بقلم د. محمد الحلفاوي .
أثار ظهور الكابتن محمد أبو تريكة بإعلان الدعاية للإستاد الجديد للنادى الأهلى – خلال الأيام الماضية – عاصفة من الانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعى ؛ لأن اللاعب مازال مدرجا على قائمة ” الكيانات الإرهابية ” بحكم قضائى .
وقبل ذلك نشرت الصفحة الرسمية للنادى الأهلى بتاريخ 7-11-2021م تهنئة للكابتن محمد أبو تريكة بمناسبة عيد ميلاده !!
وهذا الموقف من مجلس إدارة النادى الأهلى .. النادى التاريخى والمحبوب عند غالبية المصريين – فى نظرى – يعد خطيئة قانونية ووطنية من القائمين على مجلس إدارة هذا الصرح الشامخ والساكن فى قلوب غالبية المصريين.
كيف لصفحة رسمية لمؤسسة مصرية عريقة مثل النادى الأهلى أن تحتفى بشخص مدرج بقوائم الإرهاب بحكم نهائى وبات من كبرى المحاكم المصرية
وهى محكمة النقض !!
هل يجوز قانونا لمؤسسة مصرية مخالفة أحكام القضاء وأحكامه ؟!
ما حدث من المسئولين على الصفحة الرسمية للنادى الأهلى يعد إهالة للتراب على تاريخ هذا النادى العريق .. يوجب المساءلة والاعتذار !!
إننا عند تقييم الكابتن محمد أبو تريكة لابد من التفريق بين :
أولا : اللاعب محمد أبو تريكة الذى لا يختلف أحد على مهاراته كلاعب أسعد الملايين من مشجعى كرة القدم .
ثانيا : الإخوانى محمد أبو تريكة الذى أختار الإنحياز لجماعة ضد وطن وتأييد ميليشيا ضد الجيش الوطنى !!
وأدلة إخوانية محمد أبو تريكة كثيرة منها :
1-اعتراف القيادى الإخوانى محسن راضى صوت وصورة فى لقاء تليقزيونى على أحد القنوات الفضائية بعد ٢٥ يناير ٢٠١١م بأن محمد أبو تريكة إخوانى .
2- اعتراف القيادى الإخوانى– سابقا – إبراهيم ربيع بأن محمد أبو تريكة إخوانى بصفته شاهد عيان حيث كان إبراهيم ربيع مسئولا بلجنة الصفوة والرموز بجماعة الإخوان التى كانت مسئولة عن تجنيد المشاهير والخلايا النائمة فى المؤسسات الهامة للإستفادة منهم فى الوقت المناسب أمثال أبو تريكة وكيف تم تجنيده وتربيته بمعرفة القيادى الإخوانى عصام العريان .
3- رفضه مصافحة المشير محمد حسين طنطاوى رئيس المجلس العسكرى ووزير الدفاع فى ٢٠١٢م فى أحد البطولات بدعوى أن الجيش هو المدبر لمذبحة بورسعيد والكل يعرف أن الإخوان من كانوا يروجون لهذا الإتهام للوقيعة بين الجيش والشعب عامة وخصوصا الألتراس .
4- قيامه بالدعاية الانتخابية لجماعة الإخوان ولمحمد مرسى رئيسا لمصر فى فيديو شهير .
5- تأييده الإعلان الدستورى العار الذى أصدره الإخوان واعتمده محمد مرسى وذلك على قناة الإخوان مصر ٢٥ رغم معارضة الإعلان لحقوق الإنسان ورفض جميع القوى السياسية له .
6- ما تردد كثيرا بوسائل الإعلام من قيامه بدعم اعتصام رابعة العدوية الإخوانى بمولدات كهرباء .
7- ما جاء على منصة اعتصام رابعة العدوية الإخوانى الذى كان يهدد الدولة المصرية بالفوضى والخراب .. من أن الكابتن محمد أبو تريكة سيحضر للاعتصام يوم الجمعة القادمة للدفاع عن شرعية الإخوان ومحمد مرسى .. ودعوة ألتراس الأهلى للحضور !!
وهذا اعتراف صريح من على منصة رابعة بموقف محمد أبو تريكة من الإخوان ورفضه لثورة الشعب المصرى فى 30-6 !!
8- رفضه مصافحة وزير الرياضة المصرى النجم / طاهر أبو زيد بعد ٣٠-٦- ٢٠١٣م بدعوى أنه وزير فى حكومة الإنقلاب !!
وكأنه لم ير ملايين المصريين الذين خرجوا فى ثورة ٣٠- 6 !!
9- قيامه بسب القوات المسلحة فى ٢٠١٣م حيث قال لأحد الضباط بصوت عال :
( أنتوا جايبين الجيش اللى بيقتل الناس يأمن الفريق )
وأعترف وزير الرياضة بالواقعة مع خيرى رمضان وقام ضابط الشرطة العسكرية بكتابة مذكرة بذلك .. ولكن الجيش تنازل عن حقه وحفظ المذكرة معتبرا ما صدر من اللاعب مجرد لحظة إنفعال وخطأ عابر واحتراما لمشجعيه وتاريخه الكروى .
10- قيامه بزيارة والدة أحد المتهمين بقتل وسحل وتعذيب ضباط قسم شرطة كرداسة
11- قيامه بتكوين شركة سياحية مع الإخوان لتسهيل سفر الشباب لتركيا
12- قيام وحدة غسيل الأموال بالبنك المركزى برصد تلقيه
مبلغ ٣٠ مليون جنيها مصريا وصرفها خلال أيام !!
13- قيامه باللجوء لقطر والكل يعرف علاقة الأسرة الحاكمة القطرية بالإخوان ومدى عداوتها للنظام المصرى , بل عمل بقناة الجزيرة الإخوانية التى تعتبر هدم النظام والجيش المصرى هدفها الأساسى .. وما تردد عن حصوله وأسرته على الجنسية القطرية !!
14- لم يصدر منه – نهائيا – أى بيان ضد انتهاكات جماعة الإخوان أثناء الحكم وبعد 30-6
15- لم يصدر منه أى بيان لنفى علاقته بجماعة الإخوان .
16- صدور حكم قضائى نهائى وبات وغير قابل للطعن من محكمة النقض المصرية بتاريخ 11-3-2021م بتأييد حكم محكمة الجنايات بإدراج اسم محمد أبو تريكة على قوائم الإرهاب لمدة 5 سنوات تنتهى فى 1-5-2023م .. والحكم عنوان الحقيقة ويجب على جميع مؤسسات الدولة احترامه وعدم مخالفته .
إذا لم نفرق جيدا بين الاثنين ” محمد أبو تريكة اللاعب والإخوانى ” سنقع فى خلط خطير للأمور.
ولكى تتضح الأمور نضرب المثال التالى :
الممثلة راقية إبراهيم نجمة السينما والمسرح لها أعمال كثيرة جاوزت ال ١٩ فيلما غير المسرحيات .
هذه الممثلة لا يختلف أحد على نجوميتها وكلنا مازلنا نستمتع بأغنيتها الشهيرة ( حكيم عيون ) مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب .
ولكننا جميعا فى نفس الوقت :
نختلف معها بعد تركها مصر وهجرتها لأمريكا وزواجها من رجل أعمال يهودى وعملها مع الكيان الصهيونى ( كسفيرة لإسرائيل بالأمم المتحدة ) وضلوعها فى اغتيال عالمة الذرة المصرية سميرة موسى حسب كثير من المصادر.
ماذا يحدث لو خرج علينا البعض قائلا :
راقية إبراهيم نجمة جماهيرية وممثلة أسعدت الجماهير ولا يجوز انتقادها مهما فعلت !!
ألا يعد هذا خلطا للأوراق ؟!
هذا ما يفعله البعض مع اللاعب محمد أبو تريكة تماما
حيث لا خلاف عليه كلاعب ضمن مئات اللاعبين الموهوبين الذين أسعدوا الملايين
نستمتع به وبمهارته فى الملاعب
ولكن فى نفس الوقت
محمد أبو تريكة كإخوانى نختلف معه على طول الخط
وإذا لم نفعل ذلك نقع فى خطأ كبير
ويكون من حق أى مطرب أو ممثل أو لاعب مشهور إرتكاب جرائم قانونية بدون عقاب أو حساب متسترا ومتحصنا بحب الجماهير .
وهذا ما لا يقبله عاقل .
فهل أبو تريكة من الناحية الكروية أفضل من النجم العالمى مارادوانا ؟!
بالطبع لا
وكلنا يعلم أن النجم العالمى مارادوانا تم حبسه لمخالفته للقانون وتعاطيه المخدرات .
ولم يخرج أحد وقتها مطالبا بعدم محاكمته لتاريخه الكروى !!
مع أن خطأ النجم مارادونا خطأ شخصى يجوز فيه التجاوز
ولكن خطأ النجم أبو تريكة متعلق بالإرهاب ودعم جماعة إرهابية .. وما أدراك ما الإرهاب ؟!