أطلقت دارة الملك عبدالعزيز رقميًّا الحسابات الخاصة بـ”الأطلس التاريخي للسيرة النبوية”، على منصات التواصل الاجتماعي: إكس، ويوتيوب، وإنستقرام، وتيك توك، وفيسبوك؛ بهدف تقديم محتوى معرفيّ بصريّ يستعرض السيرة النبوية في أبعادها الجغرافية والزمانية.
وتُركّز الحسابات على استعراض مضامين الأطلس، الذي يُعد من أبرز المشروعات المعرفية في مجال توثيق السيرة النبوية، إذ يجمع بين الدّقة الميدانية، والتحليل العلمي، والتقنيات البصرية، بما يُسهم في تيسير فهم السيرة، وتسلسل أحداثها، وربطها بالمكان والحدث.
وتتنوع موضوعات الأطلس التاريخي للسيرة النبوية من لحظة قدوم إبراهيم -عليه السلام- إلى مكة المكرمة، وبناء الكعبة المشرّفة وتطوّر عمرانها عبر التاريخ، وصولًا إلى ولادة النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ليبدأ حينها توثيق أحداث السيرة النبوية كاملة.
ويسير ذلك التوثيق وفق تسلسل زمني ومكاني يشمل مكة المكرمة والمدينة المنورة والمواقع المتصلة بأحداث السيرة في أنحاء الجزيرة العربية والمناطق المجاورة، وفق سرد علمي دقيق يجمع بين العمق التاريخي والامتداد الجغرافي.
وتستعرض الحسابات الرقميّة الجديدة محتوى متكاملًا يُعيد سرد السيرة النبوية بلغة الخرائط والصور والرسوم التوضيحية والجداول الإحصائية، مزودة بنصوص موجزة تُيسّر فهم تسلسل الأحداث وربطها بالمكان والحدث.
ويتميّز السّرد بأسلوب يدمج بين المنهج العلمي والتجربة، ويستعرض مرحلتي العهد المكي والمدني، مع تسليط الضوء على الأبعاد الحضارية في سيرة النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، بما في ذلك الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والإدارية والعسكرية والعمرانية.
وتُسهم تلك المزايا في توضيح ثراء السيرة وتكاملها في مختلف ميادين الحياة؛ مما يجعل من الحسابات الرقمية للأطلس مرجعًا غنيًّا ييسر استيعاب الوقائع التاريخية، واستحضار قيم السّيرة النبوية، ويساعد على استلهام دروسها.
وتسعى دارة الملك عبدالعزيز من خلال هذا التوجّه الرقميّ إلى تأكيد أنّ السيرة النبوية ميراث حيّ يُمكن أن يُروى بلغات العصر وأدواته، في ظل ما توليه المملكة العربية السعودية من عناية بالرسالة الخالدة، وحرصها على أن تبقى مضامينها حاضرة في وعي الأجيال، وراسخة في ذاكرة الأمة.