مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

رسول الإبداع

بقلم – مرفت إبراهيم:

قد يهمك ايضاً:

يضم 12 أغنية …الفرقة اللبنانية أدونيس تطرح ألبومها…

أمام المرآة توقف طويلاً وهمّ بالابتعاد وعاد لينظر فيها..كرر ذلك الفعل عدة مرات..وفي الأخيرة أطال النظر وبدأ الحديث مع ذاك المبدع الواقف هناك خلفها..
تستحق يا واد يا محمود أن تكون رسول الإبداع وملك القوافي وأمير الحرف وسيد الكلمات.
كل الألقاب اللي بيقولها لك أصدقاء الفيس بوك..
كان يسخر في البداية منهم، ثم بدأ يُصدق هذه الألقاب، واقتنع فعلا أنه شاعر وأديب.
محمود طالب الثانوي الفني..
يجلس هو وزملاؤه في المدرسة بدون مدرس.. لوجود عجز في المدرسين فتقوم بينهم شجارات وتؤذيه سخافات بعض الطلبة لكونه هاديء الطباع لا يبرح مكانه مهما حدث.. يجلس فيُمسِك بقلمه ويحفر قلوباً وورود وحروف في خشب المقعد.
وفي بعض الأوقات يكتب كلمات يعتقد إنها شعر لكونها جمل تنتهي بنفس الحرف.
طلب منه زملاؤه أن يذهب معهم إلى(السايبر) ويتمتع معهم بمشاهدة أفلام (الأكشن) التي يحبها.
وقف أطولهم محاذيا لسور المدرسة وانحنى الآخر والثالث أمسك بيديه ليساعده في اعتلاء ظهر الثاني الذي تصاعد واقفا لكي يوصله لاكتاف الأول ليمسك باقدامه ويضعها على السور وفي الجهة الأخرى من السور يقف من تلقفه وأخيرا نجحت محاولة الهروب الأولى فهو لا يعرف كيفية (نط السور).
شاهد معهم أفلام لا يسمح له أهله مشاهدتها.. أطلقوا عليها أفلام ثقافية.
ولأن..(قليل البخت يلاقي العضم في الكرشة).
قابل أخوه الأكبر أثناء خروجه.
محمود..بتعمل ايه هنا وسايب المدرسة ليه.
ماهي المدرسة مش بناخد فيها حاجة وبزهق.
حتى لو كدا ما تهربش.
عاتبه أخوه وطلب منه أن لا يكرر هروبه مرة أخرى.. ووعده بأن يهديه هاتف يستطيع ان يشاهد من خلاله كل ما يريد من أفلام محترمة.
فعل كل ما يستطيع في الامتحانات النهائية تناول كل أنواع المساعدات المتاحة وحصل على شهادة المرحلة الثانوية الفنية (الدبلوم).
أصبح أهلا للهديه التي وعده بها اخوه ، قام بتنزيل البرامج والألعاب وكل ما يلزم الدخول إلى العالم الافتراضي.
وعلى صفحات الفيس بوك بدأ رحلته إلى عالم (الابداع)
فهذا الفضاء الرحب للعالم الافتراضي. مليء بالأشعار والأعمال الأدبية. والأعمال التي يظنها اصحابها هكذا..
وطالما هذا العالم مفتوح.والمنشورات متاحة للجميع. فالمال السايب يعلم السرقة). ولكن هنا يتغير اسم السرقة إلى اقتباس.(
بدأ بنشر اقتباساته في المجموعات الأدبية.
أحيانا ينقل نصاً كما هو بأخطائه الإملائية واللغوية وأحيانا يضيف وحينا آخر يحذف منها بعض الكلمات.
وكانت هذه السرقات تنال الإعجاب وكانت التعليقات بالصورة التي تجعل منه أسطورة في عالم الكتابة..
وكأن النابغة الذبياني وامرؤ القيس بعثا من جديد وبأنامله يكتبان.
فرغ من حديث المرآة.
أخذ كارت(الميموري) الذي يحفظ فيه الأشعار المسروقة وذهب لعرضها على دار نشر ليطبع ديوانه الأول
ضحك الناشر عند قراءة أول قصيدة .
ايه دا يا بني اللي مكتوب.
شعر.
لا يا بني لاهو شعر ولا غيره.. ولا يمكن أنشره
دا أنا بنشره على الفيسبوك وبياخد اعجابات كتير.
خلاص انشره هناك
بس انا عاوز أكون كاتب مشهور ولازم يكون لي ديوان.
يا ابني قلت لك ان دا مش شعر لكن انت مش راضي تصدق..
مفيش حد ينشر كلام زي دا..
خرج محمود من دار النشر إلى غيرها وغيرها والكل له نفس الرأي.
لم يصدق ما قاله الناشرون.
سأل نفسه
لماذا أريد ديوان طالما المسألة بهذه الصعوبة؟.
سأصنع صفحة خاصة بي على الفيس بوك أنشر فيها أشعاري.
ستملأ حروفي هذا الفضاء الافتراضي.
وسيشاركها الآلاف..
أنا ملك الحرف وسيد الكلمات.. رسول الإبداع
قصة قصيرة من مجموعتى القصصية قصص تائهة
المنشورة