مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

رعاية الأطفال ذوي الهمم

 

بقلم: المتولي إبراهيم إبراهيم

ماجستير في الدراسات النفسية والاجتماعية في مجال الأسرة والطفولة

تعتبر مرحلة الطفولة من أهم مراحل النمو وأكثرها أثراَ في حياة الإنسان فهي مرحلة تكوين للفرد يتم فيها النمو الجسمي والعقلي والانفعالي والاجتماعي وتؤثر هذه المرحلة تأثيرا عميقَا في حياة الشخص المستقبلية.

ويعتمد الطفل اعتماداَ جوهرياَ على حواسه فهى أبواب المعرفة وعلى هذا نستطيع أن نقول أن للإعاقة أثر على شخصية الطفل ونموه النفسي وتكيفه الاجتماعي لأنها تلعب دوراَ هاماَ في تفاعله مع غيره

ولذا يجب ان نعتني بتربية الحواس عناية تامة وتمرينها وحسن استعمالها كي تدرك الأشياء ادراكاَ تاماَ حيث أنها تعتبر أبواب المعرفة , وعندما يلجأ الطفل المعاق إلى مقارنة نفسه بالآخرين ويكتشف أنه مختلف عنهم يشعر بالعجز في مواقف لاتشكل أي مشكلة لدى الاخرين فإعاقته تشعره بأنه ناقص في نظر نفسه وهذا يزعزع بناءه النفسي وأول ما يتأثر بهذا الوضع هو توافقه النفسي والاجنماعي فيحط من قدر نفسه وتتباعد المسافة بينه وبين تكيفه مع الآخرين نظراَ لظروف إصابته بإحدى الإعاقات الجسمية أو الحسية أو العقلية وتحاول الأسرة رفضه أو إنكاره

وأصبح من المتفق عليه أن إعاقة فرد هى إعاقة لأسرته في نفس الوقت مهما كانت درجة الإعاقة ويصبح البديل المتاح لرعاية الأطفال غير العاديين هو إلحاقهم بإحدى المؤسسات البديلة الخاصة بتأهيلهم.

والمعاق هو كل شخص أصبح غيرقادرعلى الاعتماد على نفسه في مزاولة عمل نتيجة لقصور عضوي أو عقلي أو حسي أو نتيجة عجز خلقى منذ الولادة.

فالمعاق إنسان قبل كل شىء ويحتاج إلى الرعاية وتوفير الخدمات التي يحتاجها بحيث تمتد هذه الخدمات إلى ذويهم إذا تطلب الأمر ذلك بحيث يكون العمل معه عمل تكاملي “مؤسسي أسري”ويتعامل مع الشخصية ككل موحد مع توفير فرص التوجيه والتأهيل المهني بما يناسب قدراتهم واستعداتهم الخاصة والعمل على تحسين أو إزالة المعوقات المختلفة التي تحول دون توافق الطفل وتكيفه الاجتماعي ومساعدته حتى يتمكن من القيام بحاجاته اليومية والتخفيف من حدة التوترات النفسية ومشاعر القلق والشعور بالنقص ليكون أكثر تقبلا لعجزه ويكون أكثر قدرة على تكوين علاقات اجتماعية مع الآخرين ويكون أكثر ثقة بنفسه كفرد يتعلم ويعمل ويحقق انتاجاَ تاماَ كالآخرين .

كما يجب العمل على تغيير مفهوم الطفل المعاق لدى أفراد المجتمع وتعريفهم بأن الإعاقة ما هى إلا مرض يصاب به بعض الأطفال نتيجة لأسباب وراثية أو بيئية مثله مثل أى مرض آخر قد يصاب به الأطفال كالحمى والحصبة …

ومصطلح الإعاقة يشير إلى جميع الإنحرافات عن النمو الطبيعي وفئاتها: التخلف العقلي، الإعاقة السمعية الإعاقة البصرية، الإعاقة الجسمية، الإعاقة الإنفعالية، صعوبات التعلم، اضطرابات الكلام واللغة.

كما أن الدور الحقيقي لمؤسسات الرعاية الاجتماعية لايجب أن يكون الرعاية البديلة(أن تقوم المؤسسة مقام الأسرة الطبيعية) وإنما الرعاية المكملة (أن تقوم المؤسسة بالتعاون مع الأسرة من أجل استكمال نواحي النمو المختلفة للطفل)

أي أن الأمر يجب أن يتحول من أخذ دور الأسرة والعمل بدلا منها إلى العمل في تعاون مع الأسرة ومن أجل أن تتحمل الأسرة مسئولياتها وتتخذ قراراتها في شئونها الخاصة فيما يتعلق بأبنائها فليس أقدر من الأسرة على الرعاية والإهتمام بأبنائها وأن دور المؤسسة مهما بلغ فلن يُغني عن دور الأسرة الطبيعية.

والمؤسسات الاجتماعية تنشأ في المجتمع عند الحاجة إليها لتعبر عن رغبة المجتمع ومحاولاته المستمرة في مواجهة الحاجات عندما تعجز الأسرة الطبيعية عن ممارسة دورها والقيام بوظيفتها تجاه أفرادها .

والعناية بالمعاقين واجب أخلاقي وإنساني تفرضه القيم الدينية والإنسانية وكواجب تفرضه طبيعة التكامل الاجتماعي وحق الفرد في المجتمع وتجنب المجتمع أعباء كثيرة متزايدة مستقبلا والاستفادة من هذه الفئة في الانتاج هو في حد ذاته توفير لطاقات انتاجية قادرة تقوم بأعمال أخرى تتطلب جهداَ أو مهارة أكبر .

قد يهمك ايضاً:

حسام حسن يعلن قائمة منتخب مصر .. بدون إمام عاشور والنني

مانشستر سيتي يدك سلوفان براتيسلافا برباعية في دوري الأبطال

وعجز الإنسان ظاهرة طبيعية وهو” عجز نسبي أصاب وظيفة أو أكثر من وظائفه الاجتماعية ولكل فرد سمات قوة وضعف وقدرة وعجز في ناحية ما والشخص العاجز هو في نفس الوقت قادر تحت شروط معينة ووفق تدريبات خاصة ” فلا يوجد شخص قادر على كل شىء ولا يوجد شخص غير قادر على شىء .

ولقد ثبت من التجارب العملية أن الفرد المعاق في إمكانه مزاولة العمل بإتقان ومثابرة ومهارة تفوق مهارة الشخص السليم أحياناَ لو أحسن اختيار العمل المناسب لقدراته ودُرب عليه التدريب السليم.

إرشادات للأباء والأمهات:

1) ضرورة تفهم الأسرة لأسباب الإعاقة

2) ضرورة تقبل المعاق كما هو

3) ضرورة مواجهة مشكلات الإعاقة بصبر وشجاعة

4) التخلي عن الخجل والعار من المعاق

5) إشعار المعاق بأنه مرغوب فيه

6) ضرورة العناية المستمرة به

7) عدم مقارنته بزملائه ولكن المقارنة تكون لأعمال الطفل نفسه من يوم لآخر وقدرته في التفوق على نفسه

8) عجز الطفل ظاهرة طبيعية وهو عجز نسبي ولكل فرد سمات قوة وضعف وقدرة في ناحية ما وعجز في ناحية ما أي أن الشخص العاجز هو في نفس الوقت قادر تحت شروط معينة ووفق تدريبات خاصة

9) العناية بالمعاقين واجب أخلاقي وإنساني تفرضه القيم الدينية والإنسانية

10) المعاق له حق في المجتمع والإستفادة من جهة هذه الفئة في الانتاج هو في حد ذاته توفير لطاقات انتاجية قادرة تقوم بأعمال أخرى تتطلب جهدَا أو مهارة أكبر

11) كل شخص لديه شىء من الإعاقة سواء الخُلقية أو الخِلقية

وللحديث بقية عن دور الوالدين تجاه الطفل ذو الهمم في المقالة القادمة

التعليقات مغلقة.