سلطنة عُمان تحتل مكانة مرموقة على المستوى الإقليمي والدولي اللوجيستي
كتب – سمير عبد الشكور:
تخطو سلطنة عُمان خطوات جديدة على مسار العالمية في هذا القطاع؛ مما يُؤكد الدور الحيوي والبارز لهذا القطاع الواعد، وإسهاماته المرتقبة في تعزيز التنويع الاقتصادي، عبر تحويل السلطنة إلى مركز لوجيستي على مُستوى الإقليم.
ويتواصل عمل الجهات المعنية في سلطنة عُمان والتنسيق فيما بينها لتحقيق مستوى عال من التنافسية الإقليمية والدولية في قطاع النقل والخدمات اللوجستية وتحسين مستوى التقارب والتعاون الدولي عبر إنشاء وتطوير وتفعيل الاتفاقيات الدولية وتبسيـط إجراءات النقـل عبـر إرساء منظـومة النافـذة الواحـدة باستخدام التقنيـة الحديثة، وتوفير وصيانة البنى الأساسية بجودة وسلامة عالية لمستخدميها والمحافظة على البيئة، وتطوير التشريعات المنظمة لقطاع النقل، وإدخال التكنولوجيا الحديثة وتنمية البحث العلمي في مجال النقل واللوجستيات.
وبذلك يكون القطاع اللوجستي في سلطنة عُمان هو القاطرة الرئيسية التي تقود القطاعات الأخرة لمشاريع التنويع الاقتصادي، حيث استكمل القطاع متطلبات التواصل التجاري والسياحي وكافة الأنشطة الاقتصادية التي تربط السلطنة بمحيطها الخليجي والعربي والآسيوي والعالمي.
يؤكد الخبراء أن العلامة التجارية المميزة للقطاع اللوجيستي العُماني تأتي لتشير إلى دور عُمان البحري القيادي وخبرتها بالملاحة الفلكية، كما أنها تمثل احتفاء بإسهاماتها العلمية وعلاقاتها التجارية مع مراكز الحضارات القديمة في العراق وإيران والهند والصين وإفريقيا والتي تعود لنحو 4000 عام قبل الميلاد؛ إذ كانت السلطنة بوابة للشرق العربي عبر حقب التاريخ المتعاقبة.
ولا شك أن القطاع اللوجستي في سلطنة عُمان ينتظره مستقبل واعد، باعتبار أن المجموعة العُمانية العالمية للوجستيات ستنهض بالقطاع اللوجيستي، ومما يؤكد ذلك أن المجموعة تستهدف بلوغ قائمة العشرة الأوائل في العالم بين الشركات التي تقدم الخدمات اللوجستية، بحلول عام 2040، من خلال العمل مع ذوي العلاقة لدفع عجلة تطوير عُمان كمركز عالمي للخدمات اللوجستية والمساهمة في النمو الاقتصادي عن طريق مجموعة تنافسية من الشركات التابعة للمجموعة.
تشير العديد من التقارير الخارجية إلى أن للسلطنة واقعا جيدا يمكنها من احتلال مكانة مرموقة على المستوى الإقليمي والدولي في المجال اللوجستي، وهو ما يجب الاستفادة منه بشكل كبير في الانتقال المنشود إلى مرحلة جديدة من الاقتصاد الوطني القائم على الفرص الجديدة، وبناء التنويع الاقتصادي، والدخول في عصر المعرفة والابتكار والذكاء الاصطناعي وغيرها من هذا النقاط، التي يمكن إدماجها بشكل أو بآخر في المسار اللوجستي في معناه البسيط والتقليدي لتطويره وتحفيزه بالمسار العصري والحديث.
وثمة العديد من نقاط القوة التي تدعم موقف السلطنة اللوجستي وأبرزها موضوع الإطار الجيوسياسي، فالموقع الاستراتيجي للسلطنة يجعلها منطقة وصل مهمة بين الشرق والغرب، ومدخل إلى أسواق الشرق الأوسط للبضائع والسلع القادمة من آسيا، كذلك فهي تقع في منطقة ذات بعد مهم في التجارة الدولية، ولعل إنشاء المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم يصب في هذه الرؤية بعيدة المدى، التي يتم فيها تعريف الأطر الجغرافية وفق إعادة تشكيل التاريخ من جديد.
ومعروف أن سلطنة عُمان عبر تاريخها العتيق والقرون الطويلة، كانت مركزاً تجارياً مثلت حلقة وصل بين البلدان في الشرق والغرب، وكانت الموانئ العمانية مثل مسقط وصحار تشكل مراكز مهمة للتجارة عبر التاريخ، يضاف لذلك علاقة العمانيين بالبحار ورحلاتهم التي ذهبت إلى أقصى الشرق والغرب من الصين إلى نيويورك وفي فترات مبكرة من التاريخ القديم والحديث. كل ذلك يمكن الانطلاق منه لبناء مرتكزات للواقع اللوجستي الحديث بناء على الإرث التاريخي والثقافي.
إجمالاً يمكن القول أن الارتقاء بالقطاع اللوجيستي في سلطنة عُمان يأتي استجابة وتطبيقاً للاستراتيجية العُمانية 2040 من أجل مواجهة الطموحات المستقبلية واستدامة البناء والتنمية.