مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

زوجة إستثنائية لرجل مهم 

بقلم د : إبتسام عمر عبد الرازق 

25 يناير هو عيد الشرطة في مصر، ويُحتفل به سنويًا تكريمًا لدور رجال الشرطة في حماية الوطن والحفاظ على الأمن, يعود تاريخ هذا اليوم إلى عام 1952، حينما تصدى رجال الشرطة في مدينة الإسماعيلية لاعتداءات القوات البريطانية على المدينة، وهو ما أدى إلى استشهاد العديد من أفراد الشرطة في تلك المعركة, هذا اليوم يُعتبر مناسبة لتكريم رجال الشرطة لما يبذلونه من جهود في سبيل الحفاظ على استقرار البلاد

هؤلاء الرجال عيون ساهرة لا تنام، ينزلون للشوارع فى حرارة الشمس الحارقة صيفا، وبرودة الشتاء القارص ليلاً، من أجل أن يأمن الجميع على حياته، وحتى يصونوا الأرض والعرض, دور رجال الشرطة لا يقتصر فقط على القتال ضد الجريمة، بل يمتد ليشمل جوانب اجتماعية وتنموية، حيث يُعتبرون حلقة وصل بين الدولة والمواطنين في تطبيق القانون وحماية الأمن العام, رجال الشرطة يتواجدون في الشوارع والمناطق المختلفة لضمان استقرار النظام ومنع حدوث الجرائم أو الفوضى. يساعدون في تحقيق السلامة العامة من خلال متابعة الممارسات غير القانونية.

قد يهمك ايضاً:

وزير الرياضة يلتقي مجلس الاتحاد المصري للدراجات

ربما لا يعرف كثيرون شيئا عن حياة زوجات رجال الشرطة الشخصية، التى يحاصرها الخوف والقلق على الزوج حتى يعود للمنزل مرة أخرى سالم، وراء كل رجل شرطة زوجة إستثنائية زوجات رجال الشرطة يعانين من تحديات ومعاناة خاصة نتيجة طبيعة عمل أزواجهن، الذي يتطلب منهم التواجد في أماكن محفوفة بالمخاطر والتعامل مع ظروف استثنائية, بالإضافة إلى ذلك، فإن أوقات العمل غير المنتظمة والضغط النفسي الذي يعاني منه رجال الشرطة يمكن أن يؤثر بشكل مباشر على حياة أسرهم نظراً للمخاطر التي يواجهونها يومياً، خاصة في العمليات الأمنية أو التصدي للجريمة، يكون هناك خوف دائم من حدوث شيء غير متوقع قد يعرض حياتهم للخطر, حيث يعملون في ورديات قد تمتد لساعات طويلة أو خلال أيام العطل، تجد الزوجات أنفسهن مضطرات للتعامل مع غياب أزواجهن بشكل متكرر. هذا الغياب قد يسبب ضغطًا على الحياة الأسرية ويؤثر على علاقاتهن الشخصية.

فرجال الشرطة يعانون من ضغوط نفسية نتيجة لمهامهم المعقدة والمتعبة، مثل التحقيقات الجنائية أو مواجهة الجرائم العنيفة. هذه الضغوط قد تؤثر على حالتهم النفسية والعاطفية، مما ينعكس على العلاقات الأسرية. في كثير من الأحيان، تكون الزوجات هن من يتعاملن مع هذه التأثيرات النفسية، حيث يقدمن الدعم والمساندة, فإن الزوجات يتحملن مسؤولية كبيرة في إدارة شؤون المنزل ورعاية الأبناء في غياب الأزواج. قد يتطلب ذلك تضحيات كبيرة في حياتهن الشخصية والمهنية، حيث يتعين عليهن التكيف مع أوقات العمل غير المنتظمة وتحمل عبء مسؤوليات متعددة, بالرغم من هذه التحديات فهن يستحقن أيضًا التقدير والدعم من المجتمع والعائلة لمساهمتهن في الاستقرار العائلي والوطني, لكِ أن تتخيلى أن ابنك أو زوجك فى مهمة خاصة بالخارج، لا تعرفين عنه شيئا، وتتواتر الأنباء عبر الإعلام أو السوشيال ميديا عن وقوع حادث إرهابى فى منطقة ما، ولا تدرى إن كان الزوج سيعود أم سيكون ضمن قائمة الشرف

بالإضافة إلى ذلك فرجال الشرطة وزوجاتهم يدفعون ضريبة أن يعيش الجميع فى سلام وأمان من حياتهم الشخصية، فهم يضحون بوقتهم وراحتهم من أجل أن ينعم الجميع بالأمن، زوجاتهم يعيشن فى قلق، وأولادهم لا يشاهدونهم سوى دقائق معدودات، وحياتهم معظمها فى العمل، إيماناً منهم بأنهم يؤدون رسالة نبيلة لأوطانهم وشعبهم العظيم.

الزوجة الاستثنائية هي من تقف بكل قوة خلف زوجها في مهنته الصعبة، وتكون قدوة في التفاني، الصبر، والمرونة. هي عنصر أساسي في تماسك الأسرة واستقرارها، وتتحمل مسؤوليات كبيرة في ظل غياب شريك الحياة، لكنها تفعل كل ذلك بحب ودون أن تنتظر تقديرًا، حيث تجد السعادة في رؤية عائلتها مستقرة وآمنة , وخاصة إن رجال الشرطة ليسوا فقط المستهدفين من قبل الخارجين عن القانون، وإنما أسرهم أيضا، ومن ثم أصبحت أسرهم معهم فى خندق واحد، وتعى ذلك ونقدره، وتضحى بأكثر من ذلك من أجل أمن وسلامة وطننا الغالى

التعليقات مغلقة.