مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

د. هشام فخر الدين يكتب القنابل الحرارية 

بقلم دكتور/ هشام فخر الدين

الشئ الغريب والمتناقض على عكس ما هو معلن، ووفقا للقاعدة السياسية «أعداء العلن أصدقاء الخفاء»، فعالم السياسية ملئ بالمتناقضات، فحسب توافق المصالح تتوازن الأمور، وتكون المواقف والتصريحات والمساعدات، وهذا ما اتضح بجلاء في مواقف أمريكا وحلف الناتو تجاه الحرب الروسية الأوكرانية وتوحد مواقفهم تجاه العدو الأوحد وهو روسيا وحلم القيصر الدب الروسى والترقب من استخدام السلاح النووي.

فالسلاح النووي سلاح تدمير فتاك، أتى بثورة تتمثل في قدرته التدميرية الهائلة اللحظية، فضلاً عن الآثار طويلة المدى الناجمة عنه خاصة الإشعاعات. فلا تزال الأسلحة النووية أكبر خطر محدق بالأمن العالمي، في الوقت الحالي، فيما تقول الدول القوية عسكرياً أنها لن تستخدم هذه الترسانة، إلا في حالة الدفاع عن النفس مؤكدة أنها لن تبادر إلى الهجوم، فهناك 9 دول فقط تسيطر على 14 ألفاً و200 رأس نووي، وتكفي قنابل روسيا بمفردها لإبادة الحياة على نحو نهائي في كوكب الأرض.

وينبه الخبراء إلى أن خطورة السلاح النووي لا تنحصر في مسألة الهجوم فقط، إذ ثمة أسئلة مقلقة بشأن اختبارات هذه الأسلحة وطرق تخزينها ودرجة الأمان في المستودعات. فمنذ إندلاع الحرب الروسية الأوكرانية والعالم يترقب استخدام روسيا للسلاح النووي أو في البداية السلاح الحراري، المعروف باسم قنبلة الهباء الجوي أو المتفجرات الهوائية التي تعمل بالوقود، وهى عبارة عن ذخيرة ذات مرحلتين. وتوزع شحنة المرحلة الأولى الهباء الجوي المكون من مادة الوقود الصلب القائم على الكربون الدقيق إلى جزيئات معدنية صغيرة، بينما تشعل الشحنة الثانية تلك السحابة، مكونة كرة نارية ضخمة وموجة صدمة هائلة، وفراغ يمتص كل الأكسجين المحيط به.

وتعتبر القنبلة الهيدروجينية أحد أنواع الأسلحة النووية وتحديداً يعتبر من نوع الأسلحة النووية الإندماجية ويعرف أيضا باسم H-bomb أو القنبلة النووية الحرارية. والتي تصنع من خلال تحفيز عملية الإندماج النووي بين نظائر عناصر كيميائية لعنصر الهيدروجين، وخاصة النظيرين التريتيوم والدوتريوم، حيث ينتج من اتحاد هذين النظيرين للهيدروجين ذرة هيليوم مع نيوترون إضافي ويكون الهيليوم الناتج من هذه العملية أثقل كتلة من الهيليوم الطبيعي، وتبلغ القوة الإنفجارية لهذا النوع من القنابل مايقارب إنفجار 1 مليون طن من مادة تي إن تي.

قد يهمك ايضاً:

بقلم أنور ابو الخير : الي القادة العرب

رسائل القرآن الرجال قوامون على النساء

ولتسريع هذا الإتحاد يتطلب كميات هائلة من الحرارة، لذلك جاءت التسمية القنابل النووية الحرارية. وينتج عن انفجار القنبلة الهيدروجينية حرارة شديدة واهتزاز هائل ورياح عاتية شديدة السرعة وإنبعاث هائل لأشعة جاما.

والقنبلة الهيدروجينية هي سلاح نووي ينتج طاقة نووية عالية من تفاعل إنشطار نووي إبتدائي يعمل على ضغط وإشعال تفاعل إندماج نووي ثانوى. وتزداد نتيجة الإنفجار إلى حد كبير من حيث القوة التفجيرية بالمقارنة مع أسلحة الإنشطار ذات المرحلة الواحدة.

وكان أول اختبار لنموذج أولي للقنبلة الهيدروجينية أو النووية لبلاب مايك في عام 1952، والذي أجرته الولايات المتحدة. وهي تعد أول قنبلة نووية جاهزة للاستخدام وكان جو 4 هو اسم كودي أميركي لأول اختبار سوفيتي لسلاح نووي حراري في 12 أغسطس 1953، وتم اختباره بتاريخ 12 أغسطس 1953، في الإتحاد السوفيتي.

وتمثل الأسلحة النووية الحرارية التصميم الأكثر كفاءة بالنسبة لعائد سلاح إنتاج الطاقة في الأسلحة مع عوائد فوق 50 طن، وتقريباً كل الأسلحة النووية المنشورة من قبل قائمة الدول الخمس الحائزة للأسلحة النووية في إطار معاهدة حظر الإنتشار النووي وهي اليوم أسلحة نووية حرارية باستخدام تصميم تيللر- أولام.

ونظراً للآثار التدميرية الجبارة للقنبلة الهيدروجينية يعتبر هذا السلاح الفتاك محظور استخدامه في الحروب، فهو يصعب التحكم به بشكل أكبر من القنبلة الإنشطارية. ومن أهم مميزات القنبلة الهيدروجينية عدم إنتاج مخلفات نووية تدوم لمدة طويلة، على عكس القنبلة الإنشطارية التي تكون فترة عمر النصف لمخلفاتها بضعة آلاف من السنين.

التعليقات مغلقة.