ذوو التحديات .. ملائكة يعيشون في عالمهم الخاص

بقلم – بسيونى الجمل :

لقد اعتادت مصرنا الحبيبة .. أن تحتفل مع استهلال شهر ديسمبر من كل عام باليوم العالمى لذوى الإعاقة .. لتسليط الضوء على هذه الفئة والاعتراف بحقوقهم .. ودمجهم فى المجتمع بدون أى تمييز.

مصر أم الدنيا بحكومتها وجمعياتها ومؤسساتها الخيرية .. ترسم أحلى صورة مبهجة وتحتضن أصحاب الاحتياجات الخاصة .. وتكرمهم وتحتفل بهم في يومهم .. وتدخل عليهم السعادة والسرور والبهجة.

ذوو الاحتياجات الخاصة لهم عالمهم الملائكى الخاص بهم .. ولعل الكثير منا يشعر بحالة من الشفقة والحزن عندما يراهم .. وينبع من داخله مواساة قد يظهرها بالكلمة الطيبة .. وقد تكون صامتة .. ولا يعلم أن معظم آباء وأمهات هذه الفئة يرون فيهم معنى آخر للحياة .. يرون فيهم التفاؤل والأمل والإيمان بالقدر المكتوب من الله تعالى.

عندما تنظر إليهم وينظرون إليك بود وابتسامة .. لا تعرف سر إبتسامتهم ولا معناها .. ولكنهم يعرفون لماذا ابتسموا .. ابتسموا بسر البراءة والنقاء .. وتشعر معهم بإرتياح كبير قد لا تشعره مع الأصحاء .. لأنك بين قلوب بيضاء لا تعرف حقداً أو كراهية .. بل تعرف الصدق والعفوية.

ممكن أن نكون مقصرين في حقهم .. ولكن من شدة أدبهم وأخلاقهم لم يعاتبونا يوماً على هذا التقصير .. قد يكون بسبب عدم قدرتهم على التعبير .. وقد يكون كرماً منهم. 

المثير للدهشة والعجب معا .. أن البعض يعتبر تلك الفئة لا قيمة لها في المجتمع .. مع أن الفرد منها يساوي بقيمته مجتمعا بأكمله .. وهذه الفئة لها الحق على المجتمع كله .. يساندهم ويدعمهم ويقف على حاجاتهم ومتطلباتهم بكرامة وإنسانية.

نحن المعاقون لا هم .. ونحن من يستحق الشفقة لا هم .. ونحن من يحتاجهم لا هم .. ونحن من نلهث في هذه الدنيا خلف الراحة والسعادة .. وهم يسبحون فى عالم البراءة والطمأنينة.