دور الإعلام في توجيه الوعي الجمعي في المجتمع

 

الوعي .. ثم الوعي .. ثم الوعي …

دور الإعلام في توجيه الوعي الجمعي في المجتمع

بقلم لواء مهندس السيد نوار

إن وسائل الإعلام في العصر الحديث لها من القوة الفاعلة في التأثير على الأفراد في المجتمع، و يتجلى ذلك في التأثير في اتجاهاتهم وقيمهم ومبادئهم.

لقد أصبح للإعلام دور هام في تحديد مستوى الوعي لدى الفرد والمجتمع على حد سواء، ونظرا لصلة الإعلام الوثيقة بثقافة المجتمع بقيمه وعاداته وتقاليده، وما يتمتع به من قوة اجتماعية واقتصادية هامة، كان له أثر رئيسي في تشكيل الرأي العام.
إن التطور الهام في وسائل الإعلام جعله من أهم الوسائل الفعالة في تغيير القيم والاتجاهات الاجتماعية، وتعزيز أي سلوك إيجابي، وتهميش أي سلوك سلبي، حيث أنها المسئولة عن صياغة ونشر وتوزيع الأخبار والمعلومات والأفكار والآراء، و نرى أن الحكومات والمؤسسات الحكومية والخاصة ومؤسسات المجتمع المدني والجمعيات والهيئات ذات الصلة بالمجتمع وشرائحه تعتمد على وسائل الإعلام الجماهيرية للتواصل مع الجماهير : –

* الصحافة.

* الإذاعة و تليفزيون.

* السينما
## إن للإعلام دورا كبير في توجيه المجتمع نحو السلوكيات الرشيدة والعادات الحسنة وتنفيره من السلوكيات الخاطئة.

إن لوسائل الإعلام دورا هاما في تثقيف الأفراد وتجاوز تأثير اختلاف الثقافات الفرعية التي ينتمون إليها، كما يسهم بعض ما تتيحه من أفكار ومفاهيم في توفير بؤرة ثقافية مشتركة يمكنها أن تساهم في ضبط سلوكيات الأفراد وتوجيهها نحو تحقيق أهداف المجتمع التنموية في المجالين الاجتماعي والاقتصادي معاً.
وسائل الإعلام وهي مؤسسات اجتماعية تربوية إعلامية تكون في العادة مرئيةً، أو مسموعةً، أو مقروءة وتُعد هذه الوسائل على اختلاف أنواعها من أهم وأبرز الوسائط التربوية في عصرنا الحاضر، وأكثرها تأثيرا على تربية وثقافة ووعي الإنسان، بما تُقدمه من برامج مختلفة وثقافات متنوعة
##
دور الإعلام : –
## * توجيه المجتمع للاقتصاد الرشيد ( استهلاك المياه و ترشيد استخدام الكهرباء و غير ذلك من الموارد )

* تثقيف الأفراد وزيادة وعيهم بالمخاطر، حتى تغفل أحيانا عن استشعار المخاطر حولها، ويكون للإعلام دور كبير في إيقاظ المجتمعات للتنبيه باستمرار لما يحيط بها من مخاطر.
*إن الإعلام هو السلطة الرابعة في الدولة، و تزداد أهميته خطورة وضرورة نظرا لمحاولات أطراف مختلفة الاستفادة من الاعلام كرأس حربة لتمرير مخططاتها وتحقيق مكاسب وغايات خاصة تلبية لمصالحهم ومنافعهم في السلطة والتوسع. تماما كما شهدناه ونشهده في ثورة الربيع العربي كيف تحولت بعض القنوات والاذاعات والصحف ومجلات الى اداة لاستخدامات مختلفة منها اسقاط حكام وافتعال حروب وتدمير اقتصاد البلاد وقتل وتشريد مئات الالاف من البشر وذلك بهدف ابقاء أحد ما في السلطة واسقاط اخرين وتغير نظام الحكم في البلاد حسب مصالح ومنافع بعض القوى الدولية والاقليمية تاركين الشعوب في ضياع وفوضى واخر ما يمكن التفكير بهم.
* أصبح له دورا كبيرا في أي خطوات تتخذها حكومات الدول سواء اقتصادية، سياسية، عسكرية، ثقافية، او حتى في حروبها فهي قبل كل شيء تبدأ من الاعلام حملة إعلامية لسياساتها للتأثير على الراي العام والمجتمع و الحصول على تفويض وتأييد من المجتمع والراي العام العالمي بشأن الخطوة التي سيتخذها. حيث تلعب وسائل الإعلام دورا حيويا متميزا في كافة المجتمعات فهي التي يعتمد عليها الفرد في التعرف على كافة الأخبار سواء السياسية أو الاقتصادية أو غير ذلك.
* تنمية الوعي الوطني و الشعور العام بالوطنية و الانتماء للوطن
* التعريف بالإيجابيات في مجالات التنمية المختلفة
* الرد على الشائعات
* الكشف عن الفساد

إن نجاح الرسالة الإعلامية يقاس بمدى تأثيرهاعلى الجمهور، فِكرياً، وعملياً؛ لأنّ الرسائل الإعلامية تحمل في جوفها مضامين متعددة تم بناؤها بأسلوب متقن؛ لإيصال تلك الرسالة، وتمرير مضمونها بشكل غير مباشر في أغلب الأحيان. كما لا يمكن أن تنجح وسيلة إعلامية دون العمل على نسج المضامين، والرسائل بأسلوب العرض المقنع، والمشوق للفئة الجماهيرية المعنية بها، ويعتبَر تعدد وسائل الإعلام، وتنوع أنماط عرضها للمحتوى دليلاً على تنوع الجماهير.

إن دور الإعلام لا يقتصر على نقل الأخبار فقط، بل يتعداه ليصبح أداة ناقلة لصوت الشعوب، ومساءلة صناع السياسات في دوائر صنع القرار عن أولوياتهم، إلا أن ذلك يتطلب شفافية عالية من وسائل الإعلام، و عرض قضايا المجتمع، والإنسان، وهذا يحملها مسؤولية مضاعفة على صعيد مصداقيتها.
و يمكن أن يكون منبراً للرسائل العادلة التي تعود بالنفع على المجتمع، ولا يحرِض بشكل غير مباشر على الكراهية، والعنصرية، أو أن يكون أداة لنشر الأكاذيب، والتضليل الإعلامي، وقد ساهمت شبكات التواصل الاجتماعي في تمكين حرية التعبير، و أتاحت لمستخدميها إيصال آرائهم، وتوضيح ردود أفعالهم إزاء خبر ما، بالإضافة إلى أنها قد تكون مؤسسة إعلامية تتبنَّى سياسة تحريرية معينة. مما يساهم في توعية المجتمع، ونبذ العنف، والتطرف فإن المجتمع الواعي يمتلك مناعة ذاتية ضد التطرف، مما يبشِر بحياة أفضل لكافة فئات المجتمع، بالإضافة إلى الحياة السياسية المستقرة.
و خلاصة القول فإن الإعلام في صورته الإيجابية تتلخص أهدافه في :-

* المساهمة في تثقيف وتوعية المواطنين

* الكشف عن الفساد

* الرقيب أو الحارس فيما يتعلق بحرية التعبير وحرصها على ان يكون هذا الحق ملكية خاصة لكل مواطن

* خلق المثل الاجتماعي وذلك بتقديم النموذج الايجابي في كافة مجالات الحياة

* الحرية والمساواة واحترام القوانين وغيرها من الأدوار التي يجب أن تتضمن رسائل الوسائل الإعلامية المختلفة.

* تبنى أنماط فكرية اجتماعية واقتصادية وسياسة تحظى بموافقة شعبية هامة لتطوير وتغير الأنماط السائدة لتحقيق التطور والتقدم الذي يرفع من مستوى البلاد.

* الحفاظ على استقلالية وسائل الاعلام وعدم وجود هيمنة أو سيطرة عليها إلا من الشعب

إن وضع تفسيرات خاصة بمحتوى وسائل الاعلام للترويج لمصالح الفئات المسيطرة في المجتمع، والهاء الناس عن البحث عن الحقيقة التي تعبر عن الواقع الذي يعيشونه يكون له تأثيرا سلبيا على : –

* تدهور مستوى الذوق الثقافي العام

* زيادة معدلات اللامبالاة والميل إلى انتهاك القوانين

* المساهمة في الانهيار الأخلاقي العام

* تشجيع الجماهير على السطحية السياسية

* قمع القدرة على الابتكار والتجديد

* اشاعة روح الانقسام بين الجماهير وفصلهم إلى فريقين بهدف تحقيق أهداف الفئة المسيطرة على وسائل الاعلام
و بهذا يكون إعلاما مضللا ولا يهدف إلى أي توعية جماهيرية وتنتشر في حينها الأخبار الكاذبة والغامضة مما يجعل هناك مجالا خصبا لنشر الشائعات وغسيل المخ لترويج الأفكار الهدامة تماما كإعلام جماعة الإخوان.