بقلم – لواء مهندس السيد نوار:
هو مفكر وناقد وشاعر وصحفي وسياسي مصري، وأحد من عمالقة الأدب المصري، و العالم له بصمة واضحة في ذاكرة الأجيال العربية.
أتذكر أول ما قرأت له كان كتابه ( عبقرية الصديق ) و كانت مقررة علينا في الثانوية العامة لأول مرة عام 1966، أحببت أسلوبه في الكتابة و تابعت كتاباته العبقريات، و لا أنسى في ذكرى وفاته الأولى أن ألقيت كلمة في طابور الصباح في المدرسة تخليدا لذكراه، مما دفع مدرس اللغة العربية للرد على كلمتي حاملا الثلاثة جرائد القومية مشيدا بكلمتي و مؤكدا أن الجرائد الثلاثة لمتذكره و لو بكلمة.
ولد العقاد في الثامن و العشرين من يونيو عام 1889 في مدينة أسوان و توفي في الثالث من ديسمبر عام 1969
والده كان يعمل أمينا للمخطوطات في أسوان ووالدته ابنة آغا عمر كردي وهو واحد من قادة محمد علي باشا. التحق بمدرسة أسوان الأميرية وحصل منها على الشهادة الابتدائية عام 1903. لم يتابع تعليمه المدرسي بعد ذلك ولكنه كان يرافق والده إلى مجلس الشيخ أحمد الجداوي والذي كان أحد أبرز علماء الأزهر، فكان ينهل منه مختلف العلوم والأدب، مما دفعه إلى الاهتمام بالقراءة وكثرة الإطلاع، حيث التقى بالعديد من الشخصيات الهامة التي تركت أثرها في حياته الأدبية ومنهم الشيخ محمد عبده، وجورجي زيدان، وعبد الحليم المصري، وابراهيم عبد القادر المازني وغيرهم كثيرين.
بعد إنهاء عباس محمود العقاد الدراسة الابتدائية وحصوله على شهادتها لم تسمح له ظروف حياته بإتمام دراسته، فالتحق بوظيفة حكومية في مدينة قنا عام 1905، وتم نقله بعد عامين إلى منطقة الزقازيق حيث عمل في قسم المالية بمدينة الشرقية.
عاش أعزبا ولم يتزوج، ولكنه عاش علاقتي حب كبيرتين. وفي المرة الأولى أحب فتاة اسمها سارة والتي ألف لها رواية أسماها على اسمها. و في المرة الثانية أحب الممثلة الشهيرة مديحة يسري ولكنه أنهى علاقته بها بسبب طبيعة عملها في التمثيل.
عندما كان عضوًا في مجلس الشعب قام بالوقوف في وجه الملك فاروق واعترض على قرار إلغاء بند من الدستور حول كون الأمة مصدر السلطات، وقد كلفه ذلك دخول السجن لتسعة أشهر بتهمة العيب في الذات الملكية وذلك في العام 1930. و بعد خروجه من السجن كتب يقول :
و كنت جنين السجن تسعة أشهر … و ها أنا ذا في ساحة الخلد أولد
في مطلع الثمانينات من القرن الماضي تم إنتاج مسلسل تلفزيوني مصري يروي سيرة حياة العقاد وقام بالبطولة الممثل محمود مرسي.
وقد تم تكريمه بإطلاق إسمه عل شارع في مدينة نصر
أذكر عند قراءتي لقصة طه حسين ( دعاء الكروان ) و كان العقاد سبقه بنشر ديوانه الشعري لاسم الكروان، قرأت في مقدمة القصة نص رسالة من طه حسين يسأل فيها أن يسمح له بوضع كروانه بجوار كروان العقاد و يليها نص رد العقاد على رسالته أنه شرف له أن يجتمع كروان طه حسين مع كروانه، منتهى الاحترام بين قمتين من قمم الأدب في مصر.
و من كلمات العقاد المأثورة : –
* غناك في نفسك، وقيمتك في عملك، و بواعثك أحرى بالعناية من غاياتك، ولاتنتظر من الناس كثيرًا.
* حافظ على من تحبه، عاتبه إن أردته ، اهتم بجميع تفاصيله، الحب إحساس قبل أن يكون كلمات.
* الأصدقاء هم الأوطان الصغيرة، الوجه الثاني للحب، الحب الذي لايتغير.
## بعد وفاة والده ترك وظيفته وانتقل إلى القاهرة واستقر فيها. وفي نفس العام دخل العقاد عالم الصحافة حيث انضم للعمل في جريدة الدستور اليومية مع العلامة محمد فريد شوقي. وتولى العقاد مسؤولية التحرير والتصحيح والترجمة فيها ابتداءًا من عددها الأول وحتى الأخير.
استمر العقاد في جريدة الدستور حتى توقفت عن الصدور في العام 1912، مما اضطره للعودة إلى العمل الحكومي ولكنه لم يبق فيه سوى فترة قصيرة فالتحق بجريدة المؤيد مع الشيخ علي يوسف ولكن تعارض سياسة الجريدة مع أفكاره جعله يتخلى عن العمل فيها.
عمل بعدها لفترة من الزمن في التدريس مع الكاتب ابراهيم عبد القادر المازني واستمر حتى العام 1917. عمل بعدها في جريدة الأهالي الصادرة في الاسكندرية. وفي عام 1919 انضم للعمل مع جريدة الأهرام وانضم بنفس الفترة للحركة الوطنية التي نشأت بعد ثورة 1919 في مصر وأصبح العقاد واحدًا من أهم كتاب الحركة ووجه الكثير من الانتقادات لمفاوضات سعد زغلول مع الانكليز بعد ثورة 1919.
عمل في العام 1923 في جريدة البلاغ وأصبح يكتب فيها وفي ملحقها الأسبوعي بشكل دائم على مدار عدة سنوات. أكسبه ذلك شهرة كبيرة وتم انتخابه كعضو لمجلس الشعب واستمر في منصبه حتى العام 1930.
كان العقاد ناشطًا في حزب الوفد المصري وبقي منتميًا له حتى عام 1935، حينها قرر الانفصال عنه بسبب تعارضه مع توجهات الحزب بقيادة مصطفى النحاس.
في العام 1935 بدأ نشاط العقاد الصحفي بالتراجع فبقي يكتب بعض المقالات لصالح عدد من الصحف مثل صحيفة روز اليوسف، وصحيفة الهلال، وصحيفة أخبار اليوم، ومجلة الأزهر وغيرها. ثم بدأ بالتفرغ تدريجيا للكتابة والعمل الأدبي.
تنوعت الموضوعات في مؤلفاته، فمنها ما كان حول الأدب والتاريخ والاجتماع ككتاب “مطالعات في الكتب والحياة”، وكتاب “مراجعات في الأدب والفنون”، وكتاب “ساعات بين الكتب”، وكتاب “جحا الضاحك المضحك”وغيرها. و في مجال النقد واللغة فله العديد من المؤلفات وأبرزها :
* الديوان في النقد والأدب بالاشتراك مع المازني، وكتاب ابن الرومي في حياته وشعره، وكتاب ابن الرومي في حياته من شعره، وكتاب رجعة أبي العلاء، وكتاب اللغة الشاعرية وغيرها.
* كما كتب العديد من الكتب ذات التوجه السياسي ومن أهمها :
كتاب ” هتلر في الميزان “، وكتاب ” أفيون الشعوب ” و كتاب ” النازية والأديان”، وكتاب “لا شيوعية لا استعمار” وغيرها.
* و له أيضًا إسهام هام في مجال ترجمة العديد من المؤلفات للعربية فقد شارك في الترجمة من الانكليزية لكل من كتاب “عرائس وشياطين”، وكتاب “ألوان من القصة القصيرة في الأدب الأمريكي”.
* يغفل عن الاهتمام بالكتابة عن الدين الإسلامي وبلغت مؤلفاته التي تتناول ذلك حوالي 40 كتاب ومن أهمها :
كتاب “عبقرية محمد”، وكتاب “عبقرية عمر”، وكتاب “عبقرية علي”، وكتاب داعي السماء بلال”، وكتاب ذو النورين عثمان”، وكتاب الصديقة بنت الصديق”، وغيرها.
* من مؤلفاته التي دافع فيها عن لاتهامات الموجهة للإسلام كان: كتاب “حقائق الإسلام وأباطيل خصومه”،”التفكير فريضة إسلامية”، وكتاب “الديمقراطية في الإسلام” وغيرها.
* بلغ عدد دواوين الشعر التي ألفها خلال حياته عشرة دواوين وكان من أشهرها: “يقظة الصباح”، “وهج الظهيرة”، “أشباح الأصيل”، هدية الكروان” وغيرها.
في العام 1956 تم تعيين العقاد في مجمع اللغة العربية في القاهرة. وحصل في العام 1960 على جائزة الدولة التقديرية.
مازالت مؤلفات العقاد تعد من أهم المراجع إلى يومنا الحالي ويدرس العديد منها في المدارس والجامعات.
هذا هو العقاد … عشقت كتاباته … و بمرور الوقت اقتنيتها
التعليقات مغلقة.