مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

سلطنة عُمان تجدد التأكيد علي تضامنها مع دول وشعوب العالم ضد الإرهاب

كتب – سمير عبد الشكور:

يوم 18 نوفمبر  يتوج الشعب العماني الشقيق  مع  الاحتفال  بالعيد الوطني السابع والأربعين الاستحقاقات التاريخية التي أنجزها علي مدار 47 سنة  بقيادة السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان.

وعلي الصعيدين الإقليمي والدولي تتبني السلطنة مواقف ثابتة تنفيذا للسياسات التي يوجه بها ، وفي إطارها  تقوم بجهود مكثفة وبمبادرات ايجابية تاريخية تسهم فى ترسيخ سياسات حسن الجوار وتحقيق الاستقرار الاقليمى . كما تعبر في جانب منها  عن تجديد  الدعوة إلي صون السلام العالمى  وحل كل الخلافات بين الدول بالتفاوض والحوار والأساليب السياسية والقنوات  الدبلوماسية  ،مع ضرورة تضافر الجهود  علي كافة المستويات لمكافحة ظاهرة الإرهاب  العالمي والقضاء عليها،كما  تؤكد على إدانتها ، والالتزام بدعم الشرعية الدولية.

في اتجاه مواز تساند   السلطنة كافة الجهود الرامية الي إحلال الاستقرار في منطقة الخليج ، انطلاقا من الوشائج التاريخية مع شعوبها ودولها ،ولذلك تعمل علي تفعيل الأدوار التي يضطلع بها مجلس التعاون الخليجي.

تجسد هذه المواقف  القيم الحضارية السائدة فى السلطنة والتى تعكس   التوجهات الإستراتيجية بعيدة المدى التى يدعو إليها السلطان  قابوس ،والتى تتميز بالدعوة الى رفض  المذهبية والتعصب ولا تعرف سبيلا للتطرف. كما تستهدف نشر الفكر الاسلامى المستنير ،ودعم وتفعيل  الاجتهاد الرصين الذى يخدم الإنسانية، ويقارب ما بين أبناء المجتمع الواحد من جهة ،و يوحد صفوف شعوب الأمتين العربية والإسلامية من جانب آخر، فيجمع الكلمة علي  الخير والحق والعدل .

إن هذه  المواقف العمانية الثابتة  ليست ردود فعل تجاه الأحداث والمستجدات الراهنة ،  إنما بادرت السلطنة بطرحها مبكرا منذ سنوات بعيدة .

قد يهمك ايضاً:

ارتفاع حصيلة الشهداء في غزة إلى 44،211 شهيدا والإصابات إلى…

الجيش الإسرائيلي: إطلاق 6 صواريخ من لبنان تجاه وسط إسرائيل

على سبيل المثال قال السلطان قابوس عبارات مهمة ومأثورة فى عام 1994 فى كلمته التى ألقاها فى مدينة نزوى التاريخية فى احتفالات السلطنة بالعيد الوطنى الرابع والعشرين حيث ذكر فيها : ” ‏لقد أثبت التاريخ بما لا يدع مجالا للشك أن الأمم لا تتقدم ولا تتطور إلا بتجديد فكرها وتحديثه، وهكذا الشأن في الأفراد، فالجمود داء وبيل قاتل عاقبته وخيمة، ونهايته أليمة. ”

واستطرد قائلا : “‏إن التطرف مهما كانت مسمياته، والتعصب مهما كانت أشكاله، والتحزب مهما كانت دوافعه ومنطلقاته، نباتات كريهة سامة ترفضها التربة العمانية الطيبة التي لا تنبت إلا طيبا ، ولا تقبل ابدا أن تلقى فيها بذور الفرقة والشقاق” . وأضاف فى كلمته :” لقد أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن بالحكمة والبيان، وضمنه المبادئ العامة والقواعد الكلية للأحكام الشرعية، ولم يتطرق فيه إلى جزئيات المسائل التي يمكن أن تختلف باختلاف الزمان والمكان، وذلك ليتيح للمسلمين الاجتهاد في مجال المعرفة والفهم الديني واستنباط الأحكام لما يستجد من وقائع وفقا لبيئاتهم وللعصر الذي يعيشون فيه مع الالتزام الدقيق في هذا الاستنباط بتلك المبادئ العامة والقواعد الكلية”.

 

على ضوء كلمات السلطان قابوس ورؤيته الثاقبة يرى المحللون السياسيون أنه حدد منذ 23 عاما ، آليات وسبل حكيمة للتعامل مع هذه الممارسات السلبية ،قبل ان يستفحل خطرها ويهدد  مختلف البلاد .

كرجع صدي منطقي للسياسات العمانية  أعلن   معهد “الاقتصاد والسلام الدولي” في لندن  ان السلطنة حصلت على درجة “صفر” في سُلم المؤشر العالمي للإرهاب ، وهي الدرجة التي تعني ان المجتمع العُماني بلغ   ذروة الأمان من التهديدات الإرهابية.

كما تتعدد  صور  المشاركات العمانية للشعوب في مواجهتها للإرهاب. فمن منبر الأمم المتحدة  وجهت السلطنة رسالة الي شعوب العالم أكدت فيها علي مواقفها التي   تعبر عن هذه التوجهات.  قالت في كلمتها  امام الجمعية العامة  والتي ألقاها  يوسف بن علوي  بن عبد الله  الوزير المسئول عن الشؤون الخارجية :أن السلطنة تُدين الإرهاب بكافة أشكاله وأصنافه مهما كانت مبرراته وذلك التزاماً منها بأهداف وميثاق الأمم المتحدة والذي ينص على صيانة السلم والأمن الدوليين، كما تؤكد دعمها وتأييدها لسائر الجهود الرامية للقضاء على هذه الآفة ومكافحتها باتخاذ التدابير المناسبة مستندة في ذلك على ما أكدت عليه القرارات والمعاهدات والاتفاقيات العربية والإسلامية والدولية ذات الصلة. وأضاف : إن السلام والحوار ضرورة هامة للبشرية وتحقيقهما مسؤولية جماعية، وعلى الأمم المتحدة أن تعمل في هذا الاتجاه، ودورها يتطلّب دعم ومسانده من المجتمع الدولي، لتعزيز المصالح الوطنية والدولية، وهذا لا يُمكن تحقيقه إلا بإعطاء دور قوي للأمم المتحدة، لحماية البشرية من النزاعات والحروب. وأكد علي أن   النزاعات والصراعات السياسية والاقتصادية ما هي إلا نتيجة لتهاون المجتمع الدولي عن الالتزام بتقديم الدعم والمساعدة للدول الأقل نمواً مما أفرز العديد من المشاكل والنزاعات كقضية الهجرة الدولية من قارات مختلفة، كما أوجد ذلك مفاهيم من الفوضى والثورات والقلاقل وعدم الاستقرار في العديد من مناطق العالم.

من جانبها تواصل وسائل الإعلام والصحافة العمانية منذ فترة تبني مبادرات مسبقة تعبر عن التنديد بظاهرة الإرهاب  العالمية والتحذير منها  .في هذا الاطار سبق وان بادرت   جريدة عمان – التى تعد أعرق صحف سلطنة عمان – وان نشرت في وقت سابق تحليلا تضمنته افتتاحية الصحيفة  – تصدره عنوان بارز يقول: ضـرورة التعـاون الدولـي لمكافحـة الإرهـاب . وذكرت فيه : لا شك أن التنظيمات الإرهابية التي تعمل في الشرق الأوسط، والتي تتعرض لضغوط كبيرة، وهزائم تدفع بها إلى الانحسار والتقلص، خاصة في العراق وسوريا، تحاول التنفيس، أو محاولة التعويض، أو الرد بشكل أو بآخر، من خلال عمليات إرهابية متفرقة.

 

 

اترك رد