وظائف القيادية، حيث لم تعد وظيفة المدير تمثل الهدف الأسمى كما كان في السابق، بل اتجه كثير من الشباب إلى التركيز على تطوير الذات وبناء المهارات باعتبارها الطريق الحقيقي للنجاح والاستقرار المهني.
فما الأسباب وراء هذا التحول؟ وما دلالاته على مستقبل القيادة في المؤسسات؟
تقول الدكتورة رشا الشريف دكتوراه في اصول التربية ومحاضر مركزي ان تغيّر مفهوم النجاح الوظيفي سابقا، كان النجاح يُقاس بالترقي الوظيفي والوصول إلى منصب إداري، أما اليوم فقد أصبح النجاح مرتبطًا بـ:الرضا الذاتي والشعور بالقيمة والمعنى، وتحقيق التوازن بين العمل والحياة.
يرى الشباب أن المنصب وحده لا يضمن النجاح الحقيقي إذا افتقد الإنسان راحته النفسية.
ثانيًا: الضغوط المرتبطة بالدور الإداري وظيفة المدير في كثير من المؤسسات تتسم بـ:
ضغط نفسي مرتفع
مسؤولية عن أداء الفريق كاملًا
كثرة المشكلات الإدارية والصراعات
ساعات عمل طويلة
هذه الأعباء تجعل المنصب الإداري خيارًا غير جذاب مقارنة بالعمل على تطوير الذات والمهارات الشخصية.
ثالثًا: ضعف التوازن بين الصلاحيات والمسؤوليات
في بعض البيئات التنظيمية:
يُحاسَب المدير على النتائج
دون منحه الصلاحيات الكافية
أو الدعم المؤسسي اللازم
مما يجعل المنصب مصدر ضغط أكثر منه فرصة للإنجاز.
رابعًا: صعود ثقافة المهارات بدلًا من المناصب
أصبح سوق العمل الحديث يركز على:
الكفاءة والمهارة
التعلم المستمر
المرونة المهنية
فالشخص المتميز بمهاراته قد يحقق تأثيرًا ودخلًا يفوق مديرًا تقليديًا لا يواكب التطور.
خامسًا: انتشار فرص العمل الحر وريادة الأعمال
فتح تطوير الذات آفاقًا جديدة أمام الشباب مثل:
العمل الحر
المشاريع الناشئة
العمل عن بُعد
وهي مسارات تعتمد على المهارة والخبرة لا على المنصب الوظيفي.
سادسًا: الصورة الذهنية السلبية عن بعض النماذج الإدارية
تجارب الشباب مع:
مدراء مرهقين
قيادات غير داعمة
بيئات عمل غير صحية
أسهمت في تكوين انطباع سلبي عن الدور الإداري بصورته التقليدية.
سابعًا: ارتفاع الوعي بالصحة النفسية
أصبح الشباب أكثر وعيًا بـ:
الاحتراق الوظيفي
إدارة الضغوط
أهمية العافية النفسية
لذا يفضلون مسارًا مهنيًا يدعم نموهم دون استنزاف طاقتهم.
وفي النهاية تؤكد الشريف بإن ابتعاد الشباب عن وظيفة المدير لا يعني رفضهم للقيادة، بل يعكس رفضًا للنموذج الإداري التقليدي، وسعيًا نحو:
قيادة واعية، قائمة على المهارة، والتأثير، والتوازن الإنساني.
وعلى المؤسسات أن تعيد تعريف القيادة بما يتناسب مع تطلعات الأجيال الجديدة إذا أرادت الحفاظ على الكفاءات.

