د.رشا الشريف تكتب انتظار الفخ الاكبر والتغيير الذي لا يأتي

 

 

 

بابا نويل والفانوس السخري وغودو شخصيات ظهرت منذ زمن بعيد رسخت مفاهيم وافكار، أصبحت الأجيال دائماً في انتظارها لتحقيق الهدف المنشود.

 

 

 

في مسرحية في انتظار غودو لصامويل بكيت، ويجسد فيها طبيعة الوجود البشري الذي دائماً في انتظار اللانهاية، حيث يجسد شخصان دائماً جالسان في انتظار غودو الذي يفترض انه سياتي ومعه الهدايا والحلوي وكل ما يحلم به اي شخص، غودو الذي سياتي معه تحقيق كل الاحلام والطموحات، العصا السحرية التي ستغير نمط الحياة، يجلس الصديقان حتي غروب الشمس ولم ياتي غودو، ياتي اليوم الثاني وهما في انتظاره ولم ياتي، ينتهي يوم بعد يوم واسبوع بعد اسبوع ثم شهر بعد شهر ، ولم ياتي الفارس المغوار محقق الاحلام.

 

 

ما العمل سيظل الصديقان هكذا دون اي محاولة لتغيير لقد اصابهما الملل وتسلل لهم الخوف والافكار السيئه، المشكلة في حاله عدم ظهور غودو اللانهاية دون تقدم ويتلاشي الامل تدريجياً.

 

 

هكذا تظل المؤسسات والشركات تنتظر المدير المخلص المنقذ الذ سيغير كل شيء، فالمقصود بغودو الاداري ليس شخص بعينه، بل هي فكرة تم تجسيدها في صورة مدير جديد او استراتيجية اصلاحية تقدم لكل المؤسسات التي تعاني من تحديات اساسية،

 

 

 

يعتقد الجميع ان غودو سياتي ليحل المشاكل ويعيد الامال والطموح ويحقق الوعود التي لاتنفذ، وتستمر الرؤاية يوما بعد يوم في انتظار اللانهاية، والوعود الجوفاء عن التغيير الذي سيحدث في المستقبل البعيد.

 

في الواقع غودو الاداري لاوجود له الا في الخيال هؤلاء الذين يراهنون علي فكرة المخلص الذي سيجلب التغيير بدون تغيير حقيقي، الاداري الذي سيأتي ليبني ما هدمته الأزمات، ويفكك الشبكات البيروقراطية المعقدة، ويضع حلا سحريا لكل المشكلات الاقتصادية والنفسية التي تعاني منها المنشاه.

 

 

 

المشكلة في النظام الذي يخلق الحاجه المستمره لايجاده رغم انه لايمكن ان يحقق اي تغيير جوهري في ظل القوانين العميقة التي تتحكم في الاداره.

 

 

 

الطريق الي التغيير ليس طريقا سهلاً ولا قصير ولكنه يتكلب من المنظمات ان تتخلي من الاسطورة، وان تواجه التحديات بشجاعة وتخطيط حقيقي، التفيير لايمكن ان يأتي من الخارج فقط بل هو مساريبدا من داخل المنظمة.

 

 

د. رشا الشريف دكتوراة في الفلسة ومحاضر مركزي للادارة السلوكية