كتب – سمير عبد الشكور:
للحفاظ على مخزونها الثقافي التاريخي في شرق أفريقيا واستدامة العلاقات التاريخية والتراث المشترك، وقعت سلطنة عُمان مع زنجبار اتفاقاً يقضي بإعادة تأهيل مبنى “بيت العجائب” بقيمة حوالي 6 ملايين دولار، من خلال اسناد عملية التأهيل إلى شركة إيطالية متخصصة في مجال ترميم وتأهيل المعالم التاريخية.
وقع الاتفاقية من جانب السلطنة سالم بن محمد المحروقي، وكيل وزارة التراث والثقافة لشؤون التراث، كجهة ممولة بحضور محمود ثابت كومبو، وزير الإعلام والسياحة والتراث في حكومة زنجبار وعدد من المسؤولين يمثلون عددا من الوزارات المعنية.
من جانبه أشار وكيل وزارة التراث والثقافة لشؤون التراث إلى أن الدعم المقدم لهذا المشروع هو امتداد للدعم الذي تقدمه السلطنة منذ سنوات بتوجيهات سامية ومتابعة دائمة من قبل القيادة السياسية ايمانا بالعلاقات التاريخية والتراث المشترك وتوظيفه لصالح اقتصاد السياحة في زنجبار الزاخرة بمعالمها المتنوعة الغنية بثقافتها المتنوعة وبحضور عُماني في نواح عديدة.
كما أشار إلى أن نطاق العمل أخذ في الاعتبار المبادئ التوجيهية للمواقع المسجلة في قائمة التراث العالمي وتطبيق أفضل مستوى من الممارسات لاستدامة هذا المعلم الفريد من نوعه في زنجبار والمنطقة، وتقدم بالشكر إلى كل من ساهم من الجانب الزنجباري لإنجاز المرحلة الأولى من المشروع.
يذكر أن أعمال الصيانة والترميم والتأهيل تُعد الأولى من نوعها، بهذا الحجم، منذ أن شُيّد هذا المعلم التاريخي، الذي يُعدّ أيقونة التراث المعماري العُماني في زنجبار. يشتمل نطاق العمل على تدعيم الأساسات والأعمدة العملاقة التي يبلغ عددها ٢٤٠ وتقويم الشرفات المفتوحة المطلة علي منطقة الفرضاني إلى جانب ادخال، منظومة ميكانيكية جديدة، ومن المتوقع أن ينتهي العمل في النصف الأول من عام 2021م.
تجدر الإشارة إلى أن بيت العجائب العملاق، تم تشييده في سنة 1883م، في زمن السلطان برغش بن سعيد بن سلطان، ويرجع تسميته بهذا الاسم إلى كونه أول مبنى في زنجبار يُنار بالكهرباء؛ وأول مبنى في أفريقيا الشرقية بالكامل يدخله مصعد كهربائي، تم استيراده من بريطانيا؛ ويعد أضخم مبنى في زمانه، المتكوّن من ثلاثة طوابق؛ وأبواب هائلة الضخامة وعليها نقوشٍ قرآنية؛ وغطيت أرضياته بنوع راقٍ من الرخام الإيطالي، وتدلّت من أسقفه ثريات تم استيرادها خصيصًا من النمسا. وعند انتهائه أقام فيه السيد برغش لسنوات خمس؛ ليتحول بعد وفاته إلى قصرٍ للتشريفات.
ورغم تعرض بيت العجائب للتدمير الجزئي؛ إلى أنه ظل صامدًا حتى تاريخه، أيّ لما يزيد عن 123 عاما ولذلك يعتبر نموذجا معماريا مهما مزج بين المعمار العُماني والأوروبي والأفريقي.