سارة البطوطي سفيرة للأمم المتحدة لمبادرتي «السباق نحو الصافي الصفري» و«السباق نحو المرونة» لاتفاقية تغير المناخ
كتبت-سعاد احمد على:
تحقيق شراكة فعالة مع القطاع الخاص أحد الملفات التي وضعتها الرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (COP-27) على رأس أولوياتها، في سبيل تعزيز العمل المناخي على الصعيد العالمي، الأمر الذي كان دافعاً لاختيار رائدة الأعمال المصرية سارة البطوطي، سفيرة للأمم المتحدة لمبادرتي «السباق نحو الصافي الصفري»، و«السباق نحو المرونة» لاتفاقية تغير المناخ.
ففي ظل دعم القيادة السياسية لخلق جيل جديد من الرائدات المصريات، استطاعت رائدة الأعمال البيئية الشابة أن تكون نموذجاً مشرفاً للفتاة المصرية من خلال الوصول إلى أعلى المواقع القيادية في سن مبكرة، حيث تشغل عضوية الفريق المؤسس للبرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب، إضافة إلى عضوية المجلس التخصصي للتنمية المجتمعية، كما تعمل مستشارة بالمجالس الاستشارية التابعة لرئاسة الجمهورية
ومن خلال رئاستها لشركة «إيكونسلت»، وهي شركة تعمل في مجال الاستشارات والتصميمات البيئية، تعمل ضمن شركاء المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» لتنمية الريف المصري، استطاعت المهندسة المعمارية سارة البطوطي أن تحقق نجاحاً كبيراً في مجال ريادة الأعمال، حتى تم اختيارها ضمن الـ50 سيدة الأكثر تأثيراً في مصر لعام 2019، كما تم اختيارها ضمن أهم 6 سيدات أعمال من ملاك الشركات الخاصة في مجال التنمية المستدامة بمنطقة الشرق الأوسط
حصدت «البطوطي» العديد من الجوائز الدولية، وتُعد أول سيدة عربية تفوز بجائزة «أشدن بارتنر» للعمارة الخضراء، كما حصلت على جائزة «أصوات حيوية» لأهداف التنمية المستدامة عام 2020، وتم ترشيحها لجائزة «إيرث شوت» العالمية للتنمية البيئية، كما حازت على تقدير عالمي، ولديها خبرة كبيرة ومعرفة واسعة في مجال المباني الخضراء والتنمية المستدامة
وتعتبر سفيرة الأمم المتحدة الشابة لتغير المناخ واحدة من رواد الهندسة المعمارية، حيث ترتكز اهتماماتها حول الحلول البيئية لقضايا التغيرات المناخية، كما تُعد المصرية الوحيدة التي حصلت تصميماتها على اعتراف مؤسسة «بلومبرج للأعمال الجيدة» باعتبارها صديقة للبيئة، كما أنها كانت ضمن القائمة الأولى التي حصلت على تقدير قائد التنمية المستدامة بالأمم المتحدة
وعن قرار اختيارها للعمل كسفيرة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، قالت المهندسة الشابة إن «الاستعداد لقمة عالمية، مثل قمة المناخ، يستدعي مراجعة أوضاعنا، وأوضاع المنطقة، لاستطلاع إمكانية إحداث التغيير المطلوب في القطاعات المختلفة، عبر إعداد السياسات، وإشراك القطاعات في إنفاذ تلك السياسات»، كما اعتبرت أن العالم كله يتحرك لإحداث نقلة نوعية في مختلف القطاعات، من خلال استحداث آليات عمل وسياسات غير تقليدية
وأضافت «البطوطي»، في تصريحات إعلامية، إن دورها كسفيرة لتغير المناخ هو التعبير عن القطاع غير الحكومي، مثل منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص، وأكدت على أهمية تعزيز مشاركة القطاع الخاص في العمل المناخي على الصعيد الدولي، وأشارت إلى أنها تعمل على ضمان أن يكون للقطاع الخاص صوت مسموع أمام مؤتمر (COP-27) في شرم الشيخ، خلال شهر نوفمبر المقبل.
ولفتت المهندسة الشابة إلى أن قطاع التشييد والبناء يُعد من أقل القطاعات التي ينتج عنها انبعاثات تتسبب في حدوث التغيرات المناخية، مقارنةً بقطاعي الطاقة والزراعة، وفقاً لتقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، وبالتالي يجب عن قطاع البناء مواصلة التحرك باتجاه التحول نحو العمارة الخضراء، في الوقت الذي تشهد فيه القطاعات الأخرى تحولات متسارعة للتصالح مع المناخ
وأشارت «البطوطي» إلى أنها تعمل في مجال العمارة الخضراء منذ ما يقرب من 20 عاماً، وأضافت أن التوسع في تصميمات المباني الخضراء والصديقة للبيئة لا يجب أن يكون قاصراً على المدن فقط، وإنما يجب أن يمتد ليشمل القرى والمناطق الريفية، وهو ما سعت إلى تطبيقه على أرض الواقع من خلال مبادرة «حياة كريمة»، لنقل هذه النوعية من المباني الخضراء إلى القرى التي تستهدفها المبادرة، ونجحت في تطوير حلول التبريد للمجتمعات الفقيرة والزراعية في مناطق الصحراء الغربية ومحافظات الصعيد
تخرجت سارة البطوطي من جامعة «كامبريدج» في المملكة المتحدة، وحصلت على شهادتها الجامعية في مجال الهندسة المعمارية، كما حصلت على درجة الماجستير في التنمية المستدامة، ونالت جائزة الدراسات المهنية في الاقتصاد البيئي وسياسة المناخ من جامعة لندن
التعليقات مغلقة.