مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

رسائل أربع في خِضَمِّ الحدث الإرهابي الذي وقع في نيوزيلندا

رسائل أربع في خِضَمِّ الحدث الإرهابي الذي وقع في نيوزيلندا

كتبها وأرسلها الشيخ/ خالد طالب

الرسالة الأولى لأهالي الضحايا والمجتمع النيوزلاندي : اعلموا أننا معكم ونألم لألمكم ومصابكم مصابنا، ونبشركم أنّه وإن كان المصاب كبيراً جداً لكن الجزاء من الله الكريم عظيم جدا، فاصبروا واحتسبوا،فكل شيء عند الله بأجل مسمى.

قد يهمك ايضاً:

EPSF Conference يستعد لإطلاق نسخته الرابعة بمشاركة كبرى…

برعاية وزير الشباب والرياضة: إنطلاق منتدى “رائدات…

الرسالة الثانية: للمسلمين في الغرب: نعم الحادثة وقعت في الجزيرة الجنوبية من نيوزلاندا لكنها تمس كل مسلم يعيش في الغرب البلاد التي ظهرت فيها موجة الإسلامفوبيا، وظهرت فيها نبرة العنف اللفظي ضد المسلمين، وموجات الكراهية المنظّمة ضدهم وتمييزهم عن بقية المواطنين…إنّ المطلع على مناخ نيوزلاند ومثلها كندا يعرف أنهما ليستا من المجتمعات التي تتربع على رأس قائمة المجتمعات العنصرية ضد المسلمين؛ إلا أنهما كانتا مسرحاً لجريمتين عنصريتين إرهابيتين ضد المسلمين. إنَّ المسلمين في بلاد الغرب هم هدف مفتوح لهذه الجماعات الإرهابية العنصرية المتطرفة، بغض النظر عن الدولة والمدينة فكلُّ مسجد للمسلمين في بلاد الغرب فهو مسجد النور في كرايست تشيرش !

الرسالة الثالثة للقادة وصناع القرار : لقد سبق وحذَّرت القيادات الإسلامية في أكثر من محطة من تسارع نمو الإسلامفوبيا مع صعود الأحزاب اليمينية المتطرفة سياسياً، ومن تغذية بعض السياسيين الجدد له، وتسويقه وترويجه والدعاية له عبر محطات وشركات إعلامية، وها هو اليوم الذي تذهب فيه نفوس بريئة، كلُّ ذنبهم أنهم يدينون بدين الإسلام ويصلون في مسجد ! لم يعد للأدلة حاجة على خطورة هذه الدعاية، فقد وقع الخطر ! إنّ سَن قانون يُجرِّم الإسلامفوبيا، ويلجم وسائل الإعلام من بث الكراهية في المجتمع وإن كان قراراً متأخراُ لكنه لم يفقد أهميته في محاربة الفكر الإرهابي وتجفيف منابعه وإغلاق وسائله،وهو لا يقل أهمية عن الإحتياطات الأمنية.

الرسالة الرابعة: للمؤسسات البحثية والنفسية والاجتماعية: هذا الإرهابي الذي قتل عزّلاً بدم بارد وهو يسجل إرهابه ويفخر بعنصريته وحقده؛ لهو حقيق بالدراسة والفحص !!!! كيف وصل شاب بغض النظر عن دينه أو ايديلوجيته، يعيش في بلد لم يُحتل ولم يُقتَل له قريب في حرب أهلية ولم ينشأ على دمار يتبعه خراب ، – وهذا لا يعني أننا نبرر لأحد عنفه أو خطأه – كيف لمن نشأ في رَغَدِ عيش وحرية تعبيرٍ وحفظ حقوقِ إنسان أن يصل لوحش كاسرٍ ضد عُزّلٍ لم يقابلهم يوما في حياته؟! كيف تخللت طبيعة المنتقم إلى نفسه؟! فكأنه يخوض معركة انتقام مع من قتلوا أسرته !! من الذي غذّاه بكمّيّة الحقد الجنوني هذا، كيف تربّى، ما هي وسائل ومصادر المعلومة عنده ، هل هو حالة شاذّة أم هو قنبلة انفجرت وهناك قنابل موقوتة تنتظر ساعة الصفر؟! أخيرا هل سيتحرك قادة العالم للجم هذا الإرهاب وهل سيحترم العالم نفسه فيقيم عزاءً عالمياً يحضره روؤساء الدول – وفي مقدمتهم روؤساء الدول العربية والإسلامية – أم هو ازدواجية معايير وصيف وشتاء تحت سقف واحد؟