مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

سلسلة بيوت على نور (٣)

وبك نُهتدى ﷺ

بقلم د ابتسام عمر عبدالرازق 

في زمنٍ كثر فيه الكلام… وقلَّ فيه الصدق في الأفعال، نقف اليوم أمام أعظم إنسانٍ عرَفَته الأرض، لا لنحكي سيرةً نرويها، بل لنستلهم منها حياةً نُحييها.

لم يكن النبي محمد ﷺ رجلاً يعلّم فقط، بل كان يمشي بين الناس قرآنًا حيًّا.

سألت عائشةُ عن خُلُقه؟ فقالت بكلماتٍ قليلة لكنها كافية لهداية العمر كله:

“كان خُلُقُه القرآن.”

كان يتلوه في الليل… ويعيشه في النهار.

إذا مرّ بآية رحمة… رحم، وإذا سمع آية وعيد… خاف، وإذا قرأ آية خلق… تخلّق.

كان الصبر حين يُبتلى، والعفو حين يُظلم، والتواضع حين يُكرم، والرحمة حين يُمكّن.

ما معنى أن يكون خُلُقك القرآن؟

أن تصبح الآيات مرآتك… إذا قرأت:

(والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس)

سألت نفسك: هل أسامح من ظلمني؟

(وقولوا للناس حسنًا)

سألت لسانك: هل كلامي طيّب أم يؤذي؟

)إن الله يحب المتوكلين(

سألت قلبك: هل أنا واثق بربي أم غارق في القلق؟

قد يهمك ايضاً:

هل يصبح الذكاء الصناعي خادمًا للبشرية أم مجرمًا ضدها؟ بين…

أحمد سلام يكتب أيلول أسود جديد !

على خطاه… في كل تفاصيل الحياة

نحن لا نحتاج للنبي ﷺ في المسجد فقط… بل في البيت، والعمل، والشارع، وتربية الأولاد، وفي طريقة التعامل، وفي صبرنا، في حُلمنا، في ضيقنا.

نحتاجه:

• حين يُختبر صبرنا.

• حين تحتار البنت: ماذا ألبس؟ كيف أتكلم؟ ماذا أختار؟

• حين يتعامل الرجل مع زوجته… والزوجة مع زوجها.

• حين نقف بين الغضب والعفو… بين القسوة والرحمة.

نحتاج أن نسأل دائمًا:

“ماذا كان سيفعل رسول الله ﷺ لو كان مكاني؟”

إذا أردت أن تكون حبيبًا للنبي ﷺ، فاسعَ أن تُشبهه.

وإذا أردت أن يُحبك الله، فاقرأ القرآن لا بعينيك فقط… بل عشْه في قلبك وسلوكك.

فأنت لا تتّبع نبيًا من التاريخ… بل قائدًا لحياتك كلها.

اللهم اجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء همي، وذهاب حزني،

اللهم اجعلني ممن يعيش كتابك، ويقتدي بنبيك، ويهتدي بنورك.

آيةٌ واحدة… سأحيا بها اليوم.

اختر آية من المصحف، ورددها، وقل في نفسك:

“سأجعل سلوكي اليوم تطبيقًا حيًّا لها، كما كان رسول الله ﷺ.”

التعليقات مغلقة.