رحيل النائب السابق فاروق الديب.. رمز العمل العام والسياسي بالقليوبية 

القليوبية- سلامه سعيد: 

غيب الموت مساء اليوم النائب السابق فاروق سعد الديب، أحد أبرز الشخصيات السياسية وأيقونات العمل العام بمحافظة القليوبية، عن عمر يناهز 79 عامًا، حيث وُلد الراحل في نوفمبر 1945. مثّل الديب نموذجًا مشرفًا للعطاء والعمل الجماهيري الممتد لعقود، وترك إرثًا حافلًا من الإنجازات والتضحيات لصالح قريته ميت حلفا ودائرة شبرا الخيمة بأكملها.

بدأ فاروق الديب مسيرته السياسية في الستينيات من القرن الماضي، حيث التحق بالاتحاد الاشتراكي واستمر في خدمة المجتمع المحلي بعد حله عام 1978 من خلال المحليات. تدرج في المناصب بدءًا من عضو مجلس محلي وصولًا إلى سكرتير وحدة محلية ثم عضو مجلس محلي المحافظة. اشتهر بقربه من المواطنين وسعيه الدؤوب لتحقيق مصالحهم وحل مشكلاتهم، مما أكسبه شعبية واسعة واحترامًا عميقًا بين أفراد مجتمعه.

كانت لحظة ترشحه لمجلس النواب عام 1995 نقطة تحول فارقة في حياته السياسية. شهدت تلك الانتخابات ملحمة جماهيرية تاريخية من أهالي ميت حلفا والقرى المجاورة الذين دعموا ترشحه بقوة، وخرجوا بأعداد هائلة لدعمه ضد محاولات التلاعب بنتائج الانتخابات. تم الإعلان عن فوزه بعد ضغط شعبي كبير، ليصبح أول نائب برلماني في تاريخ القرية ويمثل دائرته لدورتين متتاليتين. 

خلال فترته البرلمانية، قاد الديب جهودًا لخدمة أبناء الدائرة، حيث عمل على تطوير الخدمات والبنية التحتية. كان من أبرز إنجازاته إنشاء كوبري مشاه علوي أمام مزلقان القرية على الطريق الزراعي، مما وفر السلامة للمارة وساهم في تسهيل حركة التنقل. كما بذل جهودًا كبيرة في ملف الكهرباء، حيث عمل على رفع كفاءة الشبكات من خلال تركيب محولات كهربائية ذات قدرات عالية. أما في مجال التعليم، فقد كان الديب مدافعًا قويًا عن تطوير المدارس، وسعى لإنشاء مدرسة ثانوية لخدمة طلاب القرية والمناطق المجاورة.

وفي المجال الصحي، بذل جهودًا لإنشاء مستشفى مركزي مجهز، حيث نجح في الحصول على الموافقات والمعدات اللازمة، لكن المشروع تعثر بسبب عراقيل ظهرت بعد انتهاء فترة نيابته. ورغم ذلك، ظل الديب رمزًا للتفاني والاجتهاد في خدمة أبناء دائرته، سواء داخل البرلمان أو خارجه.

لا يمكن اختزال مسيرة الديب في إنجازات سياسية فقط، فقد كان رمزًا للعمل الجماهيري ووجّه جهوده نحو تحسين حياة الناس وتعزيز التنمية في قريته ومحيطها. تُعد ذكراه مصدر فخر لأهل ميت حلفا الذين يروون لأجيالهم القادمة قصصًا عن كفاحه ودعمه لقريته، وخصوصًا الملحمة التاريخية التي شهدتها انتخابات 1995.

فاروق الديب لم يكن مجرد نائب برلماني ، بل كان أيقونة للعطاء والعمل المخلص. رحل عن عالمنا، لكن ذكراه وإنجازاته ستبقى خالدة في ذاكرة القليوبية وأبناء ميت حلفا على مر العصور. نسأل الله أن يرحمه رحمة واسعة وأن يسكنه فسيح جناته.