ذكرى فض اعتصام رابعة في الرابع عشر من أغسطس 2013
بقلم لواء مهندس السيد نوار
كان يوما عظيما تابعته منذ اللحظة الأولى، و كنت في المملكة العربية السعودية حينها متابعا للأحداث من خلال صديقين تنكرا في جلباب الإخوان من داخل الميدان و بعد قراءتي للمشهد توقعت موعد الفض، أرسلت لهم رسالة بترك الميدان و يكفي ما أرسلوه من الصور و الفيديوهات، ولكنهم بعد وصولهم إلى محطة القطار أرسلوا لي أنهم عائدون للميدان حيث توقعوا أن الفض صباحا و أنني أرسلت لهم حتى يبتعدوا عن الخطر، هذا هو المصري الأصيل.
مضت عشر سنوات على فض اعتصامي ميدان رابعة العدوية و ميدان النهضة،و سيظل هذا اليوم دليلا على أن جماعة الإخوان الإرهابية تريد الشر لهذا الوطن، حيث قامت قيادات الجماعة بإصدار فتاوى القتل والحرق والتدمير، وظهر الوجه الحقيقي للجماعة الارهابية وسقطت الأقنعة و لم يكن اعتصاما سلميا كان معسكرا مسلحا يهدد ويتوعد الوطن، وتحول منبر هذا الاعتصام إلى منصة للتحريض.
حولت الجماعة الإرهابية الميدانين إلى منصات لنشر سمومها والتحريض ضد الدولة المصرية من أجل تحقيق أجنداتها وأهدافها ومصالحها الشخصية، من أجل السيطرة والتأثير على أنصارهم، ولم يكتفوا بهذا القدر، بل وصل الأمر ذروته حينما استغلت الجماعة تلك المنصات في إخفاء أسلحة ومتفجرات بالداخل، ضمن مخطط تخريبي كان يستهدف إسقاط الدولة.
وقد كانت لغة الخطاب لدى قيادات الجماعة وأنصارها تحرض على العنف والتدمير والدماء، وظهرت في كلمات القيادي الإرهابي محمد البلتاجي، أمام الكاميرات ووسط أنصاره قائلا … إن ما يحدث في سيناء من إرهاب هو رد فعل على عزل محمد مرسي، ويتوقف في اللحظة التي يعلن فيها عودة مرسي، و كما قال الإرهابي صفوت حجازي … أقولها مرة أخرى، الرئيس محمد مرسي الرئيس المصري اللي هيرشه بالمية هنرشه بالدم، وكانت الجماعة في ذلك الوقت تعبث بأيادي أنصارها في تدمير وتخريب الدولة المصرية.
لقد تحول تحول اعتصامي رابعة والنهضة إلى بؤرة إرهابية، وأكبر تجمع لمليشيات الإخوان وقواعد الجماعة، وهو ما وثقته الأدلة والفيديوهات والتسجيلات في أعقاب فض الميدانين، وحاولت الجماعة الإرهابية في ذلك التوقيت كسب استعطاف الخارج، إلا أن تلك المحاولات فشلت بشكل كبير، بل وأدت إلى توحيد وتلاحم الشعب المصري من أجل التخلص من جماعة الإخوان الإرهابية واقتلاع جذورها من الأرض، بسبب ما ارتكبته من جرائم في حق المصريين خلال فترة وجود محمد مرسي في الحكم.
لقد حاولت الجماعة الإرهابية استغلال كافة والوسائل، ولغة الخطاب الخادعة لأنصارها في الداخل والخارج من أجل إشاعة الفوضى في ذلك الوقت، وإظهار صورة الدولة باعتبارها مقسمة إلى قسمين، وهو ما فشلت فيه.
وكان المشهد قائما على استغلال النساء والشيوخ والأطفال وكبار السن، كدروع بشرية ضد قوات الأمن في ذلك الوقت، وهو ما كان حديث وسائل الإعلام في ذلك الوقت التي خرجت لتندد وتشجب ما تقوم به جماعة الإخوان وأنصارها، وتعلن استنكارها وإدانتها لما ترتكبه الجماعة من جرائم.
وكعادة الجماعة كان رد أنصارها المنتشرين في عدد من المحافظات والنجوع في ذلك التوقيت أكثر دموية، وحاولوا القيام بعدد من العمليات الإرهابية في أنحاء مختلفة من البلاد، حيث قام أنصار الجماعة باستهداف أقسام الشرطة وبعض الكنائس، ولعل الواقعة الأبرز كانت اقتحام قسم شرطة كرداسة، وهى العملية التي استخدم فيها الإرهابيون أسلحة «آر بى جى» وبنادق آلية، وهاجموا ضباط وأفراد القسم، وأشعلوا فيه النيران وقتلوا لواءي شرطة وضابطا برتبة عقيد و 2 نقيب و 7 من الأمناء والأفراد، والتي عرفت بمذبحة كرداسة. و قد صلابة المصريين وشجاعتهم والتي حالت دون نجاح الكثير من مخططات الجم أظهر المصريون صلابة و شجاعة في مواجهتهم فلم تفلح الجماعة في تنفيذ أجنداتها المشبوهة بتحويل الدولة إلى كتلة لهب مثلما كان يروج قيادات الجماعة وأبواقها في الداخل والخارج.
عشر سنوات مرت على فض بؤرة الإخوان المُسلّحة فى رابعة العدوية دفعت فيه الجماعة المشهد إلى الحافة، وراهنت على أثر المواجهة الخشنة فى إخضاع الخصوم، أو ترقية برنامجها الرامي إلى ابتلاع الدولة بالكامل، وتثبيت حالة الهيمنة بأدوات الحكم أو خارج الدستور والقانون. هل كان يمكن أن تمضى الأحداث فى اتجاهٍ غير ما آلت إليه؟ واقع اللحظة وقتها، وما تكشّف بعدها، وكل ما يتداعى منذ 2013 و كان الصدام كان حتميا لأن مكتب الإرشاد اعتمده خيارا نهائيا لا سبيل بينما لم يكن الشارع الساخن جاهزا لتقبل الخسارة، أو الندم على إضاعة فرصة الخلاص من سلطة الأمر الواقع وغطرسة الجماعة، ولم تكن أجهزة الدولة أن تتنازل عن التزاماتها، أو التسليم
حفظ الله مصر قيادة و شعلا و حكومة
تحيا مصر … تحيا مصر … تحيا مصر ..