مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

رحيل البابا فرنسيس: وداعًا لنبض الإنسانية وصوت فلسطين الذي خلّدته أفلام “The Two Popes” و”Francesco” كرمز للعدالة والإنسانية

كتب – أحمد قرمد :

أعلن الفاتيكان اليوم وفاة البابا فرنسيس، أول بابا من أمريكا اللاتينية، عن عمر 88 عامًا، بعد صراع مع التهاب رئوي حاد.
توفي في الساعة 7:35 صباحًا بتوقيت روما في بيت القديسة مرثا، تاركًا إرثًا إنسانيًا وثقافيًا هزّ الضمائر. يستعد الفاتيكان لفترة حداد مدتها تسعة أيام (النوفندياليس) واختيار خليفته.

حياة البابا فرنسيس: من بوينس آيرس إلى كرسي البابوية
وُلد خورخي ماريو بيرجوليو في 17 ديسمبر 1936 في بوينس آيرس، الأرجنتين، لعائلة إيطالية مهاجرة.

نشأ متواضعًا، وعمل في وظائف بسيطة قبل انضمامه للرهبنة اليسوعية عام 1958.

رُسم كاهنًا في 1969، ثم رئيس أساقفة بوينس آيرس في 1998، وكاردينالًا في 2001.

انتُخب في مارس 2013 البابا الـ266، متخذًا اسم فرنسيس تيمنًا بالقديس فرنسيس الأسيزي.

رفض القصر البابوي، مفضلًا بيت القديسة مرثا، وتنقل بسيارات متواضعة، مما عزز صورته كـ”بابا الفقراء”.

دعمه لفلسطين: صوت العدالة والإنسانية
كان البابا فرنسيس مدافعًا صلبًا عن القضية الفلسطينية، مؤكدًا حق الشعب الفلسطيني في الحياة الكريمة والسيادة.

من مواقفه:
الاعتراف بدولة فلسطين: أعلن الفاتيكان الاعتراف بدولة فلسطين في 2013، ووقّع اتفاقية شاملة معها في 2015.

زيارات ودعوات للسلام: زار السلطة الفلسطينية في 2014، واستضاف  الرئيس محمود عباس.

إدانة العدوان على غزة: خلال الحرب على غزة (2023-2025)، دعا لوقف إطلاق النار وتقديم المساعدات، واصفًا مقتل مدنيين فلسطينيين بـ”الإرهاب”.
الاتصال بغزة: أجرى مكالمات يومية مع كنيسة العائلة المقدسة في غزة، مواسيًا 600 شخص يحتمون هناك.
رموز تضامنية: كشف في 2024 عن مشهد ميلادي بالفاتيكان يظهر الطفل يسوع ملفوفًا بكوفية فلسطينية.

قد يهمك ايضاً:

خالد الشحي يحفر اسمه في سجل الإبداع العالمي كأول ممثل حكومي…

المنتخب الوطنى للصالات النسائية يخوض مرانه الثانى بالمغرب

 دوره في الإنسانية والسلام
كان  البابا فرنسيس صوتًا للعدالة الاجتماعية، داعيًا لحماية الفقراء والمهاجرين والبيئة عبر وثيقته.

ساهم في تحسين العلاقات بين أمريكا وكوبا (2014)، وزار مناطق صراع كالعراق وجنوب السودان، راجيًا وداعياً للسلام.

دعا لقبول المهمشين بعبارته: “من أنا لأحكم؟”، وروّج للحوار بين الأديان، وزار المسجد الأموي بدمشق وحائط البراق بالقدس الشريف بدولة فلسطين.

 نعي شيخ الأزهر
نعى فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ، البابا فرنسيس، واصفًا إياه بـالأخ العزيز وقال فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب : فقد العالم قائدًا روحيًا عظيمًا، حمل رسالة المحبة والسلام، وكان صوتًا للضعفاء وجسرًا للحوار بين الأديان.

وأضاف فضيلته :مواقفه الشجاعة دعمًا لفلسطين وإدانته للظلم ستبقى خالدة.

أشار فضيلة الإمام الطيب إلى لقاءاتهما المتعددة، خاصة توقيع وثيقة “الأخوة الإنسانية” في أبوظبي 2019، كرمز للوحدة الإنسانية.

 تأثيره الثقافي وتجسيده في السينما والتليفزيون:
جسدت عدة أفلام شخصية البابا فرنسيس كرمز إنساني:
1. The Two Popes (2019): يصور تواضعه وإصلاحيته عبر علاقته مع بنديكت السادس عشر (جوناثان برايس وأنتوني هوبكنز).
2. Francesco (2021): وثائقي يبرز دعمه للفلسطينيين، المهاجرين.
3. Pope Francis – A Man of His Word (2018): يركز على رؤيته للفقر والبيئة.
4. Call Me Francesco (2015): يروي رحلته من الأرجنتين إلى الفاتيكان.
5. Beyond the Sun (2017): فيلم عائلي ظهر فيه كضيف شرف.

مسلسلات مثل The Young PopeوThe New Pope

استلهمت ديناميكيات الفاتيكان الحديثة، مع إشارات غير مباشرة لإصلاحاته.

 إرث يضيء العالم
رحل البابا فرنسيس، لكن صوته لفلسطين، عدالته الاجتماعية، ورحمته ستبقى.

أفلامه، من “The Two Popes” إلى “Francesco”، تخلّد رجلًا جعل التواضع ثورة وإنسانية خالدة.