ذكري وفاة دنجوان السينما المصرية والعالمية عمر الشريف
أحمد جمال:
تحل اليوم ذكري وفاة الدنجوان العالمي عمر الشريف حيث استطاع منذ بداية مشواره الفني أن يخطف الأنظار سواء في السينما المصرية أو العالمية وأن يحظى بمكانة كبيرة ويقدم أعمالاً باقية في ذاكرة الجمهور في تاريخ الفن، منذ أول طلة له على الشاشة حتى نهاية حياته، وقد حصد جائزة الجولدن جلوب عام 1966 كأفضل ممثل هو أحد أعمدة السينما المصرية خلال فترة الخمسينات والستينات، كما حصل على جائزة الأسد الذهبي من مهرجان البندقية السينمائي عن مجمل أعماله.
حياته:
ولد عمر الشريف بالإسكندرية في 10 أبريل 1932وهو من أصول دمشقية واسمه الحقيقي ميشيل ديمتري شلهوب ولد بأسرة مسيحية من أتباع كنيسة الروم الملكيين الكاثوليك.
كان ميشيل الصغير شغوفاً بالتمثيل الذي بدأه على خشبة مسرح كلية فيكتوريا التي كان يدرس بها، وكان زميلا للمخرج العالمي يوسف شاهين في كلية فيكتوريا بالإسكندرية، وعشق المسرح المدرسي، وقدم العديد من تجاربه وعمره لم يتجاوز الإثني عشر عاماً.
تزوج عمر الشريف من الفنانة المصرية فاتن حمامة عام 1955 بعد قصة حب كبيرة تعتبر من أعظم قصص الحب في تاريخ السينما المصرية، ومثلا سويا العديد من الأفلام أولها صراع في الوادي وكانت أول بطولة له في السينما المصرية، وآخرها نهر الحب.
وقد تحول عمر الشريف إلى الإسلام من أجل الزواج بها، وأنجب منها ولدًا وحيدًا هو طارق الشريف الذي ظهر بعمر الثامنة في فيلم دكتور جيفاغو، ثم تطلقا عام 1974، وبعد ذلك لم يتزوج عمر الشريف أبدًا.
أعماله:
في أوائل الستينيات التقى بالمخرج العالمي دافيد لين، والذي اكتشفه وقدمه في العديد من الأفلام، ومع انشغال عمر بالعالمية بدأ في إهمال زوجته وبيته مما أدى إلى انفصاله عن فاتن حمامة في منتصف السبعينيات.
بعد نجاحه منقطع النظير في فيلمه الأول لورنس العرب في عام 1962 لقي شهرة جماهيرية كبيرة، وأصبح العالم الغربي كله يتابع أفلامه. واستمر عمر مع نفس المخرج دافيد لين ليلعب عدة أدوار في عده أفلام منها: فيلم دكتور جيفاغو، وفيلم الرولز رويس الصفراء، وفيلم الثلج الاخضر وغيرها الكثير في الأعوام التالية.
وفي السبعينيات، قام بتمثيل فيلم الوادي الأخير عام 1971، وفيلم بذور التمر الهندي عام 1974، إلا أنها لم تلاقِ النجاح المنتظر نظرا لابتعاد الغرب عن الأفلام الرومانسية في ذلك الوقت. وبعد ذلك قل ظهوره، مما جعله يمثيل أدوار مساعدة مثل دوره في فيلم النمر الوردي يضرب مجددا عام 1976.
قام عمر الشريف بتمثيل أدوار كوميدية منها دوره في فيلم سري للغاية عام 1984، وبعدها ابتعد عن الساحة الفنية، واكتفى بظهوره في البرامج والمسلسلات والسهرات كضيف شرف، وهو ما يساعده على الظهور في دقائق في أي فيلم على نجاحه كما في فيلم المحارب الثالث عشر عام 1999، كما ظهر أيضا في الكثير من الأفلام التلفزيونية.
قدم وللمرة الأولى في حياته مسلسل تلفزيوني حمل اسم حنان وحنين الذي عُرض في شهر رمضان من عام 2007، وشارك في المسلسل الفنان أحمد رمزي، والفنانة سوسن بدر، وهو من تأليف وإخراج إيناس بكر.
عُرض له فيلم حسن ومرقص مع الممثل عادل إمام، وهو من إنتاج شركة جود نيوز، والذي أثار جدلا واسعا في الأوساط المصرية بين المسلمين والمسيحيين، وكان أول عرض لهذا الفيلم يوم الأربعاء 2 يوليو 2008، عُرض له فيلم بعنوان المسافر مع الممثل المصري خالد النبوي، وهو من إنتاج وزارة الثقافة المصرية.
وعُرض له فيلم هز القصبة، وهو الفيلم الذي شارك فيه عدد كبير من نجوم السينما العربية ومنهم: الفلسطينية هيام عباس، واللبنانية نادين لبكي، والبلجيكية لبنى أزابال، والمغربية راوية سالم، وهو الفيلم الذي قدمته ليلى مراكشي بعد غياب 8 سنوات منذ فيلمها المثير للجدل ماروك.
أما آخر أعماله فكان الفيلم العلمي 1001 اختراع وعالم ابن الهيثم، وكان من إخراج أحمد سالم، وجزء من حملة الأمم المتحدة السنة الدولية للضوء، والتي تديرها منظمة اليونسكو.
اشتهر عمر الشريف في أفلامه الأجنبية بشخصية الرجل الهادئ والغامض واللطيف والمغري للنساء، بينما مثل في أفلامه العربية جميع الشخصيات الهزلية، والأدوار الجادة، والرومانسية، والكلاسيكية.
وفي أثناء غيابه عن مصر كان لا يتوقف عن العمل في مسلسلات إذاعية مصرية منها: أنف وثلاث عيون، والحب الضائع. وبعد انحسار الأضواء العالمية عنه عاد إلى مصر في التسعينيات وتفرغ للعمل العام.
التكريمات:
- فاز بجائزة الجولدن غلوب لأفضل ممثل في فيلم دراما عام 1966 عن دوره في فيلم دكتور جيفاغو
- فاز بجائزة الجولدن غلوب عن فئة أفضل ممثل مساعد لدوره في لورنس العرب
- فاز بجائزة جولدن غلوب للنجم الصاعد التي تشاركها مع كل من: تيرينس ستامب، وكير دولا، وبيتر أوتول.
- تم ترشيحه لجائزة الأوسكار عن أفضل ممثل مساعد في عام 1962، ولكنه لم يفوز بها، وذلك لدوره في فيلم لورنس العرب
- تم منحه جائزة مشاهير فناني العالم العربي في عام 2004 تقديرًا لعطائه السينمائي خلال السنوات الماضية
- وحاز أيضا علي جائزة سيزر لأفضل ممثل عن دوره في فيلم السيد إبراهيم وأزهار القرآن لفرانسوا دوبيرون عام 2004
- كما حصل على جائزة الأسد الذهبي من مهرجان البندقية السينمائي عن مجمل أعماله.
مرضه ووفاته:
في 23 مايو 2015 أعلن نجل الفنان عمر الشريف إصابة والده بمرض الزهايمر، حيث كان يعاني من تذكر أبرز وأشهر أفلامه، كما أنه لم يعد يميز بين معارفه، وتوفي بالقاهرة يوم 10 يوليو 2015 أثر نوبة قلبية حادة عن عمر ناهز الـ 83 عاماً.
التعليقات مغلقة.