مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

د. أحمد علي سليمان: القرآن نزل لإيجاد الإنسان النافع لغيره الفاعل في مجتمعه الحريص على أمن وطنه

كتب: عبد الرحمن هاشم

أكد الدكتور أحمد علي سليمان عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية اشتمال القرآن الكريم على أسس كفيلة بهداية الإنسان وإصلاحه ظاهرا وباطنا وإنجاحه في الحياة.

وقال في مؤتمر (بناء الإنسان في التصور الإسلامي بين الواقع والمأمول) جاء الإسلام ليقدم برنامجا تربويا متكاملا مهمته إيجاد المسلم النافع لغيره الفاعل في مجتمعه الحريص على أمن وطنه والإنسنية من حوله.

وعقدت كلية أصول الدين مؤتمرها الدولي الثاني يوم الأحد 8 مارس 2020م بمركز الأزهر للمؤتمرات وشارك فيه عدد كبير من العلماء والأكاديميين والإعلاميين.

قد يهمك ايضاً:

وأوضح في ورقته التي حملت عنوان (القرآن الكريم ودوره التربوي) أن المبادئ التربوية العامة لبناء الإنسان منبثقة من روح القرآن الكريم، لافتا إلي أن القرآن الكريم يؤثر في نفس حامله وقارئه وكاتبه وسامعه ومتدبره تأثيرًا جليلا. وهو ينقله من عالم المادة وعالم المصالح والأنانية والصراع إلى عوالم أكثر روحانية وأكثر انسجاما مع الكون.

ذلك أن القرآن يبث في العبد ثقافة الأمن والأمان والطمأنينة والسكينة والاستقرار الروحي والنفسي، يقول تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللَّهِ ۗ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (الرعد:28). وأشار إلي أن الدراسات الحديثة أثبتت أن التالين لكتاب الله  أهدأ نفسًا، وأزكى روحًا، وأقل مرضًا؛ ذلك لأن تعاليم القرآن تجعله حالة اتباعها بعيدًا عن الاضطرابات “الفسيولوجية” الداخلية، والصراعات النفسية، والفراغات الروحية.

وقال إن البناء الأخلاقي المنبثق من القرآن الكريم يزرع في الشخصية المؤمنة أرقى أنواع القيم ومن بينها قيم الاتقان والإحسان في كل شيء ومع كل الناس والمخلوقات وفي كل حال، وإن تمثل هذه القيم كفيل بإيجاد المجتمع الفريد، أما البناء العقلي فهو أحد الأهداف التربوية التي يستهدفها القرآن الكريم إذ العقل مناط التكليف ومن ثماره التفكير في خلق السموات والأرض والأنفس.

وأضاف أن الاسلام أعطي اهتماما كبيرا بمؤسسة الأسرة وأوصي بالنساء والأطفال والشباب وكبار السن والضعفاء، وأيضا الحيوان والنبات والجماد، ودعا إلى التربية البصرية وتعميق النظر في بديع صنع الله، وحض على التربية السمعية بتدريب الأذن على السباحة والسياحة في ملكوت الله.

وأوصي د. سليمان بأهمية تعليم الأطفال الثقة بالنفس واحترام الآخرين مع الصدق و الجرأة والإفصاح حتى لا يكون النشء تحت وطأة الخوف من أب أو معلم أو مدير أو غيره؛ ذلك لأن الخوف يولد كثيرا من القيم السلبية منها: الكذب وعدم الاكتراث، وعدم الاهتمام بالممتلكات الخاصة والعامة، والأخطر تنمية الدافع للانتقام بشتى صوره.

اترك رد