتها الدولية عن سلامة الملاحة وضمان حركة المرور الأمن للسفن العابرة، ودعا جميع الدول للتعاون البناء واحترام خطوط الفصل الملاحية وفقا لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار.

دعت السلطنة كافة الأطراف في المنطقة لعدم التصعيد وحل خلافاتها بالطرق الدبلوماسية، وتجنيب المنطقة أي عواقب قد تنعكس على حرية الملاحة وانتظام حركة التجارة الدولية، كما أكدت على دور المجتمع الدولي والدول ذات المصلحة في إيجاد الحلول التوافقية السلمية لحفظ الاستقرار وضمان سلامة الملاحة.

وحذر بن علوي من استمرار الصراع والحرب في اليمن، الذي أدى لوضع مأساوي إنساني واقتصادي واجتماعي للشعب اليمني، وطالب بمضاعفة الجهود الدبلوماسية الدولية لمساعدة اليمن في الخروج من حالة الحرب والصراع المسلح الذي يزداد تعقيدا، وأكد على دعم السلطنة للجهود الدولية المبذولة للتوصل لحل سياسي يوقف نزيف الدم في اليمن، داعيا كافة الأطراف للتفاعل مع هذه الجهود للوصول لتسوية سياسية للأزمة التي طال أمدها، لتحقيق الأمن والاستقرار لليمن وحفظ أمن ومصالح الدول المجاورة في المنطقة، داعيا المجتمع الدولي لتبني مشروع إنساني يتيح وصول المساعدات الإنسانية إلى مختلف المناطق اليمنية دون عوائق أو استثناءات، وفتح كافة الموانئ والمطارات والمنافذ اليمنية لهذه الغاية الإنسانية النبيلة.

وحول القضية الفلسطينية، أكد الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية العُماني أن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية يعد من الضرورات الاستراتيجية لتحقيق السلام والاستقرار في إطار التعايش السلمي بين الفلسطينيين وإسرائيل، وعلى ضوئه يتحدد مستقبل العلاقة بين إسرائيل والدول المحيطة، على قاعدة العدالة وتعزيز قيم السلام والتعايش والمصالح المشتركة، وأن عدم قيام الدولة الفلسطينية يؤدي لاستمرار حالة العنف والإرهاب، وغياب الأمن والاستقرار عن المنطقة.

 

اترك رد