ذكريات فريق طنان الذهبي الذي فاز بدوري المحافظات وجه بحري ولم يهزم موسم 1981/ 1982.

بقلم- محمد حسن حمادة:

شهد موسم 1981/ 1982 تألق لافت لمنتخب طنان مواليد 1964. حيث فاز منتخب طنان بدوري المحافظات وجه بحري وأنهى موسم 1981/ 1982. بالعلامة الكاملة دون هزيمة، رغم أن التوقعات لم تكن تصب في صالح منتخب طنان الذي لا يعرف اللعب على الاستادات الكبرى وصعب أن يفوز خارج أرضه فلاعبوه لايمتلكون الخبرات اللازمة التي تؤهلهم للفوز في المناسبات الكبرى ومما زاد من حدة المنافسة أن البطولة مذاعة على التليفزيون المصري مما أضاف عبئا نفسيا على الفريق ولكنه في النهاية أعطى درسا قاسيا لكل منافسيه. 

دخل منتخب طنان المنافسة بتشكيل مكون من، بدون ترتيب ومع حفظ الألقاب الكباتن: عربي كشك وجيه كشك، مختار عبد الرحمن شداد، محرم لطفي صلاح (مهاجم) ناصر ندا (ليبرو) محمد السيد سالم محفوظ، رجب البوهي، عبد الحكيم شداد، طارق أبو كيلة وكان أصغر لاعب بمنتخب طنان ورأس حربته وفي حراسة المرمى أحمد سعيد شداد، أما الجهاز الفني والإداري فكان الأستاذ جلال عيسى رحمه الله مدربا يعاونه كل من: كابتن مصطفي شريف والأستاذ عزت ريان، ومن الإداريين المرحوم: نبيل قابيل والأستاذ علي عبد الهادي.

دخل منتخب طنان التصفيات باللعب أمام مركز قليوب وفاز على قليوب، ثم مركز شبرا الخيمة حيث التقى بمنتخب دمنهور/ شبرا على ستاد شبرا الخيمة كان التعادل سيد الموقف فتم الاحتكام لضربات الترجيح آخر ضربة ترجيح حاسمة إن أحرزتها طنان ستصعد وهاهو عبد الحكيم شداد يتقدم لكن مدرب الفريق كابتن جلال عيسى رحمه الله أصر على أن من سيسدد الضربة ناصر ندا لأن عبد الحكيم شداد أضاع ضربة جزاء سابقة أمام رمادة وبالفعل دخل (ليبرو) منتخب طنان ناصر ندا وبقذيفة مدوية (قطعت الشبكة) أحرز هدف الصعود لدرجة أذهلت مسئولي الشباب والرياضة الذين حضروا المباراة، أما المباراة التالية فكانت في مواجهة فرق المحافظة على ستاد بنها وما أدراك مااستاد بنها من سيفوز سيمثل محافظة القليوبية في دوري المناطق الذي كان يسمى آنذاك دوري المحافظات واكتسح منتخب طنان، ومن ثم تطور الحلم وزاد الطموح، وسيدخل هذا المنتخب الدورة الثلاثية المجمعة مع منتخبي المنوفية والجيزة لكن المعضلة الكبرى التي تواجه هذا المنتخب: أن أغلبهم في ثانوية عامة والامتحانات على الأبواب وأهاليهم في منتهى التحفظ خوفا على مستقبلهم الدراسي لكن في النهاية وافقوا.

دخل منتخب طنان الدورة الثلاثية المجمعة مع المنوفية والجيزة، قضي اللاعبون ثلاثة أيام في معسكر مغلق باستاد شبين الكوم، أبناء طنان في مواجهة ساخنة على ستاد شبين الكوم، فعلها منتخب طنان وتغلب على منتخب محافظة الجيزة بربع جون نعم ياعزيزي لاتندهش فقد كانت القوانين آنذاك أن (الكورنر) تحسب بربع جون، هنا تسارعت دقات القلوب فالمواجهة الآن ستكون أشد شراسة مع منتخب المنوفية صاحب الأرض والجمهور، لكن أين طنان؟ وأين جماهيرها؟ كيف يتركون هؤلاء الشباب بل هؤلاء الرجال الذين يسطرون مجدا كرويا لطنان وحدهم دون مساندة؟ 

عفوا ياصديقي فطنان تدعم الناجح ولا تتخلى عن أبنائها أبدا فها هو الحاج محمد بكري رحمه الله يقوم بتأجير سيارات خاصة من ماله الخاص لنقل جماهير طنان إلى ستاد شبين الكوم لتشجيع ومؤازرة منتخب طنان ورغم صعوبة المباراة (عملوها الرجالة) واكتسحوا منتخب المنوفية العنيد بثلاثة أهداف نظيفة وأثاروا دهشة الجميع وفازوا ببطولة وجه بحري، كانت الصحف المصرية تقوم بتغطية هذه البطولة وأفردت لمنتخب طنان مساحات واسعة من الإشادة والثناء، المحطة القادمة مواجهة مدن القناة لكن كان للقدر حسابات أخرى فقد تم إلغاء البطولة بسبب اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات رحمه الله.

توالت العروض على لاعبي منتخب طنان لينضموا إلى الأندية الكبرى ولكنهم فضلوا استكمال دراستهم لكن الكابتن محرم لطفي صلاح هداف الفريق الذي كان يمتلك إمكانات بدنية وفنية عالية قبل عرض نادي إسكو الذي كان يلعب في الدوي الممتاز آنذاك، أما الكابتن مختار شداد فكان على وشك الانضمام للنادي الأهلي لكن كان للقدر كلمة أخرى.

بعدما شرف هذا الفريق محافظة القليوبية دعاهم الوزير مختار هاني رحمه الله حيث كان يشغل آنذاك وزير دولة لشئون مجلسي الشعب والشورى، حيث اجتمع بهم في المجلس القروي لطنان الذي كان موجودا بدار غنيم في ذلك الوقت وكرمهم هو والحاج محمد بكري رحمهما الله وأبلغ الوزير مختار هاني أعضاء منتخب طنان: أن محافظ القليوبيه اندهش عندما علم أن قرية طنان لا تملك مركز شباب وأن هذا الفريق العظيم صاحب هذا الإنجاز الكبير خرج من حجرتين بالإيجار في بيت البوهي أمام منزل الحاج متولي البوهي رحمه الله”. فأمر على الفور بتخصيص قطعة أرض لبناء مركز شباب طنان نظير ماحققه المنتخب من انتصارات تليق بطنان وبهذا الفريق الكبير”. وقد كان تم بناء مركز شباب طنان الكائن بموقعه الحالي.

من مفارقات البطولة التي أثارت الجدل وفي نفس الوقت من المواقف الطريفة: أن المهندس مختار شداد كان له شارب كثيف فشك الجميع أن بطاقته مزورة وأنه فوق السن وعلى الفور قام الكابتن عزت ريان رحمه الله بعمل مستخرج رسمي لشهاده الميلاد وتم تقديمها للجنة المنظمة التي أقرت بعدم التزوير.

جيل لن يتكرر، يتميز بقوة الشخصية والروح القتالية العالية والعزيمة والإرادة والتصميم، جيل عرف قيمة الدفاع عن (تيشرت) منتخب طنان وشرفها في كل محفل والجميل أنهم كلهم بلا استثناء لم يتفوقوا في كرة القدم فقط بل تفوقوا أيضا في حياتهم الشخصية وصاروا واجهة مشرفة لقرية طنان كل في تخصصة وتبوأوا أرفع المناصب فصاروا قدوة ونموذجا طيبا نقتفي أثرهم حتى نسير على دربهم رحم الله الأموات منهم وبارك في عمر الأحياء.