مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

سر “ضمان الألف عام”: خبيرة آثار جزيئية تكشف كيف يحمي المتحف الكبير كنوز توت عنخ آمون.

تقرير –  محمد عبدالوهاب

على بُعد ساعات  من الافتتاح التاريخي للمتحف المصري الكبير السبت المقبل ، سيل من الإشادات الدولية يغمر المشروع، غير أن الإشادة الأحدث أتت من الزاوية العلمية البحتة ، حيث وصفت الدكتورة رانيا ممتاز، خبيرة الآثار الجزيئية المعروفة، المتحف بأنه “نقلة نوعية غير مسبوقة” في منهجية الحفاظ على التراث، مؤكدة أن المتحف يجسد مرحلة جديدة تلتقي فيها عظمة الحضارة المصرية بأحدث علوم القرن الحادي والعشرين.

وأكدت الدكتورة ممتاز أستاذ الآثار الجزئية في تصريحات خاصة لمصر البلد الإخبارية ، أن القيمة الحقيقية للمتحف لا تكمن في قاعات العرض فقط، بل في مركز ترميم الآثار الملحق به، والذي يُعد الأكبر إقليمياً، موضحة أن فرق الترميم المصرية توظف حالياً تقنيات الآثار الجزيئية المتقدمة، حيث يتم تحليل الحمض النووي القديم  والتركيب الكيميائي للقطع الأثرية بدقة فائق ، قائلة “المصريون اليوم لا يرممون الأثر ليعرضوه، بل يضمنون بقاءه لألف سنة قادمة من خلال الفهم العميق لمادته، وهذا هو قمة الإجلال للتراث.”

قد يهمك ايضاً:

وسلطت “الخبيرة” الضوء على أهمية الاستعدادات النهائية لجناح الملك توت عنخ آمون، حيث ستُعرض مجموعته الكاملة (أكثر من 5 آلاف قطعة) للمرة الأولى ، مشيرة إلى أن التحدي كان يكمن في الحفاظ على المواد العضوية، مثل الأخشاب والأنسجة والمجوهرات، في بيئة مستقرة تماماً ، مضيفة “حصول المتحف على شهادات الاستدامة العالمية يؤكد أن الكنوز ستُعرض تحت ظروف مناخية وجزيئية مثالية وعبقرية مصرية في مزج الحفاظ على الماضي والتطلع نحو المستقبل الأخضر.”

وفيما يتعلق بحفل الافتتاح الرسمي المرتقب ، توقعت الدكتورة  أن يكون الحدث بمثابة “تتويج عالمي” لأكثر من ثلاثة عقود من العمل. ورجحت أن يعتمد الحفل بقوة على أحدث التقنيات البصرية ، مستطردة “لن يقتصر الأمر على عرض فني تقليدي أتوقع توظيفاً مبهراً لتقنيات الهولوغرام والإسقاط الضوئي ثلاثي الأبعاد على واجهة المتحف والأهرامات، ليصبح الموقع بأكمله مسرحاً ضخماً يسرد التاريخ بلغة المستقبل.”

وأكدت الدكتورة رانيا ممتاز تصريحها برسالة فخر واعتزاز، قائلة: “المتحف المصري الكبير هو أكثر من صرح سياحي، فهو دليل على إرادة المصريين في البناء والتحدي. هذا المشروع يثبت للعالم أن مصر لا تزال تمتلك الروح التي بنت الأهرامات، ولكن هذه المرة مدعومة بالبحث العلمي والتقنيات الحديثة، لتقود الحوار الحضاري العالمي مجدداً.”