مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

د. محمد الحلفاوى يكتب المطران كبوجى .. أيقونة المقاومة 

بقلم الدكتور محمد الحلفاوى

 

بطاقة حياة :

1- ولد فى 2-3-1922م بمدينة حلب السورية وتعلم بمدارسها حتى المرحلة الثانوية

2- انتقل فى 1933م إلى ” دير الشير ” بلبنان لاستكمال دروسه حتى 1944م

3- فى 1944م انتقل إلى دير القديسة آن بالقدس لإكمال دراساته اللاهوتية

4- فى 1947م رسم كاهنا ومديرا لمدرسة النهضة الوطنية بجبل لبنان

5- عين مساعدا للبطريرك مكسيموس صايغ ومسئولا عن أبرشيات دمشق وتوابعها

6- فى 1962م  عين رئيسا عاما للرهبانية الباسيلية الشويرية

7- فى 1963م عين رئيسا عاما للرهبانية الحلبية بسوريا

8- فى 6-11-1965م رقى إلى رتبة مطران ونائبا بطريركيا لطائفة الروم الكاثوليك بالقدس

9- فى 8-8-1974م اعتقل بتهمة نقل أسلحة للفدائيين الفلسطينين بالقدس وحكم عليه بالسجن 12 عاما

10- فى 6-11-1977م أفرج عنه بعد قضائه 3 سنوات و3 شهور و 16 يوما بالسجون الإسرائيلية بعد قيامه بالإضراب عن الأكل مرات عديدة وتدخل الفاتيكان

11- فى مايو 2010م شارك على متن أسطول الحرية لإغاثة أهالى غزة بفلسطين

12- توفى فى 1-1-2017م بروما بإيطاليا ودفن فى جونيه بلبنان

 

هو جورج كبوجى أو المطران إيلاريون كبوجى فلسطينى من أصل سورى

 

الطفل :

ذاق اليتم منذ طفولته المبكرة حيث توفى والده فى 3 يوليو 1929م وهو ابن سبع سنوات .

وعشق الشعر والأدب منذ صغره خصوصا أشعار جبران خليل جبران تأثرا بأستاذه خليل مدرس اللغة العربية

وكان له من اسمه نصيب فكلمة ” كبوجى ” تعنى بالسريانية الحارس ؛ حيث كان من صفاته الفطرية مذ كان طالبا صغيرا بالمدرسة :

كره الظلم والدفاع عن المظلومين ومكافحة الشر باليد؛ مما عرضه للعقاب المدرسي والمنزلى كثيرا بسبب دخوله فى مشاجرات بالأيدى مع رفاقه الأشقياء دفاعا عن الضعفاء منهم .

وعندما عنفته والدته – خوفا عليه – استطاعت جدته بحكمتها احتواءه وتعديل مساره .. عندما افهمته أن القضية ليست محصورة بين أن تكون نعجة ضعيفة أو ذئبا مفترسا !!

ولكن هناك اختيارا ثالثا هو أن تكون

( راعيا ) تحمى النعاج من الذئاب !!

فى لبنان :

وفى 1933م انتقل إلى ” دير الشير ” بلبنان لاستكمال دروسه حتى 1944م , ثم عين معلما بمدرسة دير الشير بلبنان .

وكان يمتلك عقلية إدارية فذة .. ظهرت فى مواقف كثيرة منها تطوير مدرسة ” دير الشير ” بلبنان عندما عين معلما بها… وعندما حدثت نكبة فلسطين فى 1948م نظم حملة لمساعدة اللاجئين الفلسطينين وأدخل طلبة فلسطين المدرسة مجانا.

فى دمشق :

ثم انتقل لدمشق للخدمة بكنيسة الزيتون التابعة لمطرانية الروم الكاثوليك وعين وكيلا للبطريرك لريف دمشق.

وبدأ عمله ” الرسالى ” بدراسة مشاكل مسيحى ريف دمشق على أرض الواقع وعمل على حلها بالإمكانات المتاحة مثل:

تسرب البنات من التعليم لعدم وجود مدارس قريبة .. ففتح لهن فصولا ابتدائية بالكنيسة بمعلم واحد .

ودعم  الشباب ماديا ومعنويا للزواج .

ووفر أتوبيسات لنقل الشباب للمدارس البعيدة

في القدس :

وفى ١٩٦٥م عين مطرانا للقدس ونائبا بطريركيا للروم الكاثوليك.

وأول شئ فعله هو ترميم المطرانية وبناء دار ضيافة للزوار بدلا من ذهابهم لفنادق الصهاينة فى القدس الغربية .

واجتمع مع وجهاء القدس واتفق معهم على ضرورة العمل والتكاتف لتوفير حياة كريمة للمقدسيين .

وقام بمساعدة أحد المقدسيين الفدائيين عندما طاردته قوات الاحتلال الإنجليزى وقام بإخفاء سلاحه الأبيض وتعريض نفسه ومعهده للتفتيش وللضرر .

وكان يكرر دائما أن المسيح هو المناضل الفلسطيني الأول .

ويرى أن كل امرأة فلسطينية فيها شيء من السيدة العذراء.

وكان يقول دائما ولدت بحلب وولدت روحي بالقدس .

ودخل فى مناظرة علمية مع أحد المستشرقين البريطانيين الذى يقول إن الرب وعد اليهود بفلسطين (10) مرات بالكتاب المقدس .

وأكد أن هذا افتراء على الله وهذا غير موجود بالكتاب المقدس قائلا :

” هذا افتراء على الله وغير موجود بالكتاب المقدس … اسمح لى افتح على سفر التكوين الإصحاح 12 الآية 7 شوف ” وظهر الرب لإبرام وقال لنسلك أعطى هذه الأرض .. فبنى هناك مذبحا للرب ” شو تفهم من الآية .. إن الوعد جاء لإبراهيم ولنسل إبراهيم .. لأولاده وأحفاده من لحمه ودمه, ونحن العرب تحصيل حاصل مشمولين بهذا الوعد .. لأن نحن أحفاد إبراهيم من ابنه الأكبر إسماعيل موش اليهود اللى جايين لنا من الشرق والغرب .. ولا بدك تقولى أن جولدا مائير واسحاق شامير هم أحفاد إسحاق  لا !!

واستطرد القراءة من الكتاب المقدس :

” ورجع إلى أرض الفلسطينيين وغرس إبراهيم فى بئر سبع أثلا … باسم الرب الإله السرمدى وتغرب إبراهيم في أرض الفلسطينيين, أياما كثيرة … نفهم من هذه الآيات أن اسم فلسطين مذكور فى الكتاب المقدس والفلسطينيين هم أصحاب الأرض ” .

وشكلت هزيمة 5 يونيو 1967م واحتلال القدس لحظة فارقة فى حياة كبوجى .. لا لأنها هزيمة عسكرية فحسب ولكن لأنها بخرت أحلام وآمال العرب بالنصر .

وكان يقول: ” إن الصمت لم يعد ينفع والحياد صار شئ من التواطؤ” .

وقام بدوره الوطني والقومي والديني وساعد في دفن ٤٠٠ شهيدا في القدس

ورفض دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلى للاجتماع مع القادة الدينيين بالقدس

وقام برفع الأعلام السوداء على مقار كنائس القدس وجعل أجراس الكنائس تدق أثناء جنازة الزعيم جمال عبد الناصر .

وكان أجمل صوت لقلبه هو صوت أجراس الكنائس ممزوج بصوت آذان المساجد بالقدس .

ومن كلماته الخالدة :

” أشهد الله أنى قد نذرت نفسى أن أكون حارسا للقدس بالكلمة والموقف والتضحية, إن القدس عربية وستبقى عربية رغم الاحتلال الإسرائيلي وهى قلب فلسطين , وفلسطين بلا قدسها هي إنسان بلا قلب ، وإنسان بلا قلب جثة هامدة .. إنه يجب علينا الدفاع على أرضنا والاستشهاد فى سبيل تحريرها , والمسيح دعانا أن نحب بعضنا ونحب أعدائنا ونصلى من أجل اللي يبغضوننا ولكن ليس معنى المحبة حب الشر اللى بيعمله الأشرار والمعتدين , المحبة الحقيقية تعنى التصدي للأشرار والمعتدين ومقاومة الظلم , تعنى مقاومة الشر والقضاء عليه مو مهادنة الشر والاستسلام أمامه ” .

وقام بمساعدة الفدائيين الفلسطينيين في نقل الأسلحة في سيارته الخاصة من لبنان للقدس ولم يأبه من الخطر، حتى قبض عليه في 8-8-1974م وحكم عليه بالسجن 12 عاما.

وتم ايداعه سجن كفاريونا للجنائيين ثم سجن الرملة الخاص بالفدائيين الفلسطينيين .

وأثناء جلسات محاكمته قام بفضح جرائم إسرائيل قائلا :

” رجل الدين ينتمى إلى وطنه , مثله مثل أى إنسان عادى , وعلى رجال الدين أن يدافعوا عن أوطانهم مثل الآخرين , ودفاعى عن وطنى هو دفاع عن ربى ومقدساتى , فالشهادة هى لمن مات فى سبيل الإيمان وهى أيضا لمن مات فى سبيل الوطن , لأن محبة الوطن من الإيمان , محبة الوطن من محبة الله , وعلى رجال الدين أن يدافعوا عن أوطانهم .. خاصة إذا انتهكت مقدساتهم

ثم وجه كلماته لمنصة المحكمة :

” وأنتم انتهكتم كل مقدساتنا , نعم لقد أدخلتم الكلاب إلى كنيسة القيامة ورحتم تتجولون فى رحابها والسجائر فى أفواهكم وكأنكم فى ملهى , دنستم مقام السيدة العذراء عندما سرقتم التاج الذى يزين رأسها , كما لطختم جدارن مغارة كنيسة المهد فى بيت لحم الكنيسة التى ولد فيها السيد المسيح , حرقتم المسجد الأقصى تحت ستار رجل مجنون , وفى كل يوم تهددون المسجد بالإنهيار بسبب عمليات الحفر تحته وحوله , شوهتم مدينة القدس أيها الغزاة وإذا أردتم أدلة على ذلك فلدى الكثير …. أنتم أساس الإرهاب دمرتم وعملتم المجازر فى فلسطين فى دير ياسين وكفر قاسم وغيرها كتير , لقد عملتم أساليب الخراب والدمار لسلب حقوقنا, ابتدعتم مدرسة جديدة فى الإرهاب وفى كل يوم من تاريخ إجرامكم الطويل تطورون من هذه المدرسة وتضيفون فجاعات وجرائم كثيرة ”

وقام بالإضراب عن الطعان أكثر من مرة بسجن الرملة احداها 36 يوما متصلة.

قد يهمك ايضاً:

“أنت تستطيع”.. نصر أكتوبر وما يستدعيه من معان…

الدعم العيني أم الدعم النقدي

وكان يعتبر نفسه قربانا لقضية القدس التى نذر  نفسه لها .

وفى 6-11-1977م حكم عليه بالسجن 12 عاما وبعد ضغط الفاتيكان .. تم الإفراج عنه بعد قضائه ما يزيد عن 3 سنوات بالسجون الإسرائيلية .

فى أمريكا اللاتينية :

قضى المطران كبوجي سنة في أمريكا اللاتينية .. حيث كان من شروط إسرائيل للفاتيكان للإفراج عنه :

” إقامته الجبرية بعيدا عن فلسطين أو أى دولة عربية ولا سيما لبنان وسوريا ”

والمطران كبوجى كان يرى أن للدين رسالة اجتماعية ووطنية ولذلك دافع عن لاهوت التحرير قائلا ” إن ظاهرة كنيسة الشعوب والكهنة الحفاة فى أميركا اللاتينية من شأنها أن تسهم فى إصلاح الكنيسة .. إن كل الحملات التى تشن ضد ” لاهوت التحرير ” هى التى تشكل خروجا عن المسيحية وليس العكس ” .

وعندما تم تكريمه في النادي السوري بفنزويلا جاء بكلمته :

” إنه فدائي تعلم من مدرسة المسيح .. الفدائي الأول الذي حمل آلام شعبه .

قضية فلسطين ليست قضية سياسية، بل قضية إنسانية .. قضية حق وعدالة .

لأنى مطران القدس أؤمن بعروبة القدس لأنها مهد المسيحية وأرفض تهوديها .

وأرى أن مسيحيتي واهية عقيمة إذا لم أكن عربيا خالصا حتى النهاية .

ومن أولى من رجل الدين أن يدافع عن الحق والعدالة والإنسان ؛ لأن محبة الوطن من محبة الله ” .

فى روما :

وبعد ذلك انتقل لروما – كمنفى إجباري – واستقر في دير جمعية راهبات الصليب اللبنانيات بروما .

وفى أول أكتوبر 1979م بدأ حكاية ذكرياته للصحفيين أنطوان وأبو زيد وسجلت على أشرطة لمدة أسبوعين يوميا قبل الظهر وبعده والتي نشرت بعد حوالى 40 سنة في 2018م

يقول المطران كبوجى : ” بعد ما طلعت من السجن جالي اثنين صحفيين من لبنان أنطوان فرنسيس وسركيس أبوزيد, وعملوا معي حوارا مطولا وقالوا هينشروه في كتاب , طبعا طلبت منهم يبعتولى بروفة الكتاب عشان أشوفه , بس مكنتش متخيل أن الموساد له عملاء في كل البريد على مستوى العالم , الموساد وصل الخبر للفاتيكان , مما جعلني أتصل بالصحفيين اللبنانيين أطلب منهما تأجيل نشر هذا الكتاب لبعد مماتي ” .

وبسبب أنشطته ومحاضراته المناهضة للعدو الصهيوني بروما؛ تقدمت إسرائيل باحتجاجات كثيرة للحكومة الإيطالية ضد وجوده في روما مطالبة بترحيله ، بل قامت بتهديده عبر مكالمات تلفونية بمنزله.

 

العاشق لسوريا :

دافع المطران كبوجى عن الدولة السورية ضد مؤامرة الخريف العربى قائلا : ” من أحب بالحق والحقيقة وطنه , عمل جادا مصابرا لبنائه وإزدهاره, نحن السوريون لا نحب وطننا فحسب بل بعد الله نجله بانتمائنا إليه نفتخر , للتضحية فى سبيله مستعدون , استنكرنا ونستنكر المؤامرة الدنيئة المحاكة ضده , الرامية إلى إضعافه بل إلى دماره وخرابه ؛ لكون سوريا وموقعها فى العالم ولدورها الإقليمى ولصمودها وتمسكها بثوابتها القومية أضحت العمود الفقرى لأمتنا ”

وكان يرى أن ما حدث فى 2011م ليس ربيعا عربيا بل هو خريفا بائسا هدفه تفتيت البلد ونشر الفوضى .. والحقيقة واضحة مثل عين الشمس منذ اليوم الأول.

ويرى أن أهم ما يميز سوريا أن شعبها متوحد ومتعايش يرعاه أب واحد هو الله وأم واحدة هى سوريا .

وكان يدعو دائما لتكاتف الشعب السورى يدا واحدة ضد الجماعات التكفيرية الإرهابية من أجل الحفاظ على سوريا وأمنها وإعمارها.

داعيا الله عز وجل أن يحفظ سوريا قائلا : ” يا رب وطننا الغالي سوريا أحفظه باركه أنصره على أعدائه, ساند جيشنا الباسل تغمد برحمتك نفوس الشهداء الأبرار الخالدين وأسكب على الثكالى والأرامل وكل المفجوعين بلسم الصبر والتعزية والسلوان يا رحمن يا رحيم ”

ودائما ما كان يردد أبيات بشارة الخورى ” الأخطل الصغير ” عن حلب الشهباء وسوريا :

” شهباء لو كانت الأحلام كأس طلا … فى راحة الفجر كنت الزهر والحببا

أو كان لليل أن يختار حليته … وقد أطلعت عليه لأزدرى الشهبا

لو ألف المجد سفرا عن مفاخره … لراح يكتب فى عنوانه حلبا

لو أنصف العرب الأحرار نهضتهم … لشيدوا لك فى ساحاتها النصبا

لكن خلقت لأمر ليس يدركه … من يعشق الذل أو من يعبد الرتبا

تيها عروسة سوريا فقد حملت …  لك القوافى على راياتها الغلبا ”

ومن فرط عشقه لوطنه سوريا , كان يطلب وهو في منفاه بروما من بعض السوريين – المسافرين لسوريا – إحضار حفنة تراب من كنيسة مار جرجس بحلب .. الكنيسة الذي تعمد فيها صغيرا .. حنينا إليها !!

العروبى :

كان المطران كبوجي يرى أن سوريا بلده الأول ولبنان بلده الثانى أما فلسطين فقطعة من قلبه .

وأن الشام تنبض عروبة ومحبة وسماح .

وكان يقول : حبيت الشام لأنى عربي صميم .

وكان يفتى كرجل دين أن الذي لا يحب أمته خائن لربه لأن محبة الأوطان من الإيمان .

ومن كلماته المضيئة : ” الأمة العربية أمتي أفديها بدمى ” .

والتقي بالزعيم جمال عبد الناصر في منزل عبد الحميد السراج وأعجب بصدقه وزعامته وتحدثا عن كيفية الحفاظ عن الوحدة بين سوريا ومصر.

داعية التسامح :

كان المطران كبوجي رائدا من رواد التسامح الديني ويرى أن التعصب الديني والطائفي والمذهبي يناقض الدين ويزعزع وحدة المجتمع ولا يخدم إلا المشروع الإسرائيلى العربى الإستعمارى الذى يخطط لتدمير المنطقة العربية .

وكان يؤمن بالخصوصية الدينية وبالمشترك الوطني والإنساني لجميع المواطنين ويدعو لتحكيم العقل لأن من لا عقل له لا دين له .

ورغم مناهضته ونضاله المستميت ضد العدو الصهيوني إلا أنه كان يفرق بين اليهودية كدين لها ولمعتنقيها كافة الحقوق والواجبات وبين الصهيونية كحركة سياسية استعمارية .

وكان يدعو دائما للتعاون والوئام بين المسيحية والإسلام وفى ذلك يقول صديقه حسن حمادة في تقديمه لمذكراته: ” من قناعات كبوجي التي كان يعبر عنها باستمرار بأن الله أنعم علينا ب لاهوت قومى يتمثل بالرسالتين المسيحية والمحمدية ” .

 

رؤيته لأحدث سوريا في 2011م :

يقول المطران كبوجي : ” موقفي واضح من 40 سنة أو أكثر ففي 1979م كتبت  لم يعد لوعد بلفور أن يتحقق إلا بعد تجزئة سوريا وما دامت سوريا موحدة ولم تتجزأ فإن هذا الوعد ولو مر لا يمكن أن يستمر , الوسيلة العملية لتجسيد الوعد عمليا على أرض الواقع هى تجزئة سوريا , هذا المخطط مازال مستمرا ويتحين الفرص المواتية لينفذ , خلقت مأساة لبنان لهذا الغرض … الآن الفصل الثانى من المؤامرة هو نقل هذا المرض الذى فشا فى لبنان إلى سوريا وهذا الذى بدأنا نشاهده ويجرى على الساحة السورية , زرعوا الوباء وهم يهيئون له المناخ المناسب ليقوى ويشتد ويستفحل من أجل تجزئة سوريا

ومتى تجزئت سوريا ركعت ومتى ركعت سوريا ركع العرب معها, المستهدف فى أحداث سوريا ليس الحكم السورى الهدف هو سوريا المعروفة بشعبها النضالى سوريا شعب مناضل شعب قوى شعب صامد شئنا أم أبينا ) .

 

وتقديرا لنضاله ومواقفه المشرفة كتبت عنه أشعارا كثيرة , أهمها ما كتبه الشاعر داوود تركى بعنوان ” أنا الأسير الفلسطيني ” والتي جاء فيها :

مطران قدس العرب جل وفاؤه     والبذل وانعدمت له أنداد

فمن العروبة روحه وصفاؤها      ومن الحقوق سعيرها الوقاد

يحنوا على أهل تشرد جمعهم     ولأجلهم يرد العذاب جواد

مطرانا العربى مخلص غاية      يرد الخلاص بنهجها الأحفاد

راع كقس  فى الوفاء بأعرب    وبمثله رقى الزمان إياد

حرية الأوطان راية ثائر   عنها تعذر صرفه وحياد

حلب مقام الحق مسقط رأسه   فيها يشعشع نوره الرواد

جمع النفوس على اختلاف مذاهب  ألم ضوت لبليغه الأجساد

سنظل فى ضرب الكفاح بواسلا      حتى يتم تحرر ومراد

 

وتم تكريمه بمصر وسوريا والعراق والسودان والكويت بإصدار طابع بريد يحمل صورته وأطلق اسمه على أحد شوارع مدينة رام الله بفلسطين .

 

وفى الختام أود أن أتوجه بتحية إعزاز وتقدير لصانعى التحفة الفنية الثقافية التاريخية ” حارس القدس “, والتي تشكل إضافة للدراما السورية الرائدة , حيث قامت وزارة الإعلام السورية بإنتاج هذا المسلسل الرائع عن قصة حياة المطران كبوجى فى 30 حلقة .

بطولة الفنان رشيد عساف وسيناريو الصحفى حسن محمد يوسف وإخراج باسل الخطيب .

وراجعه تاريخيا ودينيا الأب إلياس زحلاوى , صاحب مسرحية ” المدينة المصلوبة ” والذى يعتقد الكثيرون أنها قصة اعتقال المطران جورج كبوجى وأن بطل المسرحية الأب عيسى هو المطران كبوجي وهذا خطأ حيث نشرت المسرحية في 1973م قبل اعتقال المطران كبوجي في أواخر 1974م.

تحية تقدير واعزاز وحب لروح مطران القدس / جورج كبوجى الذى كان مثالا مشرفا لرجل الدين المحب لدينه العاشق لوطنه وعروبته والمضحى بكل غالى ونفيس من أجل تحريره .

التعليقات مغلقة.