كتب: عبد الرحمن هاشم
في إطار المحاور المتعددة لمؤتمر “رؤى مستقبلية لتطوير التعليم وإعداد المعلم”، الذي تنظمه كلية التربية جامعة عين شمس، ديسمبر الجاري، تشارك الدكتورة أسماء محمد نبيل إحسان ببحث مشترك مع الدكتورة منى حسنى أحمد، بعنوان (مفهوم الإرهاب لدى الطالب الجامعي، دراسة ميدانية علي طلاب كلية التربية جامعة عين شمس). ويهدف إلى تحديد مفهوم الإرهاب لدى الطالب الجامعي مع الأخذ في الاعتبار متغير الدين (مسلم – مسيحي) ومتغير التخصص (علمي-أدبى).
ويؤكد البحث أن الإرهاب هو أحد أهم الموضوعات المعاصرة التي تمثل خطراً جسيماً على المجتمع بما يخلفه من ضياع للأمن وتدمير للممتلكات وانتهاك للحرمات وتدنيس للمقدسات وقتل للمدنيين الآمنين وتهديد لحياة الكثير منهم.
ولأن الشباب هو صاحب الدور الفاعل في بناء الوطن فهو الفئة المستهدفة للجماعات الإرهابية المتطرفة التي تسعى لهدم المجتمعات، ولأن معظم هذه الفئات من الشباب في سن الدراسة الجامعية فلابد أن يكون للجامعة دورا رئيسياً في توعية هؤلاء الشباب وحمايتهم من الوقوع في براثن العنف والإرهاب.
والبحث يثير عدد من التساؤلات منها: ما أبرز أسباب الإرهاب وآثاره؟ كيفية استقطاب الشباب للجماعات الإرهابية؟ كيف يتسنى لنا مواجهة هذا الاستقطاب؟

وبعد اختبار الفروض كانت أهم النتائج التي تم التوصل إليها:
ــ تشير التكرارات والنسب المئوية لاستجابات عينة البحث حول مفهوم الإرهاب أن الإرهاب يعنى الفهم الخاطئ للدين والغلو والتشدد، فالسبب الأول وراء بروز ظاهرة الإرهاب هو السبب الديني والتعصب الذى يحارب التنوع والتعدد ولا يعترف بالآخر وجوداً ورأياً وحقاً، فجميع الديانات جاءت لسعادة البشر وأمنهم ورخائهم وتحقيق العدالة فيما بينهم، وهى نسبة دالة على الفارق الكبير بين الجهاد والإرهاب والذى بدوره ينقلهما من علاقة الترادف التي يحرص الإرهابيون على إلصاقها بهما إلى علاقة التضاد، فالجهاد أمر مشروع لهدفٍ مشروع بينما الإرهاب أمر غير مشروع وسيلته إزهاق الأرواح والاعتداء على الممتلكات وزعزعة أمن المجتمع.
ــ إن مواجهة الإرهاب تتطلب تضافر المؤسسات المجتمعية وأفراد المجتمع بكافة فئاته لمواجهته والقضاء عليه من جذوره باعتباره مشكلة تمس أمن الفرد والمجتمع.
ــ كذلك من الضروري إقامة ورش وندوات علمية تناقش موضوع الإرهاب لطلبة الجامعة وتوعيتهم بمخاطره وكيفية المواجهة.
ــ تضمين موضوع الإرهاب في مناهج حقوق الإنسان التي تدرس لطلبة الجامعات والمعاهد.
ــ إعداد برامج تبث باللغات المختلفة للتعريف بالإسلام وتوضيح أن الإرهاب والتطرف ليس من العروبة والإسلام في شيء.