د. رشا الشريف تكتب حوار في الصميم وكيف تقضي علي زومبي المؤسسات
ساسرد لكم حوار بين موظف آخر يوم له فى الشركه والاتش ار :
الاتش ار : بعد ٥ سنين فى الشركه قررت تمشى ، حابب اعرف منك هل القرار ده فيه تسرع منك خاصه أنك قولت أن مفيش job offer افضل جالك !
الموظف : لا مش تسرع وعن اقتناع وبعد تفكير طويل وفعلا مفيش job offer بس قريب باذن الله هيكون فيه لانى عامل اكتر من انترفيو !
الاتش ار : طيب بما أن ده قرارك وده اخر انترفيو ليك ، ممكن تعرفنى الأسباب ؟
الموظف : تمام ، الأسباب انى بقالى سنين بشتغل بضمير ومتحمل ضغط الشغل اللى بدأ يأثر على صحتى الجسديه والنفسيه !
وبرضو السبب انى شغال بمهام مدير بس مخدتش الtitle والشركه وقفت الترقيه عشان المرتب ميزدش !
اكمل ؟
الاتش ار : اتفضل ..
الموظف : السبب أن الشركه مبتفكرش تطور من اى موظف فيها ، انا واقف فى مكانى بزيد سنين شغل مش سنين خبره !!
السبب برضو : أن الشركه مهما زاد ضغط الشغل مش بتجيب موظفين جداد طالما فى حد زييى بيشيل ..
وبرضو بعد كل ده شايفين أن ده الطبيعى ، لا مدير بيقدر ولا بيئه عمل كويسه .. واكيد حضرتك عارف ده من عدد الناس اللى قررت تستقيل مؤخرا !!
الاتش ار : شكرا انك شاركتنا الأسباب ، حابين نعرض عليك انك تكون موجود معانا وهنزود السالرى وتاخد الtitle وان شاء الله الدنيا تتحسن !
الموظف : لا اسف ، اخر يوم ليا زى ما اتفقنا هيكون الاحد الجاى.
ده حوار بيحصل يوميا فى شركات ، الشركه تفضل تستنزف فى الموظف من غير اى تقدير أو benefits وأما يجى يمشى يعرفوا قيمته ويحاولوا يعملوله retention بس بيكون الموظف فاض بيه فالشركه تخسره !
صحيح مفيش مكان بيقف ع حد ، بس جوده الشغل بتختلف والشركه عقبال ما تجيب حد كفء تانى بتقعد شهور ..
هذا /السلوك الإداري الشائع يمكن تفسيره من خلال سيكولوجيا التقدير المتأخر حيث تميل المنشآت إلى النظر إلى الموظفين الأكفاء باعتبارهم جزءا ثابتا من بيئتها مما يؤدي إلى نوع من الاعتياد الذي يقلل من وعي الإدارة بقيمتهم الحقيقية.
هذا الاعتياد يخلق ما يعرف بـ (العمى المؤسسي) حيث يصبح أداء الموظف الجيد متوقعا وطبيعيا بدلا من كونه ميزة استثنائية.
وعندما يعلن الموظف رغبته في الاستقالة يحدث ما يعرف بـ(صدمة الفقد) وهي استجابة نفسية تعكس إدراكا مفاجئا لأهمية الموظف . في هذه اللحظة تصبح المنظمة أكثر وعيا بقيمة الموظف وتبدأ في محاولة الاحتفاظ به لكن غالبا ما يكون الأوان قد فات لأن قرار الاستقالة عادة ما يكون نتاجا لتراكم مشاعر الإحباط أو الإهمال على مدى فترة طويلة.
يمكن القول إن هذا السلوك يعكس قصورا إداريا عميقا يتمثل في غياب نظام فعال للتقدير المستمر والتفاعل مع الموظفين.
إذا تمكنت المنشآت من تبني سياسات تعترف بالكفاءة في حينها وتعزز شعور الموظف بالتقدير والانتماء فقد تتمكن من تجنب هذه الظاهرة التي تؤدي إلى خسارة أهم مواردها البشرية.
التعليقات مغلقة.