ساندوتش فول وطعمية.. آخر ما تبقى من «ضحية البرد» في ملوي
المنيا – جمال علم الدين:
في الثامنة صباح أول أمس الأحد، وصل بلاغ هاتفي من أحد فاعلي الخير، إلى قسم شرطة مدينة ملوي، التابع لمحافظة المنيا، عن عثوره على جثة رجل مسن في مدخل المدينة، على طريق ملوى الزراعي «القاهرة – أسوان».
وفور تلقى رجال الأمن البلاغ اتجهت القوات إلى مكان الواقعة، وعثرت على جثة رجل مسن في نهايات العقد السادس من عمره، بجواره عدد من بَطاطين يلتحف بها للوقاية من البرد القارس، كما كان بجانبه أطعمة ما بين «تفاح – برتقال – موز»، ووجبة إفطار، عبارة عن بعض أرغفة بداخلها فول وطعمية.
وقامت قوات الأمن بتفتيش مكان العثور على الجثة في محاولة لإيجاد أي ورقة تدل على بيانات المتوفى الشخصية ولكن باءت محاولتها بالفشل ولم يعثروا على أي شيء.
وعلى الفور تم الاتصال بالدكتور جمال محمد عثمان، مفتش صحة ملوي، لتوقيع الكشف الطبي على الجثة وبيان أسباب الوفاة، والذي أكد من خلال المعاينه الأولية للجثة، تعرضه لجلطة في الشريان التاجي وهبوط حاد في الدورة الدموية.
وقال مفتش الصحة إن جثمان المسن المجهول كان في حالة تشنج لأن الوفاة كانت في وقت متأخر من فجر يوم الأحد.
وعن تأكيد أهالي ملوي، بأن المسن توفى متأثرا بموجة الصقيع التي واجهها على الطريق الزراعي، أكد أن شدة الرياح الباردة تؤدي إلى تقلص شرايين جسم الإنسان خاصة شرايين القلب، وهذا يعني قلة تدفق الدم إلى العضلات، الأمر الذي يؤدي إلى مضاعفات شديدة تمتد إلى الذبحة الصدرية، وعجز القلب المفاجئ والجلطة، وبالتالي الوفاة، ولكن من الممكن أن تكون الوفاة طبيعية نتيجة تعرضه لجلطة وهبوط في الدورة الدموية أثناء نومه.
وأوضح مفتش الصحة أنه من خلال المعاينة الأولية تبين عدم وجود شبة جنائية أو تعرضه لحادث على الطريق الزراعي، لعدم وجود أي إصابات أو كدمات به.
وقال الدكتور هاني إسحاق، مفتش صحة المنيا، إن البرد القارص قادر على قتل أي شخص، وخير دليل على ذلك وفاة “منى طلعت الششتاوي أبوالغيط”، أمام حي أول المحلة الكبرى، بسبب الصقيع، وأفادت التقارير الطبية أن سبب الوفاة هبوط حاد في الدورة الدموية، وخاصة إذا كان المتوفي يعانى من ضعف عضلة القلب.
ولفت إلى أن البرودة لدى مرضى شرايين القلب التاجية تؤدى إلى ضيق الشرايين، وقد تؤدي في أسوأ الأحوال إلى الإصابة بأزمة قلبية أو الموت المفاجئ.
وتعاطف أهالي مدينة ملوى ورواد التواصل الاجتماعي مع حالة المسن المجهول بعد أن تداولوا صوره، مدونين عليها: «مات الفقير من البرد»، الأمر الذي دفع عددا من الشباب إلى تجهيز كفن خاص للمسن، وتهافت أصحاب «مدافن الصدقة» على دفنه في مقابرهم، كما أعد شباب ملوي، سيارة نقل الموتى، إلا أن قرار النيابة جاء بضرورة مرور 15 يوما على تواجد الجثمان داخل المشرحة، لتوزيع نشرة بأوصافه على جميع مديريات الأمن للتعرف على شخصيته، وبعد ذلك يخرج تصريح دفن للمتوفي ويُدفن.
وتعد مدينة ملوي ثان أكبر المدن تجاريا على مستوى الجمهورية بعد المحلة الكبرى، وتفتقد لدور رعاية للمسنين أو مكان مخصص لكبار السن، ويطالب الأهالي بحصر مثل تلك الحالات ووضعها بدار رعاية آدمية، خشية تكرار الحادثة مرة أخرى.
يذكر أن أهالي مدينة ملوي بالمنيا، عثروا على جثة مسن، بلا مأوى، توفي بسبب موجة البرد الأخيرة على أحد أرصفة مدخل المدينة بطريق “القاهرة – أسوان” الزراعي.
وأكد الأهالي أن المسن مجهول الهوية واتخذ من سور مركز شباب ناصر بملوي مأوى يقيه من البرد والطقس السيئ، وسبق له الإقامة في أحد شوارع حى “جنينة المغاربة” جنوب المدينة.
وتم نقل الجثة إلى مستشفى ملوي، وبتوقيع الكشف الطبي عليه تبين أنه توفي نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية، وتم نقله لمشرحة المستشفى.
وجاء ذلك بعد 4 أيام فقط، من عثور عمال حي أول المحلة الكبرى، على جثة سيدة متسولة في العقد الخامس من عمرها، أمام الحى