مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

دعوة لكسر قيود الدراسات العليا

الكاتب – اسعد عبد الله عبد علي :

الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه) حلم عشرات الآلاف في العراق, هذا الحلم سهل التحقق في كل البلدان التي حولنا, إلا في العراق وضع أمامه ألف قيد وقيد, كأن هنالك إرادة ترفض شيوع التعليم العالي في العراق, ولو كان الأمر بيدها لأغلقت الجامعات في سبيل شيوع الجهل والتخلف, والذي هو فقط ما يمكنهم من الاستمرار بالحكم, لذلك نرى صعوبات كبيرة أمام الدراسات العليا.

يحتاج الأمر للغوص قليلا فيه لتبيان منغصات التعليمات الهادفة لنشر الجهل في الأمة العراقية.

أولا: شروط تعجيزية للقبول

تضع الوزارة شروط تعجيزية للقبول, تجعله عسيرا على الكثيرين, خصوصا على الموظفين بل الكثير منهم ترك هذا الحلم, الذي تحول لكابوس بفعل الشروط الصعبة جدا ان تتوفر عند كل شخص راغب بالدراسة.

فلو قامت بفتح باب القبول من دون قيود, لدخلت أفواج من العراقيين للدراسات العليا, وكل هذا يصب في مصلحة البلد, فتخيل معي كم من الرسائل والأطاريح في مواضيع متعددة يسهم كثيرا في رقي البلد, وبدخول الآلاف للدراسات العليا ينضج وعي الأمة, فحامل الشهادة العليا نمط تفكيره مختلف, عندها تتحول النخبة من أقلية غير فاعلة إلى أكثرية فاعلة.

ثانيا: قبول عدد قليل جدا

قد يهمك ايضاً:

كل عام يتم قبول إعداد قليلة جدا في الدراسات العليا, ففي كل تخصص مثلا في قسم المحاسبة يتم قبول عشر طلاب لدراسة الماجستير, فما الضير ان يكون القبول مثلا 60 طالب بدل 10؟ إتاحة الفرصة لعدد كبير يسهم في تحول المجتمع التدريجي لمجتمع مثقف واعي مدرك.

أن قبول عدد قليل يسبب بانتكاسة الآلاف سنويا وهذا بحد ذاته يحتاج لوزارة مهمتها معالجة الانكسارات النفسية, الحاصلة بفعل عسر القبول في الدراسات العليا.

فلو تم فتح باب القبول وبإيسر الشروط ستحدث ثورة معرفية في العراق, عندها ينطلق المارد العراقي من قمقمه.

الفكرة:

إذا ما فتحت أبواب الدراسات العليا بعد عقود الغلق أمام أبناء الشعب, عندها نضمن رقي طبقة واسعة من الشعب, وهذا ما نحتاجه كي يتوازن واقع مجتمعنا الحالي الغارق بالجهل واللاوعي, وثانيا تتوفر كوادر ذات عليم عالي يتم إدخالها ضمن سلك التعليم الابتدائي مما يعني الرقي بالتعليم الابتدائي, ويترفع مستوى الأداء الوظيفي نتيجة ضخ أعداد كبيرة من أصحاب الشهادات العليا ضمن الدوائر الإدارية والمهنية في دوائرنا الحكومية.

ولن يكلف فتح باب الدراسات العليا شيئا بل يمكن أن يضخ إيرادات كبيرة للجامعات,

وأيضا ندعو لفتح الدراسات العليا – دراسة مسائية – كي يتمكن أصحاب الأعمال والكسبة والموظفين من الدراسة والتي لا تناسبهم إلا الدراسة المسائية, وأيضا ندعو للسماح للكليات الأهلية بفتح أبواب الدراسات العليا كي يمكن لمن صعبت عليه الجامعات الحكومية فيتوجه للكليات الأهلية.

ختاما اقول:

هي دعوة غرضها الأساس رفع مستوى المجتمع العراقي, وتسهيل الامور لابناء العراق بدل تعسيرها وجعلهم يبحثون عن جامعات السودان وموريتانيا وحتى جامعات بنغلادش, لان العراق بخل على أبنائه في اتاحة الفرصة بالدراسات العليا, وهي باب جديد للإيرادات للجامعات واحتواء اصحاب الشهادات للتدريس, واعتبرها لو تمت خطوة مهمة لمحاربة الفساد.

 

اترك رد