نجح رائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي اليوم في كتابة فصل جديد من فصول الإنجازات التاريخية لدولة الإمارات باعتباره أول رائد فضاء يمارس رياضة الجوجيتسو خلال مهمته في سبر أغوار الفضاء من مقره في محطة الفضاء الدولية مرتديا بدلة رياضة الجوجيتسو “الكيمونو”.
وقام سلطان النيادي بنشر مقطع فيديو على صفحاته الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي مدته 6 دقائق، ظهر فيه وهو يمارس رياضته المفضلة في محطة الفضاء الدولية، حيث جرى تداول المقطع على نطاق واسع، وحظي في غضون دقائق بآلاف المشاهدات والإعجابات من محبي الرياضة في الدولة وحول العالم.
وأوضح النيادي خلال مقطع الفيديو أهمية رياضة الجوجيتسو التي تعتبر ركيزة أساسية للتربية الرياضية والبدنية في مدارس الدولة، في تعزيز مهارات الانضباط والتركيز، والإعداد لمهمته التاريخية في استكشاف الفضاء، والتكيف مع مختلف الظروف وانعدام الجاذبية في طبقات الجو العليا.
ويقول النيادي:” أعشق رياضة الجوجيتسو التي أمارسها منذ أعوام طويلة، ولقد ساعدتني هذه الرياضة كثيرا في الإعداد لمهمتي الفضائية والتكيف مع البيئة والظروف السائدة في محطة الفضاء الدولية”.
وعاد النيادي بالذاكرة إلى التدريبات التي تخللت التحضير لمهمته الفضائية، واستعانته بأحد الأجهزة التي تحاكي الظروف والوضعيات التي يواجهها رواد الفضاء أثناء الانطلاق والعودة ويضيف في هذا الإطار:” عندما تكون في الفضاء فإن التعرض إلى عوامل انعدام الجاذبية يشبه إلى حد ما طبيعة نزالات الجوجيتسو أو الشعور بوجود الخصم جاثما على صدري، ومن أهم أساسيات الجوجيتسو التي اكتسبتها تنظيم عملية التنفس، واتبعت تلك التقنية أثناء تجربة الجهاز، ولا شك بأن الجوجيتسو ساهمت بتجاوزي لهذه التجربة بنجاح.
وأوضح النيادي أن شغفه الدائم برياضة الجوجيتسو يؤتي ثماره بعد قضائه لشهرين في محطة الفضاء الدولية على ارتفاع 420 كيلومترا عن سطح الأرض.
وتابع النيادي الذي يحتفل بيوم ميلاده الـ41 في الفضاء في 23 مايو: “عند الوصول إلى محطة الفضاء الدولية، فوجئت بأننا نستخدم أقدامنا بشكل أساسي لتحقيق الاستقرار.
ومن الأساسيات استخدام أصابع القدمين لتحقيق الاستقرار، وبالتالي يتعين استخدام أصابع القدمين عوضا عن الكعبين. وعند ممارسة الجوجيتسو في الفضاء أمارس هذه التقنية التي تتيح لي حرية الحركة في جميع الاتجاهات والتحكم بجسدي بصورة مثالية”.
وتابع النيادي حديثه عن رياضة الجوجيتسو وكيف ساعدته في الاستعداد بدنياً للسير في الفضاء والمضي بصنع التاريخ، وعلق على ذلك بقوله: “خلال ممارسة الجوجيتسو ، نحرص على تدريب الساعدين وهذا ما ساعدني بشكل كبير خلال الأنشطة خارج المركبة والتي تطلبت مني العمل لعدة ساعات خارج محطة الفضاء الدولية. فعند السير في الفضاء، نعتمد بشكل أساسي على سواعدنا. وبفضل ممارستي للجوجيتسو لسنوات عديدة وتحسين قوة يديّ، تمكنت من إنجاز هذه المهمة بسلاسة ونجحت بتطبيق الكثير من الدروس التي تعلمتها من الجوجيتسو خلال تجربتي محطة الفضاء الدولية”.
وتعليقاً على الإنجاز التاريخي الذي حققه النيادي، قال سعادة عبدالمنعم الهاشمي، رئيس اتحاد الإمارات للجوجيتسو: “فخرنا بإنجازات سلطان النيادي لا حدود له. حيث نجح بشجاعته وذكائه وتواضعه في إنجاز نعتز به ونضيفه إلى سجلنا في الإمارات ونستلهم منه إنجازات جديدة لدولتنا وشعبنا وجميع المقيمين على هذه الأرض الطيّبة. وسطّر مثالاً يحتذى به للعالم العربي، وعالم الرياضة ووضع الجوجيتسو على الخارطة العالمية ليرتقي بها من بساط المنافسة إلى النجوم”.
وأضاف سعادته: نتمنى عودة سلطان النيادي إلى أرض الوطن سالما غانما مستكملا مهمته الفضائية بنجاح، وهو بإنجازاته يمثل فخرا للوطن وقدوة حسنة لأبناء وبنات الإمارات”.
التعليقات مغلقة.