أحمد مصطفى:
عقد الجامع الأزهر الندوة الأسبوعية من برامجه الموجهة للمرأة تحت عنوان”مشاعر الأبناء طرق فهمها والتعامل معها”، وذلك بحضور كل من أ.د لمياء متولي أستاذ ورئيس قسم الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بالقاهرة. وأ.د هدى أمين أستاذ علم النفس، ونائب رئيس مركز معوقات الطفولة بجامعة الأزهر، ود. سناء السيد، الباحثة بالجامع الأزهر.
أوضحت د. لمياء متولي أن مراعاة المشاعر تعد منهجًا شرعيًا أساسيًا، حيث أن التربية الإسلامية تمثل منهجًا متكاملاً يعنى بالروح والعقل والجسد، فلقد اهتم الإسلام بمشاعر الأبناء والتنشئة النفسية الصحيحة من خلال مجموعة من التوجيهات، كما أبرزت أهمية الاهتمام بالجانب الروحي، واستخدام الرحمة واللين في أساليب التربية، بالإضافة إلى اختيار التوقيت المناسب للتوجيه.
وشددت رئيس قسم الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية، على ضرورة الابتعاد عن العنف أو التوبيخ الدائم، مشيرةً إلى أهمية احترام الأبناء وتقديرهم وتعزيز الحوار والتواصل، فضلًا عن التشجيع والثناء الإيجابي، مع التأكيد على ضرورة العدل بين الأبناء في المعاملة.
وناقشت الدكتورة هدى أمين، الفرق بين مشاعر الأطفال ومشاعر الكبار، وأوضحت كيفية فهم مشاعر الأطفال ومراحل تطورهم العاطفي وأهمية الذكاء العاطفي في التأثير على التطور النفسي والاجتماعي للطفل.
وأشارت أستاذ علم النفس إلى أن فهم مشاعر الأطفال يعد خطوة أساسية في مساعدتهم على التعامل مع نوبات الغضب والخوف والحزن والإحباط، كما قدمت مجموعة من الاستراتيجيات الفعالة للتعامل مع هذه الحالات، منها تعليم الأطفال كيفية تنظيم مشاعرهم والتعامل معها بإيجابية.
وفي ذات السياق ذكرت د. سناء السيد، أن مشاعر الإنسان تشكل جزءًا أساسيًا من تكوينه، وهي المحرك الرئيس لسلوكه وتصرفاته، وأوضحت أن الأحداث والسلوكيات غير المنضبطة التي يتعرض لها الأبناء تنعكس سلبًا على مشاعرهم، مما يستلزم من المربين اتخاذ خطوات فعالة لحماية مشاعر أطفالهم.
وأكدت الباحثة بالجامع الأزهر الشريف، على أهمية إشعار الأبناء بالاهتمام والاحترام، وغمرهم بمشاعر الدفء وكلمات الحب. واستشهدت بتصرفات النبي ﷺ، حيث كان يُظهر مشاعره لأصحابه بشكل واضح. فكانَ صلى الله عليه وسلم إذا سُرَّ استَنارَ وجهُه، وإذا رأى شيئًا يكرهه عرف ذلك في وجهه، مما يعكس أهمية التعبير عن المشاعر في بناء علاقات صحية.
التعليقات مغلقة.