بقلم د. محمد الحلفاوى
بطاقة حياة :
1-ولد في 20/8/1945م بمدينة الزرقا بمحافظة دمياط بمصر.
2-حصل على بكالوريوس زراعة 1967م
3-شارك فى مظاهرات الطلبة 1968م وتم اعتقاله لعدة أيام
4-حصل على الماجستير في الإقتصاد الزراعى 1975م .
5-حصل على الدكتوراه في الاقتصاد الزراعى من جامعة عين شمس برسالة بعنوان” اقتصاديات وترشيد استخدام مياه الرى فى مصر” فى 1981م .
6-سافر للعمل بالعراق .. جامعة بغداد .
7-شارك فى تأسيس حزب ” الوفد الجديد ” ثم استقال منه فى1984م اعتراضا على تحالف الحزب مع جماعة الإخوان فى الإنتخابات البرلمانية 1984م مما عده تناقضا صارخا مع مبادئ الوفد التاريخية .
8-تقدم بأوراق تأسيس حزب ” المستقبل ” ولكنه رُفض مرتين.
9-أسس الجمعية المصرية للتنوير.
10- اغتيل في 8-6- 1992م أثناء خروجه من مكتبه بالجمعية المصرية للتنوير بمصر الجديدة حوالى الساعة 6,30 مساء بواسطة ” عبد الشافى أحمد رمضان وأشرف سعيد رمضان ” أعضاء الجماعة الإسلامية
التي اعترفت بجريمة القتل : حيث جاء بالنشرة السرية للجماعة السنة الأولى العدد 7 سنة 1412ه ” نعم قتلناه ذلك الكاره المحارب للإسلام ” !! ”
لم يتعرض مفكر أو كاتب للحرب من تيارات الإسلام السياسى مثلما تعرض شهيد الكلمة والفكر الدكتور فرج فودة .
فلقد تربى جيلنا على أن الدكتور فرج فودة والعياذ بالله :
يكره الإسلام
يحارب تطبيق الشريعة الإسلام
ابنته متزوجة من السفير الإسرائلى
يبيح الزنا
يقيم حفلات جنس جماعى أثناء ندواته بالجمعية المصرية للتنوير.
وأتذكر أنه عندما تم اغتياله فى 8-6-1992م دخل على أحد أقاربى المتدينين الطيبين – ولم يكن منتم لأى جماعة أو تنظيم – ومعه جريدة نشرت خبر الاغتيال .. ووجدته قريبي رحمه الله يصف فرج فودة بالعلماني عدو الإسلام وأنه يستحق القتل !!
لأنه قبل اغتيال الدكتور فرج فودة بالرصاص .. فقد تم اغتياله معنويا بنشر الأكاذيب والشائعات ضد شخصه بكل الوسائل؛ حتى إذا ما تم تنفيذ اغتياله عمليا تكون الجماهير مهيأة نفسيا .
ومرت سنوات وسنوات وجاءت قارعة 25 يناير 2011م وما تلاها من أحداث بمصر والوطن العربي .. وظهرت الحقائق عمليا .
وتم العفو عن قاتل الدكتور فرج فودة أثناء حكم الإخوان !!
وخرج في الفضائيات يباهى ويفاخر بالقتل والاغتيال !!
وكان هذا مستفزا لكل ذي عقل مما جعلني أبحث عن كتب فرج فودة ولقاءاته ومناظراته ؛ حتى أتثبت مما أتهم به الرجل من اتهامات أهدرت دمه .
وبعد القراءة المتأنية للإنتاج الفكري للدكتور فرج فودة تبين لي أن ما أتهم به محض افتراء !!
فهذه كتبه ومقالاته ولقاءاته ومناظراته لم يرد فيها أى طعن فى دين الإسلام .. بل إنه كان دائم التأكيد أن الإسلام فى أعلى عليين !!
ولكن الخلل جاء من أن جماعات التطرف والإرهاب ترى نفسها ” الإسلام ” !!
وأن أى نقد أو خلاف معها تعتبره نقد وخلاف مع ” الإسلام نفسه ” !!
إن الدكتور فرج فودة انتقد جماعات العنف والإرهاب ولم ينتقد الإسلام
بل إنه رحمه الله انتقد هذه الجماعات دفاعا عن الإسلام وتنزيها له عن الإرهاب !!
ولكن سيطرة جماعات الإسلام السياسى على الفضاء الدينى فى مصر حينذاك , وسيطرتها على وسائل الإعلام ودور النشر والجمعيات الخيرية .. بل اختراقها الحزب الحاكم حينذاك وصحفه .. كل ذلك أدى إلى نجاح هذه الجماعات فى تشويه وشيطنة الدكتور فرج فودة !!
حتى جاءت ثورات الربيع العربى فى 2011م وكشفت عمليا حقيقة هذه الجماعات المتاجرة بالدين من أجل السلطة والمال !!
وتبين أن ما حذر منه المفكر الشهيد فرج فودة كان صحيحا .. وأنه كان يعرف خبيئة هذه الجماعات .
بل إن نبؤاته الفكرية التى حذر منها تحققت مثل :
( تقسيم السودان على أساس طائفى بعد حكم تيار الإسلام السياسى بواسطة البشير والترابى , تنبأ بأن الصراع القادم سيكون حول منابع مياه النيل وهو ما يحدث الآن , تنبأ بدور إيرانى كبير فى العراق وسوريا ولبنان وفلسطين والسودان وهوما يحدث الآن , تنبأ بأن غياب المعارضة المدنية سيؤدى إلى تغول تيارات الإسلام السياسى مما سيؤدى إلى إنهيار الدول ونشر الفتنة والإنقسامات والحروب وتفشى الإرهاب وهذا ما حدث بالفعل فى 2011م )
إن كتب ومقالات ولقاءات ومناظرات الدكتور فرج فودة هى المعبر الوحيد والحقيقى عن فكر فرج فودة .. وليس شائعات وأكاذيب أعدائه .
وسنقوم بعرض كتب مفكرنا الكبير لنستعرض معا فكره الحقيقى :
1-كتاب ” الوفد والمستقبل ” :
فى فصله الأول ” هموم المؤيدين ” يحذر وينبه أن ” كل الذين انجرفوا بقوة لتأييد السلطات المراوغة لم يلقوا سوى العنت والجحود ” مستشهدا بواقعة د.عبد العظيم أبو العطا .
ويطالب بضرورة إنشغال السياسيين بإبداع الأفكار والبرامج بدلا من إنشغالهم بتأييد السلطات , فذلك هو الأجدى لأى رجل عام .
وفى الفصل الثانى ” قبل السقوط ” حذر من السقوط فى حرب أهلية بين الأغنياء والفقراء ” مطالبا بالعدالة الإجتماعية , ومكافحة التهرب الضريبى بإنفاذ القانون على الجميع .
وطالب بإنشاء تجمع سياسى يرفع شعار الديمقراطية والوحدة الوطنية .
ثم حذر أن الديكتاتورية تؤدى إلى ( تفريغ المجتمع من القيادات المدنية وإهدار الشرعية الدستورية ) وهذا يؤدى إلى ( نمو وتعاظم التيارات السياسية الدينية ) وهذا يؤدى إلى ( حكم دينى فاشى ) لن ينزعه بالضرورة إلا الحكم العسكرى , وهكذا دائرة مفرغة .
2-كتاب ” قبل السقوط ” :
قام بتصدير الكتاب بكلمات من ذهب قائلا :
” لا أبالى إن كنت فى جانب والجميع فى جانب آخر, ولا أحزن إن ارتفعت أصواتهم أو لمعت سيوفهم , ولا أجزع إن خذلني من يؤمن بما أقول ولا أفزع إن هاجمني من يفزع لما أقول .
وإنما يؤرقني أشد الأرق أن لا تصل هذه الرسالة إلى من قصدت , فأنا أخاطب أصحاب الرأي لا أرباب المصالح , وأنصار المبدأ لا محترفي المزايدة وقصاد الحق لا طالبى السلطان وأنصار الحكمة لا محبى الحكم .. وأتوجه إلى المستقبل قبل الحاضر وألتصق بوجدان مصر لا بأعصابها , ولا ألزم برأيي صديقا يرتبط بى أو حزبا أشارك فى تأسيسه , وحسبي إيمانى بما أكتب وبضرورة أن أكتب ما أكتب وبخطر أن لا أكتب ما أكتب والله والوطن من وراء القصد ”
ثم يقول :
” إن الإسلام لم يتنزل على ملائكة وإنما تنزل على بشر مثلنا ، بعضهم جاهد نفسه فارتفع إلى أعلى عليين وبعضهم أرهقه الضعف الإنساني فأخطأ ” 1)
” لقد كان عمر بشر مثلنا غير أنه كان أعظم منا بمغالبته لنفسه وبابتعاده عن زهو الملك وغروره .
وكان عثمان بشرًا مثلنا لكنه كأن أعظم منا إيمانًا وفى ذات الوقت كان به ما بنا من ضعف تجاه ذوى الرحم وهو ضعف لم ينكره وهو أيضا ضعف إن شئت أن تصفه بأنه قوة الرحمة وسلطان حب ذوى القربى الشديد.
إن من يصورون للشباب الغض أن قيام حكم دينى سوف يحول المجتمع كله إلى جنة فى الأرض.. إنما يصورون حلماً لا علاقة له بالواقع ويتصورون وهما لا أساس له من وقائع التاريخ ولا سند له من طبائع البشر ” 2)
” إن هناك فرقًا كبيرا بين الاسلام الدين والإسلام الدولة وأن انتقاد الثانى لا يعنى الكفر بالأول أو الخروج عليه ” 3)
” بينما أنت في الأول لا تجد إلا ما تنحنى له تقديسا وإجلالًا وإيمانًا خالصا.. فالأول رسالة والثاني دنيا ” 4)
” دع عنك إذن حديث الساسة عن المصحف والسيف فالمصحف فى القلب أما السيف فاسأل التاريخ عنه وما ينبئك مثل التاريخ ” 5)
” أرفض تجاهل الدين كأساس من أسس المجتمع ؛ فالدين مطلوب لأنه أحد أسس تكوين الضمير فى المجتمع , وكلنا يسعد بأن يتعلم أولاده أصول الدين فى المدارس وأن يحفظوا كتاب الله أو بعضه وأن نستمع جميعا إلى آيات الله تتلى من خلال وسائل الإعلام وأن نسعد جميعًا بالاحتفال بالمناسبات الدينية ، وأن يكون لرجال الدين مكانتهم ولقدرهم احترامه وتوقيره ” 6)
” إن استقراء التاريخ الإسلامى يؤكد على حقيقة تبدو شديدة الغرابة أمام المحلل
لها : أن أئمة الفقه الإسلامى كانوا أكثر من عانى من الحكم السياسي المتسربل بالدين ” 7)
ويرد على من يريدون أن يتحول المسجد للسياسة والمنبر لمنصة حزبية بأن هذا في منتهى الخطورة على الدين والدولة.
وأن” الدولة الإسلامية التى استمرت ثلاثة عشر قرنًا لم تعرف حديث المعارضة داخل المسجد إلا مسجد العاصمة فقط .. وفي واقعتين فقط في عهد الخلفاء الراشدين وأن المعارضة لم تكن تواجه إلا بالسيف بعد عهد الخلفاء الراشدين فالدور الأول والأساسي للمسجد هو دور التوعية الدينية ” 8)
” إننى أُؤكد إيمانى بأن الدين جزء من مكونات الشخصية المصرية بل هو فى تقديرى ضمير مصر” 9)
ثم يوجه كلامه لمصر قائلا:
يا مصر يعلم الله أننى أحبك بلا حدود
واتعشقك حتى آخر قطرة من دمى
وأتعبد فى محرابك بكل ذره من كيانى
وأدفع حياتى كلها ثمنًا لبقائك متماسكة ” 10)
ثم يحذر من مؤامرة تقسيم مصر قائلا :
” إن مصر يراد لها الاستعمار العالمي والصهيونية العالمية ”
أن تواجه واحدًا من اختيارين ثم تجربيهما في المنطقة :
وهو الاختيار الإيراني أو الاختيار اللبناني
أو أن تواجه الاختيارين معًا
أما الاختيار المصرى فإن المطلوب من الشيخ صلاح أبو اسماعيل وأمثاله أن يواجهوه بكل القوة والصلابة ” 11)
ثم ينتقد الحياة السياسية في مصر حينذاك قائلا:
” إن أغلب أحزابنا السياسية لم تتحدد ملامحها الفكرية بعد .. فإن أغلبها يسعى إلى جمع المنتاقضات فى سلته مدعيًا الناصرية تارة والتطرف الدينى تارة والليبرالية تارة ” 12)
وفى رده على بيان الشيخ صلاح أبو سماعيل ” أصحاب الأيدي المتوضئة لماذا؟! والذى يطالب فيه الناخبين باختيار أعضاء الجماعات الدينية فى الانتخابات البرلمانية فيقول :
” خلط الدين بالسياسة .. تمزيق لوحدة الوطن وتناقض مع راية الحزب الذى يدعى الانتساب إليه حزب الوفد ” ثم يستطرد يقول :
” لست في حاجة إلى أن أذكر مولانا بأن مصر لم تعرف الإرهاب إلا على أيد أدعى أصحابها أنها أيد متوضئة ولم يمنعها وضوؤها من أن تلج في دماء أخوة في الله والوطن ”
” إننا جميعًا نؤمن بأن الدين ركن أساسي من أركان المجتمع بل إنه ضمير المجتمع ذاته ، لكننا نريد أن يرتفع الدين عن مهاترات السياسة وطموح الطامحين من نجوم الكاسيت المنبرين ”
” إننا جميعًا في حاجة إلى إعادة توزبع الأدوار من جديد ليتكلم رجال الدين فى الدين وليتكلم رجال السياسة في السياسة ” 13)
” أما أن يرفع رجال الدين شعارات السياسة إرهابًا ويرفع رجال السياسة شعارات الدين استقطابا
فهذا هو الخطر الذى يجب أن ننبه له ” 14)
وانتقد تجربة تطبيق الشريعة في السودان سبتمبر1983م قائلا :
” في 10-6-1984م أي أقل من عام من الانقلاب النميرى .. طلب تغيير الدستور وحل النقابات المهنية بالسودان 13 نقابة ”
وثم انتقد أحكام صادرة من محاكم سودانية لمخالفتها للشريعة الإسلامية .. فالشعوب ليست حيوانات تجارب ” 15)
ثم أوضح أسباب صعود التيار الديني :
” هزيمة 1967م , غياب القضية الوطنية التى تجمع المصريين جميعا ، الأزمة الإقتصادية , الانتحار الساداتى بإخراج المارد من قمقمه ، الديمقراطية المنقوصة ، أخطاء المعالجة ، غياب الحوار الشامل فى كل القضايا ” .
3- كتاب الحقيقة الغائبة :
خصص مفكرنا الكبير هذا الكتاب لمناقشة الداعين لعودة ” الخلافة ” بمفهومها وشكلها التاريخى :
سواء الداعين لها باعتبارها فريضة دينية مثل تيارات الإسلام السياسى .
أو الواهمون الذين يظنون أن الخلافة تاريخيا كانت جنة الله فى الأرض
والفردوس المفقود !!
مستدلا بوقائع ” التاريخ الثابتة فى الكتب المعتبرة ” والتى تؤكد أن الخلافة – باستثناء الخلافة الراشدة – كانت بها مثالب كثيرة ولم تلتزم بقيم وأخلاقيات الإسلام ؛ لأن التاريخ السياسى للمسلمين هو تاريخ بشرى حافل بما يوجب المراجعة والنقد .
مؤكدا أن هذه طبيعة الأمور لأننا فى مجتمع بشرى وليس ملائكى قائلا :
” هى الحياة وليست الجنة … والبشر وليس الملائكة
وخلا عصر النبوة لا يوجد عصر للنقاء المطلق ” 16)
مؤكدا أن الإسلام فى أعلى عليين 17)
محذرا من المتاجرين بالدين للوصول للسلطة الذين :
” يعلنون بلا موارية أنهم أمراء ويستهدفون الحكم لا الآخرة والسلطة لا الجنة والدنيا لا الدين ويتعسفون فى تفسير كلام الله عن غرض فى النفوس ويتأولون الأحاديث على هواهم لمرض فى القلوب ويهيمون فى كل واد إن كان تكفيرًا فأهلا وإن كان تدميرًا فسهلاً ولا يثنيهم عن سعيهم لمناصب السلطة ومقعد السلطان أن يخوضوا فى دماء إخوانهم فى الدين أو أن يكون معبرهم فوق أشلاء صادقى الإيمان ” 18)
ويرد على من يتهمون المجتمع المصرى بأنه مجتمع جاهلى أو بعيد عن صحيح الدين :
بأن ” المجتمع المصرى هو أحد أقرب المجتمعات إلى صحيح الإسلام حقيقة لا مظهرًا وعقيدة لا تمسكًا بالشكليات ” 19)
مؤكدا أن العدل لا يتحقق إلا بنظام حكم به ضوابط تحاسب الحاكم إذا أخطأ
وتمنعه إن تجاوز وتعزله إن خرج على صالح الجماعة أو أساء لمصالحها ” 20)
داعيا لوضع قواعد الحكم العادل المتسق مع روح الإسلام ، الإسلام دين السماحة والتطور والتفتح على العلم والعالم وأن مبادئ الشريعة مطبقة طبقًا للدستور المصرى
داعيا للإجتهاد وعدم الجمود مستدلا بالفاروق عمر بن الخطاب واجتهاداته المضيئة مثل :
عدم إقامة حد السرقة فى المجاعة وفى السفر وفى الغزو ، إيقاف سهم المؤلفة قلوبهم ، تقسيم الغنائم .. رغم مخالفتها لظاهر النص .
ويؤكد أن قادة الدولة الأُموية الكبار نجحوا بفصلهم بين الدين والدولة عند قيامهم بأمانة الحكم 21) .
داعيا لاحترام التطور والاستفادة مما توصل له العقل الإنسانى :
فقد كان دستور عصرهم ” السيف والدهاء ”
وسيف عصرنا المتحضر هو ” الدستور” لا يسيل دما وإنما يحفظ إستقرارًا وليس هناك من سلاح إلا القانون وليس هناك من أنغام إلا الديمقراطية والشرعية 22)
واستنكر كيف بدأ العباسيون خلافتهم بإخراج جثث حكام بنى أُمية من القبور وجلدها وصلبها ثم حرقها .. وقتل بقايا بنى أُمية ؛ لذلك فهى حكمًا استبداديًا يستتر برداء الدين.
ويرى أن الإسلام ” دين لا دولة بل إننا نعتقد أن الدولة كانت عبئًا على الإسلام وانتقاصًا منه وليست إضافة إليه ” 23)
وأن الثابت لدينا من قراءتنا للتاريخ الإسلامى أننا نعيش مجتمعًا أرقى بكل المقاييس وعلى رأسها مقاييس الأخلاق وهو مجتمع أكثر تقدمًا وإنسانية فيما يختص بالعلاقة بين الحاكم والرعية وأننا مدينون فى ذلك كله للثقافة الإنسانية التى لا يرفضها جوهر الدين ولحقوق الإنسان التى لا تتناقض مع حقوق الإسلام 24)
مؤكدا أن الإسلام على مفترق طرق :
طريق منها أن نخوض جميعا فى حمامات الدم نتيجة للجهل وضيق الأفق وقبل ذلك كله نتيجة لإنعدام الإجتهاد المستنير
وطريق آخر أن يلتقى العصر والإسلام وذلك هين يسير وسيلته الوحيدة هو الإجتهاد المستنير والقياس الشجاع والأفق المتنور
ولست أشك فى أن البديل الثانى هو الوحيد وهو الذى سيسود رحمة من الله لعباده وحفظا منه لعقيدته
غير أن أخشى ما أخشاه أن يطول الإنتظار وأن يحجم الأخيار وأن يجبن القادرون وأن ينجح المزايدون فى دفع العملية إلى الورراء ولو إلى حين لأن المجتمع كله سوف يدفع الثمن غاليًا 25)
4- كتاب حوار حول العلمانية :
خصص الدكتور فرج فودة هذا الكتاب للرد على المغالطات المتداولة حول ” العلمانية ” .
ويرى أن العلمانية ليست كفرًا وإنكارها جهل بالحضارة الحديثة وإطلاق صفة الكفر على العلمانيين جهل بالعلمانية والمناداة بعودة الخلافة جهل بالتاريخ 26)
وينتقد ما يعرف بالشروط العمرية فى معاملة أهل الذمة قائلا :
” هى شروط لا أعرف لها مصدرًا ولا أعرف لها سندًا وتجافى روح الإسلام السمح بل روح أى دين ” 27)
ويرد على عبد الجواد ياسين وكتابه ” مقدمة فى فقه الجاهلية المعاصرة ” الصادر فى 1986م والذى يطالب فيه بعودة الجزية وعدم مشاركة المواطنيين المسيحيين فى الحكم ولا الإعتماد عليهم فى دفع أو جهاد ” 28 )
وكيف أنه ممن يريدون تمزيق الوطن الواحد ونشر الفتنة الطائفية .
وأوضح أن أساس الحكم فى الدولة ” العلمانية ” يقوم على :
حق المواطنة الذى هو الأساس فى الانتماء
الدستور هو أساس الحكم
المصلحة العامة والخاصة هى أساس التشريع
نظام الحكم مدنى .. مؤكدا أن الديمقراطية والعلمانية سوف تسود فى المستقبل وتصبح أملا ” 29)
ثم قام المفكر الكبير بالرد على أقطاب تيار الإسلام السياسى حينذاك أمثال :
الشيخ حافظ سلامة ودعوته لعمل مليونية تحت اسم ” المسيرة الخضراء ” للمطالبة بتطبيق الشريعة بمفهومهم .. وكأننا فى جاهلية !!
والدكتور محمد مورو وكتابه ” الشيخ حافظ سلامة ” والذى أورد فيه أسطورة أنه أثناء حصار السويس , وقف الشيخ حافظ سلامة فى المسجد وبين يديه صندوق صغير ملئ بكعك العيد وكان المسجد غاصا بالمصلين , وأخذ يوزع منه عليهم والكل يأخذ ويشبع , حتى أكل الجميع ما شاءوا وشبعوا أيما شبع , والصندوق ملآن كما هو , لا يفرغ منه مداد الكعك !!
وانتقد الدكتور عمر عبد الرحمن وكتابه ” كلمة حق ” الذى أصدرته الجماعة الإسلامية والذى يتضمن مرافعته فى قضية الجهاد .. متهما فيه المجتمع المصرى بالجاهلية والحكم بالقوانين بالكفر البواح ويدعو للقتال مع الحكام .. داعيا للرد على الكتاب ردا علميا وليس مصادرته .
” أما إذا تحولت الكلمات إلى رصاص والعقيدة إلى انفجارات فإن الواجب علينا جميعًا أن نؤيد المواجهة بأقصى درجات العنف , والحسم الرادع دون مزايدة أو تحسب ” 30)
وعندما قام الشيخ صلاح أبو إسماعيل بمهاجمة الدكتور فرج فودة على مدى أسبوعين على صفحات جريدة الأحرار حتى عنوان : إلى أين يا دكتور فرج فودة ؟
رد عليه بمقال تحت عنوان : أقول لك إلى أين !!
كشف فيه تاريخ الشيخ صلاح أبو إسماعيل وكيف أنه أرسل رسالة إلى الرئيس جمال عبد الناصر نشرتها المصور عدد 3110 بتوقيعه بتاريخ 27/4/1975م جاء فيها :
” ولست آسفا على شئ فى حياتى بمقدار أسفى على أنى كنت يومًا من الأيام واحدًا من المنتسبين إلى هذه الجماعة الضالة .. يقصد الشيخ صلاح أبو إسماعيل جماعة الإخوان ”
” إن أعمالى كمدرس تدور حول غرس مبادئ الثورة المباركة – ثورة 23 يوليو 1952م – فى القلوب ”
موضحا ولم يكن الرجل معتقلا أو مضهطدا حتى يقال إنه كتبها تحت ضغط أو تنكيل .
وكيف كان الشيخ أبو إسماعيل عضوا نشطا فى هيئة التحرير والإتحاد القومى والإتحاد الإشتراكى العربى ثم حزب مصر ثم حزب الوفد ثم الأحرار!!
وكشف رفض الحزب الوطنى قبوله بين أعضاءه !!
ثم رد على سؤاله إلى أين ؟ قائلا :
” إلى حيث أفحم المزايدين , المعتدين على الشرفاء والمفكرين , المشوهين لصحيح الدين .
سأهاجمهم بالمنطق وما أدراك ما المنطق ” 31)
انتقد المستشار محمد عبد الحميد غراب – الذى تم إحالته للصلاحية فيما بعد – لأنه نشر مقالا ” عبود الزمر .. منطلقًا من الإسلام نناديك ” بجريدة الأحرار واصفا عبود الزمر بأنه :
سيف مصلت على رقاب أعداء الله من طواغيت البشر .. رجل مناضل فى الإسلام 32)
وانتقد أحمد الصباحى رئيس حزب الأمة لفتحه حزبه لعبد الله السماوى يلقى الندوات التى تكفر المجتمع والحاكم !! 33)
مطالبا بعودة هيبة الدولة وسلطة القانون وسلطان النظام العام .
انتقد الكاتب فهمى هويدى ومقاله ” الشريعة والسيادة المنقوصة ” .. موضحا أنه لا فرق بينها وبين دعوة محمد عبد السلام فرج فى كتابه الفريضة الغائبة !!
وانتقد دعوته لعودة العلاقات مع إيران رغم حربها مع العراق العربى الشقيق .
وينتقد استخدام فهمى هويدى لمصطلح ” الإسلاميون ” على البعض قائلا :
” ترديده لعبارة ” الإسلاميون ” مطلقا إياها على كل من رفع مصحفا حتى لو أخفى فى داخله خنجرا أو مسدسا , أو ستر به مطمحا سياسيا أو مطمعا دنيويا أو تاجر به فى رحلة شتاء أو رحلة صيف … وذلك لعمرى مسئ غاية الإساءة للإسلام أولا لأنه أرفع من أن ينسب إليه صوت إرهاب أو صدى ضيق أفق , ولنا ثانيا لأنه لا الأستاذ هويدى ولا غيره بقادر على أن يصف البعض بالإسلاميين فينفى عن البعض ونحن منهم هذه الصفة , ولكل من لا يوافق الأستاذ هويدى فى أفكاره ثالثا لأن الجميع ونحن منهم ” إسلاميون ” 34)
ويقول أيضا : أما معسكر الإسلام ذاته فأنا جزء منه 35)
وكشف رفض فهمى هويدى نشر ردوده على مقالاته والتى أورد فيها اسمه ووضعها
فى درج مكتبه !!
وكشف الدكتور فرج فودة الأخطاء التاريخية الواردة بمقال فهمى هويدى ” إنكار فى الحاضر وإهدار للماضى” مثل إدعائه أن خالد بن الوليد وعبد الله بن الزبير كانا مرشحين للخلافة فى مؤتمر الجابية أمام مروان بن الحكم رغم أن خالد بن الوليد كان قد مضى على وفاته 40 عامًا والصحيح هو خالد بن يزيد بن معاوية 36)
وقام بنقد تحول الأحزاب إلى عزب بالنسبة لرؤسائها .. وكيف أنها أصبحت تدار بمنطق صاحب العزبة وتحولها من فكر يتزعم إلى زعيم يفكر !!
5- كتاب الملعوب قصة شركات توظيف الأموال :
انتهى من تأليفه فى 14/2/1988م .. وحاول نشره كمقالات مع ثلاث من المجلات والصحف ولكنهم رفضوا واعتذروا !! 37)
يناقش ويكشف ويفضح فى كتابه ” أخطر ظاهرة عرفها الاقتصاد المصرى فى القرن الأخير”
38) وهى أكذوبة ” شركات توظيف الأموال ” !!
ويؤكد أنه لا علاقة بين رجال الأعمال اليوم وبين طلعت حرب مثلاً ؛ فشعارهم :
” ماذا يربح الإنسان لو كسبت مصر وخسر هو الجلد والسقط ” 39)
وبدأ بتوضيح مناخ نشأة بيوت توظيف الأموال وهى :
1-وجود أعداد ضخمة من المصريين العاملين بالخارج
2-ظهور حركة كساد عام فى منطقة الخليج
3-ضآلة إمكانيات الإستثمارات الصغيرة وانعدام فرصها تقريبا
4-تغلغل الروتين الحكومى مما يؤدى إلى تعطيل الإستثمار.
5-عدم معقولية أسعار الفائدة حيث تقل عن نصف نسبة معدل التضخم السنوى .
وينتقد ما كانت تقوم به بعض الهيئات بالتنازل عن فوائد بنكية وصلت 500 مليون دولار للبنوك الأمريكية ودعا بالحصول عليها وإنفاقها على الفقراء فى ديار الإسلام مسلمين وغير مسلمين .
” أقول وأمرى إلى الله أودع نقودك ولنفترض أنها مائة جنيه فى البنك وحاسبه فى نهاية العام ، فإذا أعطاك فائدة 10% فأسأل عن نسبة التضخم فإذا كانت 15% فأنت لم تحصل على زيادة وإنما حصلت على مالك ناقصًا ، وإن كانت نسبة التضخم 10% فقد حصلت على أموالك كما هى وكفى الله المؤمنين شر القتال ، وإن كانت 8% فقد حصلت على زيادة قدرها جنيهان ، أحصل عليها فى كل الأحوال واحتفظ بها إن اعتقدت بأن الفائدة البنكية ليست ربا ، أما إذا اعتقدت بأن فوائد البنوك ربا فأنفقها على المحتاج الفقير ممن تعرفهم ويحيطون بك ” 40)
استخدم لفظ ” بيوت الأموال ” بدلاً عن لفظ ” شركات ” :
لأن الأول أدق .. ولأن إدارة الأموال داخل هذه البيوت يتم بأسلوب بيتى حيث تسود مفاهيم
” زيتنا فى دقيقنا ” , ” أبوها راضى وأنا راضى” ، ” دارى على شمعتك تقيد ” !!
موضحا كيف أنها بدأت فى أواخر السبعينات بتجارة العملة .
وأوضح أنه اختار لفظ الملعوب للآتى :
لأنه تعبير اصطلاحى يحمل معنى الخدعة ، ويوحى فى ذات الوقت بأن الخدعة معدة سلفا وليست وحى الخاطر كما أنها متقنة الصنع وليست تلقائية التكوين وهو لفظ يوحى بالطرافة ويدفع إلى القبول .
ولأنهم من الناحية القانونية آمنون بصورة كاملة , وأنهم يملكون أن يعطوا أعلى الأرباح ويملكون أن يعطوا أدناها ويملكون أن لا يعطوا أرباحا على الاطلاق !!
ويملكون أن لا يعيدوا الأموال زائدة ، ويملكون أن يعيدوها كاملة ، ويملكون أن لا يعيدوها على الإطلاق !!
ولا أحد فى أى حال يسألهم عن أسلوب إدارتهم للأموال أو حقيقة أرباحهم أو خسائرهم
وطبيعة التعاقد ” العبقرية ” التى تعطى كل ذلك موقعة بواسطة المودع 41)
حتى أنه عندما سأل أحد العاملين الشباب عن أسلوب التوظيف بهذه الشركات حتى يفتى بشأن حلها أو حرمتها ، خاصة أن الدفاتر ليس مسجلا بها أى حسابات أو مستندات أو أوراق
جمع رئيس الشركة العاملين لديه جميعا وأخبرهم أن حساباتهم كلها لها مكان واحد تودع فيه وأشار إلى رأسه 42)
ناعيا على الدولة المصرية أنها لم تنتبه إلا بعد أعوام وبعد أن تحولت المشكلة إلى معضلة ، والظاهرة إلى كارثة 43)
حيث وصل رأس شركة الريان فقط ل6 مليارات جنيها مصريا حينذاك !!
وأوضح كيف أن هذه الشركات أصبحت الذراع الاقتصادى لتيار الإسلام السياسى وأطلق عليها ” الإسلام الثروى ” وأنها قامت :
بالصرف على مطبوعات الإنتخابات (الإخوان والحزب الوطنى) ، وعد المسئولين الكبار بوظائف استثمارية بهذه الشركات بأرقام فلكية , والتعاقد مع الصحف حملات إعلامية وطباعة ملايين الكتب التى تخدم مشروع هذه الجماعات .
6- كتاب الإرهاب :
خصص الدكتور فرج فودة هذا الكتاب لدراسة ظاهرة تنامى أعمال العنف والإرهاب فى مصر خاصة فى الصعيد .
ويؤكد فى مقدمة الكتاب أنه جعل التنوير الفكرى والدفاع عن الوطن والحضارة والمستقبل
رسالة حياته ومبررا لوجوده ومحورًا لعمره ” 44)
وأن من يركبون مد الإرهاب استجابة لتصفيق صفيق ومجاراة لريح السموم التى هبت على مصرنا فى غفلة من التاريخ وسعيا وراء عيش هنئ وطعام مرئ … مكانهم في مزبلة التاريخ 45)
ورغم أن اسمه كان ترتيبه الثالث في قوائم الاغتيالات تنظيم ” الناجون من النار” 46)
فإنه يرى أن الموت أهنأ كثيرا من العيش فى ظل فكرهم العيي وحكمهم الغبي
وأن يفقد الواحد منا حياته وهو يدافع عن وحدة الوطن أشرف كثيرا من أن يعيش فى وطن ممزق 47)
فالمقبرة أهون والإستشهاد أفضل والجهاد ضدهم حتى يقضى الله أمرًا كان مفعولاً هو والاختيار الصحيح … ولن يغفر الله والوطن لأحد إن تقاعس أو تراجع أو جبن فما بالك إن زايد أو تملق أو تحالف 48)
واستنكر ما يقوم به بعض المحامين فى قاعة المحكمة من دفاعهم عن الإرهاب والإرهابيين ؛ لتصفية حساباتهم مع السلطة 49)
وكذلك أعضاء النقابات الذين يضربون ويعتصمون ليس استنكاراً للإرهاب وإنما إستنكارًا للتعامل معه والرد عليه 50)
مؤكدا أنه يجب إدانة كل أشكال الإرهاب .. منتقدا مرض عمى الألوان عند البعض ممن يصفون قاتل السادات بالشهيد .. لأنهم يكرهون السادات !!
وكشف مخطط الجماعات الإرهابية وإستخدامها سلاح الشائعات الإرهابية قبل أى حادث إرهابى :
مثلما أشاعوا كذبا أن اللواء حسن أبو باشا رمى بالمصحف على الأرض ثم داسه بالأقدام .
وإتهام عميد طب القاهرة بأنه نزع النقاب بيده من على وجه طالبة رغم نفى الطالبة نفسها.
وإتهام إحدى الفرق الموسيقية الغنائية ” فرقة المصريين ” بتمزيق المصاحف ونثرها على أرض المسرح ثم يرقصون بأرجلهم فوقها !!
وكشف تعرضه لحرب منشورات قذرة أثناء فترة الانتخابات .
مؤكدا أن هذه الشائعات الأقرب والأدق أن تكون من صنع أجهزة متمرسة .. لأن كل حادث إرهابى وقع فى مصر سبقه حملة شائعات.
ثم يقول : ” إن جهاز الإرهاب لا يقتصر فقط على حملة السلاح ومصوبي الطلقات بل يشمل فيما يشمل بعض الخبراء فى إعداد الشائعات وبعض القادرين على تمريرها .. التمهيد النفسي وتخدير الرأي العام الجماعي حتى لا يستنكر العمل الإرهابي ” 51)
ثم قام بتفنيد المقولة الشائعة : أن الإرهاب السياسى والدينى كان نتيجة مباشرة للتعذيب بسجون عبد الناصر .
مؤكدا أن الإرهاب السياسي الدينى قد بدأ مع نشأة الإخوان حيث إن البيعة تتم على المصحف والمسدس .. والدليل ما حدث من عمليات إرهابية في نهاية الأربعينيات مثل ” اغتيال المستشار أحمد الخازندار، محاولة نسف محكمة الإستئناف , إلقاء القنابل على أقسام البوليس , اغتيال رئيس الوزراء محمود فهمى النقراشى ” .
مؤكدا أن الإرهاب يرجع إلى تهاون الدولة فى مواجهة الإرهاب وتراجعها فى إعمال نصوص القانون وليس إلى العنف في مواجهته !!
وقام بتقسيم تيارات الإسلام السياسى إلى 3 تيارات :
التيار الثروى ” شركات توظيف الأموال ” .. التيار الثوري ” جماعات العنف والإرهاب ” .. التيار التقليدي ” من يقومون بالدعوة واستقطاب الأعضاء الجدد ” .
والكل يعمل من أجل هدف واحد , وهم ينسقون فيما بينهم الأدوار
أحدهم للفتوى وأحدهم للقتل .. وأحدهم للاستنكار!!
ويطالب تيارات الإسلام السياسي بعرض برنامجهم السياسى .. ويرفض إعطائهم شيك على بياض حتى وصولهم للحكم !!
لأن الإسلام أعز وأعم وأن الله قد ترك السياسة والحكم لاجتهاد المسلمين لعلمه وهو العليم أن العصور تتغير وأن الأزمنة تتوالى .
ويرى أن روشتة مواجهة الإرهاب تتضمن الآتى :
على المدى القصير : إتساع ساحة الديمقراطية حتى للتيارات الإسلامية , سيادة القانون لأن أغلب تجاوزات الإرهاب هى فى جوهرها مخالفات لنصوص قوانين قائمة لكن أحدًا لا يطبقها , الدفاع عن أسس الدولة المدنية كخط ثابت , دور الإعلام فى نشر الوعى .
على المدى البعيد : الإهتمام بالتعليم القائم على إعمال العقل والتفكير, حل المشكلة الإقتصادية , الحفاظ على الوحدة الوطنية ومواجهة التعصب .
7- كتاب النذير :
أهدى الدكتور فرج فودة هذا الكتاب للإمام العظيم ابن جرير الطبرى لما حدث له من قذف منزله بالحجارة وهو فى مرضه الأخير فتعذر نقل جثمانه فدفن حيث مات .. واندثر قبره فيما اندثر.
ثم أوضح مسالة جوهرية وهى الفرق بين مصر الدولة ومصر النظام الحاكم :
فهناك فرق شاسع بين معارضة النظام الحاكم والاختلاف معه حول جزئية هنا أو جزئية هناك وبين محاولة هدم الدولة واستئصالها كأن لم تكن !!
مصر الدولة باقية ولكن النظام الحاكم متغير مع الزمان .
ناعيا عن بعض المعارضين الذين يساندون قوى الإرهاب نكاية فى النظام الحاكم .. رغم أن مصر الدولة ” بما فيها المعارضة ” هى المستهدفة وليس النظام الحاكم !!
ويطالب بالإعتراف بفشل السياسات الحكومية حينذاك فى مواجهة التطرف والإرهاب
لأن التيار السياسى الدينى قد أحرز نجاحا فى السنوات الخمس الأخيرة ؛ حيث شهدت الثمانينات ما يلى :
( فى الإقتصاد : بيوت توظيف الأموال تحت سمع وبصر الدولة .. البنوك والمصارف الإسلامية وحصول هذه الجماعات على 5%من أرباح هذه البنوك لأن قيادات هذه الجماعات أعضاء فى لجان الرقابة الشرعية بهذه البنوك .
أعمال العنف : زيادة عدد تنظيمات العنف المسلحة حتى وصلت 44 تنظيما.
المجال السياسى : حصول جماعة الإخوان على عدد 30 نائبا فى برلمان1987م وعدد 12 نائبا فى برلمان 1984م .. ومكتب إرشاد معلن ، وصحف ومجلات ودور نشر.
النقابات : السيطرة على النقابات ما عدا الصحفين ونادى القضاة .
الإعلام : اختراق وسائل الإعلام والصحف القومية .. بل وجريدة الحزب الحاكم حينذاك )
محذرا من فهمى هويدى وأنه يدعو إلى نفس ما تدعو إليه تيار الإسلام السياسى وهجومه على الدولة المدنية .
وكذلك الشيخ عبد الحميد كشك ودوره فى دعم جماعات الإسلام السياسى .. وقيامه بنشرما عنونه باسم ” الشهداء ” صبيحة إعدام خالد الإسلامبولى ومجموعته والإشارة واضحة ودلالتها أكثر وضوحًا .
وكيف تم نشر صفحة كاملة بالأهرام بعنوان ” فى ذكرى الإمام الشهيد حسن البنا ” خلال المعركة الانتخابية الأخيرة كدعاية مدفوعة الأجر .
ويرى أنه لا يمكن أن يتم التصالح بين النظام الحاكم وجماعات الإسلام السياسى للآتى :
1-التناقض الجوهرى والرئيسى بين النظام القائم والتيار السياسى الدينى
فالنظام القائم يتحدث عن رئاسة فى ظل دستور وقانون ودولة مدنية
والتيار السياسى الدينى يتحدث عن خلافة وفتاوى ودولة دينية .
2-الإقتصاد : النظام القائم يتحدث عن بنوك وطنية تتعامل بقواعد محددة معروفة … والتيار السياسى الدينى يتحدث عن بيوت توظيف أموال .
3-السياسة : النظام القائم يتحدث عن الديمقراطية وتعدد الأحزاب وحقوق الإنسان .. والتيار السياسى الدينى يرى أن الديمقراطية غير مقبولة والأحزاب مرفوضة فهناك حزب الله وأحزاب الشيطان والمواطنة مرفوضة والوطنية مرفوضة وإعلان حقوق الإنسان مرفوض .
4-المشكلة مع إسرائيل : النظام القائم يرى أنها سياسية عسكرية , والتيار السياسى الدينى يرى أنها دينية .
أخطاء المواجهة مع الإرهاب :
– التجاوز عن إعمال نصوص القوانين قد أدى إلى تراخى الدولة فى تطبيق القوانين ، ثم ضياع القوانين والدولة معاً 52)
– الاعتماد على المواجهة الأمنية فقط رغم إنها هى خط الدفاع الأخير.
– ضعف التنسيق بين مؤسسات وأجهزة الحكم المختلفة .
– التهوين من الخطر وعدم استيعاب درس الثورة الإيرانية.
– غياب الحزب الحاكم ” الحزب الوطنى حينذك ” وتخبط سياساته وتضاربها
حتى إنه لو صدر قرار بإلغاء الحزب الوطنى لما تأثرت الحياة السياسية فى مصر أدنى تأثر 53)
ما الحل :
– قيام مؤسسات الدولة بدورها ” الحزب الحاكم ، الأحزاب المدنية , الإعلام الصحف ، الجمعيات الفكرية الثقافية , دور النشر ” .
– تبنى سياسة التصدى والمواجهة بدلًا من سياسة الإحتواء
ثم عقد تشابها بين النازية وهذه الجماعات من ناحية : ” الإستعلاء، العنصرية , رفض الديمقراطية , استخدام العنف ” .
8- كتاب نكون أو لا نكون :
يأسى فى مقدمة الكتاب لعدم حضور زملاء ولده أحمد عيد ميلاده ؛ تصديقا لكلام آبائهم عنه .. وأن وقع هذا الموقف أقسى عليه من رصاص جيل آبائهم !!
وينتقد ما فعله الكابتن مدحت وردة عندما خالف الزى المتعارف عليه رياضيا ” الشورت ” أثناء مباراة كرة السلة .. رغم أن عورة الرجل المتفق عليها هى القبل والدبر فقط !!
وينتقد مشهد رفعه المصحف بدلا من الكأس .. فى نهاية المباراة
متسائلا : ماذا يحدث لو فاز فريق إنجولا ورفع الإنجيل ؟!!!
ثم تحدث كاتبنا الكبير عن الأكاذيب والأوهام الشائعة والمتداولة مثل :
أن الإخوان ودعاء مسالمون !!
وصف حسن البنا بالإمام رغم إنه سياسى !!
وهم وحدة التيار السياسى الإسلامى !!
أن الإخوان دعاة للديمقراطية رغم أن عمر التلمسانى قبل وفاته رفضها ل 10 أسباب بجريدة الشعب وأرسل رسالة للنميرى بعدم الرحمة بدعاة الحرية والديمقراطية !!
أكذوبة العلاقات الجيدة بين الوفد والإخوان ومصر الفتاة قبل 1952م مستدلا بما كتبه أحمد حسين فى عدد مصر الفتاة 5-4-1948م ووصفه حسن البنا ب المشعوذ المنافق الذى لم يبق حوله سوى حثالة الناس وأنه ” وثن وصنم ” ومجرم متبجح دجال منافق ” !!
ويخاطب دعاة الإسلام السياسى قائلا :
الإسلام على العين والرأس ولكننا نريد ترجمة شعار ” الإسلام هو الحل ” إلى برنامج سياسى .
وأن برنامجهم الإقتصادى ظهر فى :
رفض إبراهيم شكرى رئيس حزب العمل مناقشة الميزانية بدعوى وجود بنود فوائد ربوية ومشروبات كحولية .
وأن مصطفى كامل مراد رئيس حزب الأحرار طالب بالبحث عن كنز قارون بمقال شهير بجريدة الأحرار بتاريخ 7-7-1986م
والمطالبة بإعلان الحرب على بلغاريا وإسبانيا للدخول فى الإسلام
وانتقد بيان الجماعة الإسلامية فى المنيا ” امتحنوه بالختان ” ويقصدون روجيه جارودى !!
ووجه نقدا لجهاز أمن الدولة لإلقائه القبض على الدكتور أحمد صبحى منصور
واستنكر تسمية جماعات الإرهاب ” بالجماعات الإسلامية ” ؛ تنزهيا للإسلام ونفيا للإرهاب عنه
تنبأ بأن تطبيق الشريعة بفهم وطريقة النميرى والترابى فى السودان سيتسبب فى تقسيم السودان وإنفصال جنوب السوان 54)
ورد على الدكتور عبد الجليل شلبى الذى كتب مقالا يعتبر فيه قتلى الحرب العراقية الإيرانية ليسوا شهداء !!
وأشاد بموقف الفنان عادل إمام وذهابه لأسيوط وعرض مسرحية الواد سيد الشغال رغم تهديدات الجماعات الإرهابية حينذاك .
ورد على تصريحات الشيخ الشعراوى بشأن مرضى الفشل الكلوى والأمراض الميئوس منها وأن تدخل الطب فيها تدخل غير مستحب والأفضل تركهم لقضاء الله .
وأن الشيخ الشعراوى شيخ جليل وفقيه فى قضايا الدين بلا شك أما قضايا الطب فتصريحاته ليست ملزمة وليست رأى الإسلام .
وانتقد ما نشر بجريدة النور العدد 379 حول العيادات الإسلامية لإخراج الجان والدعوة لتقنين هذه العيادات للقضاء على المشعوذين !!
وأكد رفضه دعوات كثيرة لزيارة إسرائيل وبعضها من معاهد علمية .
ودعا لحرية تأسيس الأحزاب وإصدار الصحف بدون تحكم النظام الحاكم ومباركة وزارة الداخلية.
وانتقد ظاهرة عمل الدعاة مستشارين فى البنوك الإسلامية وتقاضى أحدهم 18 ألف ج شهريا
ورد على من يطالبون بعلنية العقوبة فى الميادين العامة قائلا :
علنية العقوية وردت فى القرآن فى آية واحدة فقط خاصة بجلد الزناة وهى الآية الثانية من سورة النور, وعدا هذه الآية خلت الآيات التى نصت على العقوبات الأخرى من أية إشارة صريحة أو ضمنية إلى علنية العقوبة وأن توسيع ذلك لباقى العقوبات مسألة فيها نظر .
وأن كلمة طائفة الواردة فى الآية تعنى فى قوانين اللغة أتنين فأكثر وفى بعضها واحد فأكثر.
ومن يحضرون تنفيذ حكم الغعدام فى بلادنا بحكم وظائهم يزيدون عن عشرة أفراد , أى أكثر من خمسة أضعاف أقصى التقدير للحد الأدنى للطائفة , وفى هذا تطبيق والتزام بالنص القرآنى
ويرى أن علنية العقوبة كانت سمة العصور القديمة , ويجوز أن تحمل على محمل الزى والعلاج وهما بابان من أبواب السنة الشريفة يرى أغلب الفقهاء أن الرسول قد تاسى فيهما بعصره , ولا ينصرفان لغيره من العصور 55)
9-كتاب زواج المتعة :
ناقش فى هذا الكتاب مسألة ” زواج المتعة ” على هيئة حوار فقهى ممتع وموثق بالأدلة بين المؤيدين ” الشيعة ” والمعارضين ” أهل السنة ” , وذلك رغم إعلانه أنه ليس داعية لزواج المتعة وليس موافقا عليه , وليس قابلا به لبنات أسرته وبنات المسلمين .
وأوضح فى مقدمة الكتاب مأزق الدعوة للعودة إلى الجذور دون مراجعة !!
محذرا من وهم اليوتيوبيا ” الجنة على الأرض ” فى عصور خلت !!
وانتقد ما يعرف برضاع الكبير وإتيان الزوجة وهى حائض وقصة ملك الموت مع سيدنا موسى ولطمه ملك الموت حتى فقع إحدى عينيه .
ودعا إلى عدم قبول الروايات دون تمحيص ودون أن نعرضها على عقولنا وأفهامنا وقبل ذلك على قرآننا الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
10- كتاب حتى لا يكون كلاما فى الهواء :
وهذا الكتاب نشر بعد اغتياله بتقديم مؤثر للصحفى الكبير صلاح منتصر.. وهو عبارة عن مقالاته بمجلة أكتوبر المصرية .
بدأ بمقال ” لا لتسيس المساجد ” :
يرد فيه على بعض المنظمات الحقوقية الداعية لإعطاء أئمة المنابر الحق فى تسيس المنابر موضحا خطورة ذلك على الدين والوطن .. بل هو استغلال للدين وتوظيف له من أجل أهداف سياسية .. وسيؤدى لا محالة إلى تقسيم المساجد وإثارة الفتن بها.
وتحدث عن حزب النهضة التونسى .. واصفا إياه بأنه حزب ” لا بأس ” :
لأن إجاباتهم عن السفر لا بأس
وعن الاختلاط لا بأس
وعن المايوه لا بأس
ووصف راشد الغنوشى زعيم حزب النهضة بأنه :
يلدغ كالنحلة ويحوم كالفراشة ويصدر البيانات والتصريحات ويحلم بتكرار تجربة عودة الخومينى إلى كرسى الحكم على جناح الأيرفرانس !!
وكيف تم اختياره زعيما للتيار السياسى الدينى فى تونس وهو اختيار اعتقد ان التيار السياسى الدينى فى تونس سوف يدفع ثمنه , إن لم يكن قد بدأ فى دفع هذا الثمن فعلا 56)
ثم تحدث عن الخطأ التاريخى التى وقعت فيه الأنظمة الحاكمة بأغلبية البلدان العربية من محاربة الأحزاب المدنية المعارضة مما أفسح الساحة لتيارات الإسلام السياسى وجعلها وحدها ” الأنظمة الحاكمة ” فى مواجهة هذه التيارات 57)
ويرفض المغالاة فى نظرية المؤامرة والاعتقاد أن الشغل الشاغل للحضارة الغربية هو محاربة الإسلام وكأنها نشأت من أجل هذا الهدف 58)
ثم تحدث عن أزمة العقل العربى وأنه يعانى من :
” استدعاء الماضى , خلط البعض بين الإسلام والتاريخ الإسلامى مع أن الفرق شاسع فالأول دين عظيم والثانى تاريخ بشر يخطئون ويصيبون , منهج التفكير بالكل ثم الجزئيات , الإزدواجية ” 59)
وأنه يتعين على العقل العربى القيام :
بنقد الذات وعدم الإنغماس فى القضايا الجزئية المحلية وعدم إهمال القضايا الكلية والعالمية .
ثم تحدث عن مشكلة نهر النيل والسدود فيقول :
” الصراع المسلح سوف يتجه إلى الجنوب حيث مصادر المياه … إن مشروع قناة جونجلى هو مشروع القرن بالنسبة لمصر … وهو أخطر مشروع تنموى مستقبلى فى التاريخ المصرى الحديث , والعائد منه وفق أية حسابات يتجاوز عائد أى قطاع إنتاجى أو خدمى فى مصر … والفاقد من تعطيله خلال السنوات العشرين الأخيرة يتجاوز حجم مديونية مصر …. إن إنشاء سد على نهر النيل فى أية دولة من الدول المطلة عليه هو مشروع إقليمى وليس مشروعا وطنيا وهو أمر لا يمكن السماح به دون موافقة دول المصب عليه ودون المشاركة فى عائده .. إذا لم نسع بكل السبل لتأمين منابع مياه النيل ومساره فسوف نخطئ خطأ جسيما ولسنا فى هذا مخترعين أو مبتدعين , فقد أدركه قبل ذلك محمد على والخديو إسماعيل وكان معهما كل الحق … إن حصة مصر الحالية من المياه مهددة بسدود جديدة تسعى بعض دول حوض النيل لإنشائها فى أثيوبيا وفى السودان وفى غيرهما , وإن غير المتفائلين أمثالى يتوقعون أن يصل النزاع حول مياه النيل إلى مستوى الصراع المسلح لأسباب يطول شرحها ” 60)
ورد على كتاب “حقيقة العلمانية بين الخرافة والحقيقة ” مبينا الأخطاء الكثيرة الواردة به مثل قوله إن قاتل الفاروق عمر بن الخطاب رضى الله عنه هوعبد الرحمن بن ملجم والصواب أنه فيروز غلام المغيرة بن شعبة .
ورفض الرد على شتائمه لشخصه لسبب لا يتعلق به , بقدر ما يتعلق بالإسلام , دين العقل والعلم وأمانة النقل ونزاهة النقد وشرف الكلمة وموضوعية التناول 61)
مؤكدا أن معركة الأزهر الحقيقية هذا الصرح العلمى العتيد الشامخ صاحب التاريخ المشرف مع التخلف ومع الإرهاب ومع الأعداء الحقيقيين للإسلام وليس منهم طه حسين ونجيب محفوظ وزكى نجيب محمود وفؤاد زكريا وكاتب هذه السطور 62)
وأوضح كيف أنه حذر فى 1984م من بيوت توظيف الأموال فى كتابه قبل السقوط , وتم إتهامه وقتها بالعداء للإسلام .
وتنبأ بدور إيرانى كبير فى العراق وسوريا ولبنان وفلسطين والسودان وغيرها من دول العالم وخصوصا الجمهوريات السوفيتية الإسلامية المجاورة لإيران .. وأن الرابح الأكبر من حرب الخليج ستكون إيران .
ويحذر من أنه أصبح للإرهاب دولة عبارة عن :
” صحف تدافع عنه , وكتاب أعمدة فى صحف قومية وفلاسفة يبررون أفعاله , وقوى خارجية تدعمه , ومجالس نقابات , ونوادى هيئة تدريس , ومنابر المساجد ”
مطالبا بأن تكون قضية التصدى للإرهاب أولى القضايا .
منددا لما حدث فى ديروط من تكسير عظام المخالفين وقتل المسيحيين 63)
وانتقد د.محمد عباس ودعوته للرئيس مبارك بأنه كان يتعين عليه بدء عهده بالإفراج عن قتله السادات 64)
ودعا لتجريم شرائط كاسيت الفتنة الطائفية التى تهدد الوحدة الوطنية .
واننقد فهمى هويدى لنشره مقالا بتاريخ 12-5-1992م بعنوان ” تقرير عربى عن الفتنة الأمريكية ” حكى فيه هويدى أنه حضر المؤتمر الصحفى وأن جماعة البلاليين الأصولية بأمريكا هم من قاموا بأحدث لوس أنجلوس من تخريب .
وينهيه بألا هل بلغت اللهم فأشهد .
وفى المقال التالى 17-5-1992م نشر مقالا أكد فيه أن ما نشره كان من نسج خياله !!
مستدلا بذلك على ما يتعرض له تيار الإسلام السياسى من شائعات وأكاذيب !!
وكشف كيف قام أحد أصدقائه التونسيين بإرسال شريط فيديو عبارة عن فضيحة جنسية ” صوت وصورة ” لأحد قادة حزب النهضة التونسى ” ع م ” مع فتاة بالغة الجمال بمكتبه وعلى سجادة الصلاة 65)
وأكد أن نقده أخطاء بعض المسلمين دفاع عنهم وعن المسلمين وعن الإسلام .
مناظراته :
المناظرة الأولى :
أقيمت بمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى 1-6-1992م , تحت عنوان ” مصر بين الدولة الدينية والمدنية ” وحضرها ما يقرب من 30 ألفا , وقام فيها فرج فودة بالدفاع عن ” الدولة المدنية ” فى سبع نقاط : ( من ينادون بالدولة الدينية لا يقدمون برنامجا سياسيا للحكم , شهادة التاريخ , فشل التجربة فى التاريخ المعاصر , الإرهاب الحادث بواسطة أنصار الدولة الدينية , حرية التعبير فى إطار الدولة المدنية بخلاف الدولة الدينية , الحفاظ على الوحدة الوطنية وعدم تقسيم الوطن , تنزيه الإسلام عن أهواء السياسة وممارساتها )
وأكد فرج فودة أن الإسلام فى أعلى عليين .
: المناظرة الثانية
أقيمت بنادى نقابة المهندسين بالإسكندرية 27-1-1992م
بنفس العنوان وكان يمثل ” جانب الدولة الدينية ” د.محمد عمارة ود.محمد سليم العوا , ويمثل جانب الدولة المدنية دزفرج فودة ود.فؤاد زكريا , وأمتازت بالآتى:
1-الأسئلة موجهة وغير محايدة ممن يدير المناظرة.
2-التشكيك فى مصادر د.فرج فودة , مع أن مصادره هى الكتب المعتبرة والمعتمدة عند المسلمين ( تاريخ الطبرى و طبقات ابن سعد , روج الذهب للمسعودى , البداية والنهادية لابن كثير , تاريخ الخلفاء للسيوطى ) .
3-قيام د.محمد عمارة بإتهام د.فرج فودة بأنه 🙁 يقف مع إسرائيل ويصف قتلى إسرائيل بالشهداء ) , ورد عليه د.فرج فودة ردا مفحما أثناء المناظرة وتحداه بأنه لو أثبت ذلك لأعتزل الكتابة والخطابة , ولكنه لم يفعل .
وبعد هذه الجولة في كتب ومقالات ومناظرات الدكتور فرج فودة رحمه الله يتبين لنا الآتي:
أن أفكار الدكتور فرج فودة التى ناضل من أجلها ودفع حياته ثمنا لها , هى أفكار ناصعة مضيئة بشهادة ( الدين والعقل والتاريخ والواقع )
: شهادة الدين
إن فرج فودة كان يحارب التطرف والإرهاب من أرضية دينية ولكنه يفهم الدين فهما حقيقيا ” يدعو للعدل والصدق وإعمال العقل والتفكير وحرية الاعتقاد , وإحترام الآخر, وتنزيه الدين المقدس عن أهواء الساسة ” وهذا ما كان يؤرق المتاجرين بالدين ولذلك سارعوا باغتياله .
شهادة العقل :
أفكار فرج فودة تدعو ( للإجتهاد وعدم تقديس التراث البشرى , للعدالة الإجتماعية , للمواطنة والوحدة الوطنية التى كان يعتبرها موروث حضارى مصرى , للدفاع عن حقوق الإنسان , للدفاع عن أسس الدولة المصرية الحديثة , لمكافحة التطرف والإرهاب باسم الدين , لكشف وفضح مخطط تيار الإسلام السياسى الذى يهدف للوثوب للحكم باسم الدين والدين منه براء , لكشف مخطط تخريب الإقتصاد المصرى باسم شركات توظيف الأموال , الدعوة للديمقراطية للجميع دون استثناء , التحديز من تغول الجماعات المتطرفة وهدم الدولة المصرية لصالح الدولة الموازية ) وهذا ما يدعو إليه العقل والمنطق .
شهادة التاريخ :
حيث صال وجال الدكتور فرج فودة عبر تاريخنا الطويل معتمدا على أوثق المصادر التاريخية مؤكدا أن الصورة الوردية التى يصدرها دعاة الدولة الدينية ما هى إلا كذب صراح وخداع للجماهير وأن هدفهم هو الوثوب للحكم وكفى .
شهادة الواقع :
إن ما حدث للدول العربية منذ 2011م هو أكبر شهادة لصحة أفكار الدكتور فرج فودة , فكل ما حذر منه حدث وشاهدناه رأى العين
إن الدكتور فرج فودة كان يناضل بالكلمة ضد قوى الإرهاب دفاعا عن الإسلام وتنزيها له .. من معسكر الإسلام .. وهذا ثابت في كتاباته.
ولقد تعرض هذا المفكر.. شهيد الكلمة والفكر.. لحملة ممنهجة من الشائعات والأكاذيب التي كانت تهدف لتشويهه وادعت عليه زورا وبهتانا أنه يطعن في الإسلام .. وكتابات الرجل تكذب ذلك بشكل قاطع جلى.
لقد كان الدكتور فرج فودة رحمه الله سابقا لعصره وتنبأ فكريا بأحداث كثيرة حدثت وتم رؤيتها رأى العين .. وثبت أن قراءته لجماعات الإسلام السياسي والواقع المصري والعربي .. صحيحة 100%
وأناشد وزارة الثقافة المصرية نشر تراث الرجل في طبعات شعبية للشباب ردا لاعتباره .
ويجب على كل من طعن في الرجل وشارك في اغتياله ولو بشطر كلمة تقديم اعتذار علنى .. سواء كان الطاعن شخص أو مؤسسة .
رحم الله مفكرنا الشهيد الدكتور فرج فودة .. وجعل دفاعه عن الإسلام ضد جحافل الظلام .. في ميزان حسناته يوم القيامة .
التعليقات مغلقة.