مصر البلد الاخبارية
جريدة - راديو - تليفزيون

خواطر سن العشرين

بقلم – إسراء السيد سالم … المحامية

 

“كنت أنظر لمن هم في سن العشرين نظرة إجلال وأرى أن أعمارهم بعيدة جدًا وأني لن أصل لذلك السن يومًا، إلا أنني وصلت وأدركتُ مدى صعوبة العشرينات، أدركتُ أيضًا أن في الحياة أنواعًا مختلفة من الشرور وأن نفوس الناس ليست بذلك الطُهر الذي تخيلته يومًا، أُضيفتْ لقاموسي كلمات جديدة كالموت والفقد والتخلي وخيبة الأمل،

 

أذكر أنه منذ بضعة أيام حاولت أن أشاهد فيلم كارتون قديم يذكرني بطفولتي فوجدته سخيفًا مبتذلًا ولم أستطع إكماله، إن في الطفولة شيئًا مختلفًا يجعل كل الأحداث ممتعة ولها لذة خاصة، ربما ذلك الشئ كان قلة الوعي والإدراك والجهل بالتفاصيل،كنت أحلم بغدٍ أخلع فيه نظارات طفولتي وأرى العالم كما يراه أبي والكبار جميعًا، كنت أرغب في عصا سحرية تُسرع مرور الأيام لأصل ليومٍ أكون فيه شخصًا واعيًا لكل ما حوله لا يسمع جملة “لا تزال صغيرًا ستفهم حين تصبح في عمر أحدنا”، تحقق مرادي منذ أعوام ورأيت العالم بحجمه الحقيقي وأدركت سرعة مرور أيامه، أصبحت أحد الكبار ولم أستوعب بعد ما يحدث من حولي، لماذا أصبحت كل الأمور أصعب من ذي قبل، وكيف للعالم أن يكون بتلك الهمجية والقسوة، لماذا أخفوا عني حقيقة أن وصولي لعمر أحدهم الذي سأفهم عنده دروس الحياة ليس بالمجان، وأني في المقابل سأتخلى عن براءتي وعن سعادتي بأبسط الأشياء، وعن أصدقائي في كل مرحلة أنهيها، وعن راحة بالي في نهاية كل يوم، وأن نظارات الطفولة التي رغبت في التخلص منها كانت تصبغ الحياة بألوان البهجة والسرور والآن لا أرى منها سوى الأبيض والأسود والرمادي، أنا الآن عالق في مقولة د أحمد خالد توفيق ” “‏أودُّ أن أبكي وأرتجف وألتصق بأحد الكبار ولكنني أحد الكبار” وأحلم بأمسٍ أرتدي فيه نظارات طفولتي وأرى العالم كما يراه الصغار……..لم اكن اعلمُ أن مرحلة العشريناتِ ستصبح صعبةً إلى هذا الحد، وأننا سنصبح بين ضغطِ الحياة والمسئوليات، وأننا أصغر بكثير من هذا الحمل، أصبحنا نفكر أكثر من اللازم في أشياء لاينبغي أن تكون في تلك المرحلة، وكأن عُمرنا قد سُرق منا وضاعت أحلامنا وصرنا مشفقين على أنفسنا وعلى حالنا…..

قد يهمك ايضاً:

أحمد سلام يكتب رجل غاب عن ذاكرة مصر !

رحلة الحج..

فذكرتى مقولة (احمد خالد توفيق ) حين قال:

“واعلم أنك في سن العشرين ستتنازل عن بعض أحلامك وتبني غيرها، وأنك ستبكي كثيرًا في الخفاء لسببٍ مُهم و آخر تافه جدًا، ستُفصح عن رُبع ما فيك وتُخبِّئ ثلاثة أرباعه، وأنهُ مهما كان هذا العُمر جميلاً فإنهُ سيؤلمك قليلاً.”

“فقط فى سن العشرين أدركت الحقيقة القاسية , وهى أن علىّ أن أحيا بلا أحلام”

التعليقات مغلقة.